و من الأحاديث الواردة في هذا الشأن
و قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ) رواه مُسْلِمٌ من حديث أبي هريرة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ.
و قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم خيبر لعلي رضي الله عنه: ( فوالله لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم )متفق عَلَيْه من حديث أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رَضِيِ اللَّهُ عنه.
و في هذه الكلمة المختصرة أحاول تسليط الضوء على أمور ينبغي مراعاتها من قبل الاخوة الذين يحملون هم دعوة زملائهم في مواقع العمل المختلفة، و في الحقيقة لم آتي بجديد لكنه من باب التعاون على البر و التقوى، فان أصبت فمن الله تعالى و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ، والله و رسوله صلى الله عليه و سلم من الخطأ بريئان.
العناصر الرئيسية:
أهمية الدعوة في أماكن العمل
وسائل الدعوة في أماكن العمل
إلقاء الكلمات
صفات ينبغي توفرها فيمن يتصدى للإمامة و إلقاء الكلمات
توزيع الأشرطة و المطويات
المجلة الحائطية
التمويل
أنشطة أخرى
=================
أهمية الدعوة في أماكن العمل
للدعوة في أماكن العمل من جهات حكومية و شركات و مؤسسات أهمية خاصة لأسباب منها:
1- إن شريحة كبرى من أفراد المجتمع تعمل في الشركات و المؤسسات و الجهات الحكومية
2- إن قسماً كبيراً من هذه الشريحة ليسوا ممن يحضر المحاضرات و مجالس الذكر بل و ليسوا ممن يحافظ على الصلوات جماعة في المساجد خارج وقت العمل، فصلاتهم في مساجد و مصليات العمل فرصة عظيمة لدعوتهم وتبيين الحق لهم فلا بد من استغلالها على أفضل حال.
وسائل الدعوة في أماكن العمل
1- إلقاء الكلمات في المسجد أو المصلى .
2- توزيع الأشرطة والمطويات.
3- مجلة الحائط .
1- إلقاء الكلمات :
الكلمة هي سلاح الدعوة الأول ، و هي إما تكون مرتجلة أو قراءة من كتاب و في كلا الحالين لا بد من مراعاة الأمور التالية:
1- مراعاة حال المدعوين و ما عندهم من نقص لينبه عليهم لتفاديه.
2- عدم الإطالة فان ذلك سبيل الإملال ، و إذا كثر الكلام أنسى بعضه بعضاً.
3- مراعاة المناسبات فتبين الفضائل الخاصة بزمان معين كصوم عاشوراء مثلاً، و يحذر من البدع المرتبطة بزمان معين كالاحتفال بالمولد النبوي أو بليلة الإسراء و المعراج و غير ذلك.
4- إشعار المصلين بمصائب إخوانهم المسلمين و ما أكثرها في هذه الأيام و كذلك تذكيرهم بعدواة الكافرين الدائمة للإسلام و أهله.
5- تذكير المصلين بالمحاضرات و الدروس ما لم تكن ضمن سلسلة متكاملة فان كانت كذلك فالأفضل أن يوضع الجدول ضمن مجلة الحائط.
صفات ينبغي توفرها فيمن يتصدى للإمامة و إلقاء الكلمات :
1- الاستقامة و اتباع السنة في ظاهره بحيث يكون حسن السمت
2- حسن الخلق فذلك ادعى للقبول منه
3- أن يكون لديه قدر معين من العلم الشرعي، وكذلك لا بد أن يكون شجاعاً بحيث يقول لا اعلم إن سئل عما يجهله ، فالمتعالم ضرره كثير.
4- أن يكون ممن يغلب تواجده في مكان العمل ، فان كثرة تغيب الإمام المكلف بإلقاء الكلمات تدفع المصلين لعدم المتابعة لعدم إمكانية وصل المواضيع بعضها ببعض.
5- جمال الأسلوب و وضوح الصوت
6- التحضير الجيد للمادة المراد إلقاؤها، فلا يليق به أن يتلعثم عند قراءة آية أو حديث لأنه لم يقرأ ما يريد قوله إلا قبل الإقامة ، كما أن التحضير الجيد يجعله مستعداً لأسئلة قد يسألها بعض المصلين.
7- عند بيان الأخطاء و البدع للتحذير منها لا بد أن يكون ذلك بأسلوب بعيد عن الشدة و الغلظة فالرفق ما كان في شئ إلا زانه ، مع ضرورة إيراد الأدلة من الكتاب و السنة.
العودة للبداية
2- توزيع الأشرطة و المطويات :
الشريط الإسلامي سلاح من أمضى أسلحة الدعوة في العصر الحاضر، يحوي خلاصة فكر و أسلوب المتحدث مدعم بأدلة الشرع من الكتاب و السنة، و قد نفع الله تعالى به الكثيرين .
أما المطويات فهي تقدم المعلومة المطلوب إيصالها بلا كثير عناء ، سهلة العبارة مع اختصار يعين من لا يقدر على مطالعة المطولات من الكتب ، و لتحصل الفائدة من الأشرطة و المطويات لا بد من مراعاة ما يلي:
1- الالتزام بجدول معين ، ولعل تخصيص يومي الأحد و الثلاثاء لإلقاء الكلمات يعد مناسباً اكثر من غيرهما، مع تخصيص يوم الاثنين لتوزيع المطويات و الأشرطة، فأسبوع يوزع فيه شريط و أسبوع توزع فيه مطوية، فيكون هناك شريطان و مطويتان كل شهر.
2- مراعاة قبول المصلين لشيخ من المشايخ فإذا لم يكن لديه قبول عندهم فلا ينبغي توزيع أشرطته وكذلك مراعاة مستوى المصلين العلمي الشرعي فذلك أدعى لحصول الفائدة المرجوة .
3- يستحسن أن يكون هناك شريط ، بين حين و آخر، موجه للمرأة، فهذه وسيلة لدعوة من إذا صلحت كان لها ابلغ الأثر في صلاح أهل بيتها.
4- إذا كان هناك من الموظفين المسلمين من لا يتكلم العربية فينبغي تخصيصهم بمطويات أو كتيبات بلغاتهم المختلفة، إذ أن وجودهم بيننا فرصة لدعوتهم و تصحيح مفاهيمهم فبعضهم من بلاد يغلب عليها الجهل بتعاليم الإسلام.
5- تكليف أحد الاخوة بمتابعة سجل الاشرطة و المطويات التي يتم توزيعها تفادياً للتكرار.
6- مواضيع لا تناسب مصليات و مساجد العمل :
= الردود المتبادلة بين أهل العلم والدعاة فإنها لا تعني العامة ، وهي كذلك تنقص احترام أهل العلم في قلوبهم لأنهم في الغالب لا يفقهون أسباب اختلاف العلماء .
= شرح متن من المتون العلمية فان هذا ليس مكانه و لا زمانه.
3- المجلة الحائطية :
المجلة الحائطية وسيلة مهمة من و سائل الدعوة ، و لتكون فعالة و ناجحة لا بد من مراعاة ما يلي:
1- أن تستعمل لوحة حائطية من النوع الذي يمكن إغلاقه و التحكم فيما ينشر فيها، فلا يصح أن تكون مشاعاً يضع فيها من شاء ما شاء.
2- تخصيص أحد الاخوة بالإشراف عليها فذلك ادعى للإتقان، فالتخصص من طرق الإبداع.
3- أن تتناسب المادة المعروضة في المجلة الحائطية مع المدة التي تبقى فيها، فكلما كثرت المادة طالت مدة عرضها، و الأفضل أن لا تزيد عن شهر.
4- مراعاة عدم إهمال تغيير المادة المعروضة، فان الناس إذا لاحظوا ذلك اعرضوا عنها، و يمكن إشعارهم بالتغيير عن طريق و ضع لوحة في أعلى المجلة الحائطية تبين أنها لشهر كذا مثلاً، أو عن طريق تغيير ترتيب المادة المعروضة.
5- توجد في المكتبات مطبوعات معدة خصيصاً للمجلات الحائطية و هي تفي بالغرض لكن ينبغي عند استعمالها التنويع، ففائدة فقيهة مع موعظة مع تنبيه على مخالفة افضل من التركيز على جانب واحد.
6- تفادياً لتكرار المعروض يمكن كتابة زمن عرضها في المجلة الحائطية في ظهر الورقة المعروضة ، على انه لا حرج في إعادة العرض بعد مرور مدة كافية من الزمن ( سنوات مثلاً) ، و كذلك لا حرج في إعادة عرض ما يتكرر حصوله كزمن فاضل ينبه على استغلاله مثل شهر رمضان أو العشر الأيام الأولى من ذي الحجة، أو للتحذير من محظور يتكرر زمانه كتهنئة الكفار بأعيادهم أو الاحتفال بالمولد أو غير ذلك.
التمويل
إذا كان هناك تمويل من جهة العمل فبها و نعمت، و إن لم يكن ثمة تمويل – و هو الغالب- فلا بد من تمويلها عن طريق العاملين في الجهة المعنية سواء كانوا من الاخوة المهتمين بالدعوة، أو من العامة الذين يلتمس فيهم الخير فيرغبوا بالتبرع دعماً للأنشطة الدعوية و احتساباً للأجر من الله تعالى، و سواء كان التمويل رسمياً أو خاصاً فلا بد من توثيق الإيرادات و المصروفات في سجل خاص عند أحد الاخوة إذ الطعن في ذمم الدعاة والمخلصين سلاحٌ طالما استخدمه المغرضون.
أنشطة أخرى :
1- تفطير الصائمين : وجد – في الغالب – عمال مسلمون من محدودي الدخل في كل الشركات و المؤسسات، فمساعدة أمثال هؤلاء و تفطيرهم في شهر رمضان من أعمال الخير و البر .
2- مساعدة المحتاجين : ففي هذا تقريب لهم للخير و أهله، إذ القلوب يستعبدها الإحسان.
3- دعوة غير المسلمين : لا يخفى على مسلم ما في هذا الأمر من الأجر، و هنا أمر يخفى على بعض الأخيار فيظن أن من معاداة الكافرين و بغضهم مقاطعتهم و عدم التحدث معهم بالكلية، وهذا فيه مجانبة للصواب بل للمسلم التحدث معهم و التبسط بنية تقريبهم للإسلام و دعوتهم إليه، مع الحرص كل الحرص على بغضهم بالقلب .
أفكار جد رائعة، جزاك الله خيرا.