يظن الكثير من الاَباء, أن الشدة والقسوة هي أساس التربية السليمة, متجاهلين أن العقلية التي يتعاملون معها, هي عقليةٌ طفوليةٌ, لا تدرك المعاني الكبيرة التي يرغبون بتوصيلها, من هنا يقدم لنا الدكتور :"ياسر صالح" مدرس الأمراض النفسية والإستشاري التربوي, أهم هذه الأخطاء الشائعة, وهي الثمانية التالي:
هذا الخطأ نابعٌ من فكرة السلطة والدكتاتورية, فنجد الأمهات يصدرن أوامر للطفل ولا يتركن له حرية اختيار أي شيءٍ, فتقول الأم قم.. نم.. البس.. وهكذا طوال اليوم, والنتيجة أن الطفل يتظاهر بأنه لم يسمع شيئاً, وبالتالي لا يستجيب, لذلك لابد من إعطاء حرية للطفل, بحيث يتمكن من الاختيار والشعور بشخصيته.
هذا الخطأ هو نتيجة التضاد في المفاهيم بين الإثنين مما يؤثر على نفسية الطفل بشكلٍ كبيرٍ, لأنه لايعرف من فيهما على صوابٍ الأم أم الأب, وهو ما يجعله ينجذب لأحدهما دون الآخر ويؤثر على احترامه وثقته فيه, خاصةً إذا تمت المشاجرات أمامه, لذلك يجب الاتفاق على منهجٍ تربوي واضحٍ بين الأبوين وحتى إذا تعارضا في موقفٍ معينٍ, لابد أن يصدق أحدهما على قرار الآخر.
3- التفرقة في المعاملة بين الأبناء :
وهي كارثةٌ على الرغم من نفي معظم الآباء والأمهات لهذه التفرقة, إلا أن أبناء كثيرين يشعرون بها, والمطلوب هو التوازن والعدالة عند قدوم الطفل الثاني, الذي غالباً ما يكون أكثر هدوءاً وجذباً للانتباه, نتيجة اكتساب الأبوين لخبرةٍ في التربية, ومن هنا تبدأ التفرقة سواءً المعنوية أو المادية.
4- المقارنة بين الأبناء :
وهي طريقةٌ غير عادلةٌ في التربية, لأن الفروق بين الأولاد ستبقى موجودةً دائماً, وتؤدي المقارنة إلى زرع المرارة بين الأخوة والحط من قدرات الأقل تقديراً, وقول الأم: : "أنا أقارن لكي أحفز" غير صحيحٍ من خلال الواقع العلمي, وإنما تكون المقارنة من خلال سرد قصص الأشخاص النابغين والعلماء وبطريقةٍ هادئةٍ من دون انفعالٍ.
هناك نوعاً من الآباء يتعاملون مع أبنائهم بقسوةٍ وعنفٍ كأنهم عسكريون أو ماكينات, ويتم توبيخهم ونقدهم في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ, هذا الخطأ يترك في نفس الطفل آثاراً سيئةً كثيرةً, لذلك يجب أن تكون هناك دائماً مساحةً من المرح والترويح, مع التعامل الهادئ المطمئن بحبٍ وحنانٍ ليسود التفاهم بين الجميع.
6- الإهمال :
يؤثر إهمال الأبناء على الأسرة بأكملها, ويجعل الطفل يشعر بالغيرة من أقرانه الذين يحظون باهتمام والديهم وينعكس ذلك على تصرفاته, التي تتسم بالعدوانية في مدرسته ليلفت الانتباه له.
هذا الخطأ يجعل الطفل يشعر دائما بأنه لابد أن يكون محور اهتمام الجميع ويتوقع من كل الناس نفس المعاملة, وبالطبع هذا لايحدث, مما يجعل انفعالاته طفوليةً ويتأخر نضجه الإجتماعي والإنفعالي وتقل قدرته على تحمل المسؤولية.
وهو خطأٌ غايةٌ في الخطورة, ويقع فيه الكثير من الآباء والأمهات, لإعتقادهم أن علامات الشدة المرسومة على الوجه عاملاً مهماً لتربية الأبناء, حتى إذا حاول الطفل أن يغير سلوكه نحو الأفضل فإنه يجد نفس رد الفعل فيتوقف عن المحاولة, وهنا تظهر الفجوة التي تجعل الأطفال يكرهون والديهم حتى لو قدموا لهم كل احتياجاتهم, وأخيراً يؤكد الدكتور ياسر: أن وسيلة الضرب غير مقبولةٍ, لأنها تعكس شخصيةً قليلة الحيلة, لاتجد إلا الضرب وسيلةً للتقويم, في حين أنه لو فكر, سيجد وسائل بديلةً لتحقيق الهدف, ولاتترك انطباعاً سيئاً في نفوس الأبناء.