أمّي,,, هل سَأراكِ,,, قبل الوداع
أمّي,,, جُرحي عَميقٌ
ولا الليلُ يُشفيني,,, ولا البكاءُ
ولا سِحرُ الشُّعاع
أمّي,,, هل تُراني سأُعانِقُكِ,,, قبلَ الوداع
أمّي,,, سِنيناً تَبَعثرتُ فيها,,, بعيداً عَنكِ
أمّي,,, سَيقتُلني الجَفاء
أمّي,,, ألنا لِقاءٌ,,, قبل الوداع
أمّي,,, عيناكِ سَرابٌ في دُروبي
والهَجرُ يَعصِرُني
أمّي,,, أهُناكَ قُبلةٌ لِيَديكِ,,, قبل الوداع
أهناكَ جِنانٌ بينَ ذِراعيكِ
أهناكَ وجودٌ بعدَ هذا الضَّياع
أمّي,,, هل سأشُمُّ ريحكِ وريحانكِ,,,
قبل الوداع
أمّي,,, كَبِرتُ,, وتطأطأتُ,, وتقطَّعتُ
وتَغَيَّرَت ألوانُ شِعري وشَعري,, وتَغَيَّرتُ
أمّي,,, أستعرِفينني كما كُنتُ طِفلاً,,, قبل الوداع
أمّي,,, أنا الغريبُ وأنا الوحيدُ
وأنا صانِعُ الحزنِ والألم
أهناكَ فرحاً وسعادةً
أهناكَ لمسةٌ من حريرِ يديكِ,,, قبل الوداع
أمّي,,, ضِعتُ في متاهاتي
أصبَحتُ غَجَرِيّاً,,,
بِآلافِ اللغات
أمّي,,, أهُناكَ رشفةُ قهوةٍ,,
أهُناكَ كُحلٌ ونغمٌ بِجانِبِكِ صَباحاً
قبل الوداع
أمّي,,, لقد طالَ وطالَ,,, وطال البعاد
لم أُودِّعكِ,, تَرَكتُكِ كالياسَمينِ نائِمةً
أمّي,,, لَقد أبعَدني كثيراً ذاكَ الشراع
أسأبكي كالطفلِ صغيراً,,, قبلَ الوداع
سامِحيني لِهَجري,,, أرجوكِ سامِحيني
واذكُريني في صلاتِكِ,,, أمّي اذكُريني
وأكثِري من ذِكري,,, قبل الوداع
أسَيُغفَرُ لي ذنبي,, لِعَذابِكِ
أسَيَرحَمُني الرحمآنُ بِذِكرِكِ,,,
قبل الوداع
أمّي,,, سَئمتُ العذابَ,, سئِمت الإغتِرابَ والضَّياع
إنتَظِريني,, أرجوكِ إنتَظِريني
لأَسجُدَ على قَدَميكِ,,, أقَبّلُهم
قبلَ الوداع.
أهُناكَ شهادةٌ أنطِقُ بِها,,,
بِدَعوةٍ مِنكِ أمّاهُ
قبلَ الوداع
حسْان الرفاعي