كانت تعتنقني الحيرة، وأحياناً التيه، عندما أحس أنني أقدم على فعل شيء غير متجانس مع ذاتي، فمثلاً كنت أضطر لمجاملة شخص لا أكن له إلا مشاعر عادية جداً، إلا أن الظروف كانت تضطرني لمصافحته، وأحياناً للحديث إليه، والإنصات لمواعظه، ولحِكمهِ، وخبراته في الحياة، والتي غالباً أكون متأكدة أنها مجرَّد شعارات واهية وطقوس من أجل إشعار الجميع بمدى القيادة التي يتربع عرشها.
آنذاك…، وفي لحظة التمام، كنت أهاجمه، وأردّه إلى الطريق الصواب، وأواجهه رغم غيظه مني، فحنقه الشديد علي ما كان ليجعلني أتوارى، أو أتنازل عن قناعاتي، فأدافع عن الحق، وعن الحقيقة التي غالباً لا أجد موطنها بين كلماته المتلألئة، وسرعان ما كنت أرى الجميع وقد تقمَّصهم سرطان الصمت.
وغالباً ما كنت أسأل نفسي:
– لماذا هذا الجبن؟!
– ولماذا لا يقاوم الإنسان ضعفه ويصرخ بأعلى صوته، وبأعلى درجة في حنجرته، ليقول له كفاك كذباً على الذقون!، وكفاك هراء، وكفاك تصنعاً، فالمسرحية باتت أقنعتها مكشوفة، وكفاك من التبلّد واستغباء العقول.
– لماذا لا يروي ظمأه، ويسدد الصورة الحقيقية للآخر؟!.
– لماذا كل هاته الاحتياطات، والتدابير تجاه هذا الشخص الذي غالباً ما يكون مسؤولاً، أو مديراً، أو رئيس مكتب..الخ. المهم، أولئك الذين يبيحون لأنفسهم ما لا يبيحون لغيرهم تحت وزر الكرسي والمنصب.
– ولماذا لا يعترف المسؤول باختلاف الرأي ويؤمن بنظرية" إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".
– لماذا يصبح الود كراهية وحقداً؟
– لماذا يجعل المسؤول من المعارضين لنظرياته وقناعاته وأفكاره أضحوكة أو أرجوزا؟
– لماذا يتصيد له الخطأ ويتربص له إن أحس معارضته أو إن أحس عدم تبعيته له؟
– لماذا يتحين كل الفرص لإذلاله والانتقام منه، حتى يكون عبرة للآخرين؟
– أليحافظ على أبراج وحدود مملكته؟
– ألكي يسد على نفسه فوهة المعارضة؟
– ألكي يظل قابعاً على عرش الأسد؟
آنذاك…، وفي لحظة التمام، كنت أهاجمه، وأردّه إلى الطريق الصواب، وأواجهه رغم غيظه مني، فحنقه الشديد علي ما كان ليجعلني أتوارى، أو أتنازل عن قناعاتي، فأدافع عن الحق، وعن الحقيقة التي غالباً لا أجد موطنها بين كلماته المتلألئة، وسرعان ما كنت أرى الجميع وقد تقمَّصهم سرطان الصمت.
وغالباً ما كنت أسأل نفسي:
– لماذا هذا الجبن؟!
– ولماذا لا يقاوم الإنسان ضعفه ويصرخ بأعلى صوته، وبأعلى درجة في حنجرته، ليقول له كفاك كذباً على الذقون!، وكفاك هراء، وكفاك تصنعاً، فالمسرحية باتت أقنعتها مكشوفة، وكفاك من التبلّد واستغباء العقول.
– لماذا لا يروي ظمأه، ويسدد الصورة الحقيقية للآخر؟!.
– لماذا كل هاته الاحتياطات، والتدابير تجاه هذا الشخص الذي غالباً ما يكون مسؤولاً، أو مديراً، أو رئيس مكتب..الخ. المهم، أولئك الذين يبيحون لأنفسهم ما لا يبيحون لغيرهم تحت وزر الكرسي والمنصب.
– ولماذا لا يعترف المسؤول باختلاف الرأي ويؤمن بنظرية" إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".
– لماذا يصبح الود كراهية وحقداً؟
– لماذا يجعل المسؤول من المعارضين لنظرياته وقناعاته وأفكاره أضحوكة أو أرجوزا؟
– لماذا يتصيد له الخطأ ويتربص له إن أحس معارضته أو إن أحس عدم تبعيته له؟
– لماذا يتحين كل الفرص لإذلاله والانتقام منه، حتى يكون عبرة للآخرين؟
– أليحافظ على أبراج وحدود مملكته؟
– ألكي يسد على نفسه فوهة المعارضة؟
– ألكي يظل قابعاً على عرش الأسد؟
– كنت غير باقي الناس أتصرف،
– وكنت ثائرة أقول الحق علنا، وأحلل ما تحت السطور، وأخلع عن النوايا السيئة الرداء.
– وكنت أزيل القناع عن أي قرار اتخذ في حق الرعايا..
– وكنت أتنفس اتهامنا بالرعاع والغوغاء من بعيد…
– وكنت أكره أن أصاب بداء العبودية.
– كنت أهلِّل بمصطلحات الإنسانية والحرية والحقوق المغتصبة، وأن الحق يأخذ ولا يعطى، وأننا ذوي فكر وعلينا أن نكون القدوة الصالحة، وأن علينا النهوض من سباتنا للنضال وللاتحاد تحت كلمة واحدة هي أضعف إيماننا، لكن كلماتي أضحت تائهة مني، وصوتي خفت هاته الأيام، وأضحى مبحوحاً، وأصيب بضربة برد حادة
احب ما تكتبينه
ا ميمي
ا ميمي