محامون ألقوا محاضرة على أطباء المستشفى الميداني حول كيفية توثيق أسماء الشهداء والمصابين دون التطرق لنية فض الاعتصام
وأوضح المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه لـ"الأناضول"، أنه "خلال تواجد قيادات التحالف في القاعة رقم 3 الملحقة بمسجد رابعة العدوية، التي تم تخصيصها خلال الاعتصام لقيادات التحالف، كما كانت قيادات الإخوان وحزب الحرية والعدالة تجتمع بها، وصلتنا معلومة منتصف ليل الثلاثاء بأن قوات الأمن ستفض الاعتصام صباح الأربعاء 14 أغسطس، دون ذكر الساعة"، مضيفا أنه "عقب وصول المعلومة، قمنا بإخلاء جزئي للقاعة رقم 3، وكذلك القاعة رقم 2 التي تم تخصيصها للمركز الإعلامي، وذلك حتى تتسع القاعتان للشهداء والمصابين الذين سيسقطون خلال فض الاعتصام كما توقعنا"، بالإضافة إلى المستشفى الميداني.
واستطرد المصدر: "أيضا عقب علمنا بموعد فض الاعتصام، أصدرنا تعليمات للمسؤولين عن تأمين الميدان بتشديد عمليات التأمين على المداخل والمخارج، وكذلك على المنصة التي يلقي المتحدثون كلماتهم من فوقفها، نظرا لأن عددا من القيادات قرروا اعتلاءها عقب علمهم بالفض، بالإضافة إلى تشديد تأمين سيارة البث التليفزيوني (سيارة التليفزيون المصري التي تم سرقتها، وكان يتم استخدامها في بث فعاليات الاعتصام لعدد من الفضائيات الخاصة)، حيث كان يؤمنها عدد من الاشخاص يرتدي كل واحد منهم خوذة حديدة ويمسك في يده بعصا".
كواليس فض إعتصام رابعة – الأناضول
وقبل أذان الفجر بوقت قصير في الساعة 2.30 من صباح الأربعاء، بحسب المصدر، ألقى محامون محاضرة على عدد من الأطباء والمساعدين لهم في المستشفى الميداني، عن كيفية توثيق أسماء الشهداء والمصابين، وذلك دون التطرق إلى معلومة فض الاعتصام حتى لا تتسرب وتتم إثارة البلبلة.
ولفت المصدر إلى أنه رغم علم معظم قيادات التحالف بموعد فض الاعتصام، إلا أنه "كان لديهم إصرار على البقاء طوال الليل في الميدان، ومن بينهم صلاح سلطان ومحمد البلتاجي ومحمد جمال حشمت وعبدالرحمن البر وصفوت حجازي، وإن كانت بعض القيادات غادرت في الخامسة صباحا بالتنسيق مع آخرين"، دون تحديد أسماء الذين غادروا، موضحا أن "مغادرة بعض قيادات التحالف لمكان الاعتصام كان بقرار من القيادة؛ حرصا على عدم الإخلال بالعمل التنظيمي والميداني للتحالف".
رئيس حزب "الفضيلة": كنا نحسب أن الفض سيكون بالمياه وغاز الأعصاب والخرطوش.. أو الرصاص الحي في أضيق الحدود
وأضاف أنه "تم الاتفاق على أن تبقى قيادات ميدانية، في مقدمتها صلاح سلطان والبلتاجي والبر وصفوت حجازي وياسر صديق وإمام يوسف ومجدي سالم، وكثيرون غيرهم"، مشددا على أنه "لا يمكن القبول بالتقليل من جهد قيادات وكوادر التحالف في التواصل إعلاميا وسياسيا، خاصة الذين غادروا ميدان رابعة إلى أماكن أخرى للعمل منها، حتى وإن لم تسمح الظروف الأمنية الراهنة بكشف جهودهم للملأ"، مؤكدا أن "هناك قيادات أدارت المشهد من خارج اعتصام رابعة العدوية، بجانب قيادات داخل الميدان تعرضت للاعتقال".
ومن جانبه، قال محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة الإسلامي وأحد قيادات التحالف: "جاءتني معلومة فض الاعتصام عبر مصادر خاصة قبل موعده بثلاثة ساعات، فاتجهت للدكتور محمد البلتاجي كي أخبره بها، فوجدته على علم بذلك، وحثَّني على التمسك بالسلمية والثبات".
كواليس فض إعتصام رابعة – الأناضول
وأضاف فتحي: "في الاجتماعات الأخيرة للتحالف التي سبقت فض الاعتصام بيومين، وضعنا تصورات لمواجهة الفض سلميا، وكنا نحسب أن سيناريو الفض سيكون إما بالتفريق بالمياه أو بغاز الأعصاب أو باستخدام الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع، وكذلك الرصاص الحي في أضيق الحدود، لذا كان أقصى ما تراه أثناء الفض من قبل المعتصمين هو الحجارة والاحتماء بالخوذ واستعمال الكمامات لمواجهة الغاز، وصمدنا فوق ما يتخيل العالم بهذه السلمية رغم شهدائنا ومصابينا".
ونفى رئيس حزب الفضيلة في حديثه لـ"الأناضول"، أن تكون أي وساطات تمت بين الجيش والتحالف حول إمكان فض الاعتصام طواعية خلال الأيام الأخيرة التي سبقت الفض، مؤكدا أن التحالف لم يتلقَّ أي وساطة، وكان حريصا عللا أن يستقبل أي أحد لزيارة الاعتصام ليتأكد من سلميته.
وفي السياق ذاته، قال مصدر بتنظيم الإخوان المسلمين إن المرشد محمد بديع، عقد اجتماعا مغلقا مع قيادات مجلس شورى الإخوان ومكتب الإرشاد بقاعة قيادات التحالف عصر الثلاثاء، أي قبل الفض بيوم واحد، لكنه لم يتعرف على طبيعة اللقاء وما دار فيه.
مصدر بـ"الإخوان": بديع عقد اجتماعا مغلقا بمكتب الإرشاد قبل الفض.. والمعتصمون دخلوا خيامهم ولم يعرفوا بنية الفض
وأوضح المصدر الذي تحفظ على نشر اسمه، أن "معلومة الفض كانت مركزية ولم تصل لعموم المعتصمين، حتى أنهم دخلوا صباحا إلى خيمهم، قبل أن تدعوهم ثلاث قيادات على التوالي هي صلاح سلطان وعبدالرحمن البر وصفوت حجازي، إلى الاستيقاظ والتجمع في الميدا