العقل و العاطفة
هذه مقتطفات من كتاب النبي لجبران
العقل و العاطفة
فقال المصطفى:ما أكثر ما تكون نفوسكم ساحة قتال تشنه عقولكم ونهاكم على عواطفكم وشهواتكم
واني لأتمنى أن احل في نفوسكم صانع سلام ,فأشيع الوحدة بين عناصركم المتنافرة , وأرد تنافسها إلى وئام وتوافق أنغام ولكن هيهات أن يتاح لي ذلك إلا إذا كنتم انتم أنفسكم صناع سلام ,بل عشاقا لجملة عناصركم ؟
إن عقولكم ونهاكم هي الدفة والشراع لأرواحكم السارحة في البحار.
فإذا تحطمت الدفة أو تمزق الشراع تقاذفتها الأمواج فضلت ,
أو توقفت بلا حراك في وسط البحر .
فالعقل إذا سيطر وحده بات قوة تقيدكم,
والعاطفة إذا تركت وشانها غدت لهيبا يتلظى حتى تبيد.
فدع روحك تحلق بعقلك إلى أسمى العواطف, حتى تصدح بالنغم.
ودعها تهدي عاطفتك بالحجا , حتى تحيا العاطفة يهذبها كل يوم بعث ,فتكون كالعنقاء تحرق نفسها ثم تنهض من بين الرماد .
وليتكم تنظرون إلى نهاكم وشهواتكم نظرتكم إلى ضيفين عزيزين حلا بداركم .يقينا إنكم لن تؤثروا احدهما على الآخر , فإنكم إن أسرفتم في العناية بأحدهما فقد تم حب الاثنين وثقتهما .
و إذا جلست بين التلال في ظل الأشجار الحور البيض ظليل,و شاركت ما ترامى من الحقول والمروج هداتها وصفائها , فدع قلبك يردد في سكون : ((إن روح الله تسكن في العقل )).
و إذا هبت العاصفة وهزت الريح العاتية أرجاء الغابة ,و أفصح الرعد والبرق عن جلال السماء فدع قلبك يردد في خشية![]()
(أن روح الله تموج في العاطفة )).
وما دامت نفسا يتردد في ملك الله,و ورقة تضطرب في غابته .
فعليك أنت أيضا أن تسكن في العقل و العاطفة.
هذه مقتطفات من كتاب النبي لجبران
العقل و العاطفة
فقال المصطفى:ما أكثر ما تكون نفوسكم ساحة قتال تشنه عقولكم ونهاكم على عواطفكم وشهواتكم
واني لأتمنى أن احل في نفوسكم صانع سلام ,فأشيع الوحدة بين عناصركم المتنافرة , وأرد تنافسها إلى وئام وتوافق أنغام ولكن هيهات أن يتاح لي ذلك إلا إذا كنتم انتم أنفسكم صناع سلام ,بل عشاقا لجملة عناصركم ؟
إن عقولكم ونهاكم هي الدفة والشراع لأرواحكم السارحة في البحار.
فإذا تحطمت الدفة أو تمزق الشراع تقاذفتها الأمواج فضلت ,
أو توقفت بلا حراك في وسط البحر .
فالعقل إذا سيطر وحده بات قوة تقيدكم,
والعاطفة إذا تركت وشانها غدت لهيبا يتلظى حتى تبيد.
فدع روحك تحلق بعقلك إلى أسمى العواطف, حتى تصدح بالنغم.
ودعها تهدي عاطفتك بالحجا , حتى تحيا العاطفة يهذبها كل يوم بعث ,فتكون كالعنقاء تحرق نفسها ثم تنهض من بين الرماد .
وليتكم تنظرون إلى نهاكم وشهواتكم نظرتكم إلى ضيفين عزيزين حلا بداركم .يقينا إنكم لن تؤثروا احدهما على الآخر , فإنكم إن أسرفتم في العناية بأحدهما فقد تم حب الاثنين وثقتهما .
و إذا جلست بين التلال في ظل الأشجار الحور البيض ظليل,و شاركت ما ترامى من الحقول والمروج هداتها وصفائها , فدع قلبك يردد في سكون : ((إن روح الله تسكن في العقل )).
و إذا هبت العاصفة وهزت الريح العاتية أرجاء الغابة ,و أفصح الرعد والبرق عن جلال السماء فدع قلبك يردد في خشية
وما دامت نفسا يتردد في ملك الله,و ورقة تضطرب في غابته .
فعليك أنت أيضا أن تسكن في العقل و العاطفة.
الألم
فقال المصطفى:
إن الألم الذي بكم هو أن يتفتق الستر الذي يحيط بإدراككم.
وكما أن نواة الثمرة تتفتق لتكشف قلبها للشمس, كذلك الألم لامناص لكم من أن تخبروه.
و لو استطعت أن تجعل قلبك دائما للعجائب التي تتكشف لك كل يوم , لرأيت أن آلامك لا تقل روعة عن أفراحك ,
ولرضيت بالأطوار التي تنتاب قلبك ,كما ترضى دائما بالفصول تتعاقب على حقلك .
ولوقفت رابط الجأش ترقب شتاء أحزانك.
إنما أنت الذي اخترت أكثر ألامك
إنها الدواء المر يداوى مرضك طبيب خفي في نفسك.فلتثقن أذن بالطبيب وتجرع دواءه في صمت و طمأنينة.
فان يده , وان بدت ثقيلة خشنة ,لتهديها يد حانية لا يرى صاحبها الأعلى .
و الكأس التي جلبها و أن أحرقت شفتيك قد صنعت من طين مزجه الخزاف الأعلى بدموعه المقدسة.
فقال المصطفى:
إن الألم الذي بكم هو أن يتفتق الستر الذي يحيط بإدراككم.
وكما أن نواة الثمرة تتفتق لتكشف قلبها للشمس, كذلك الألم لامناص لكم من أن تخبروه.
و لو استطعت أن تجعل قلبك دائما للعجائب التي تتكشف لك كل يوم , لرأيت أن آلامك لا تقل روعة عن أفراحك ,
ولرضيت بالأطوار التي تنتاب قلبك ,كما ترضى دائما بالفصول تتعاقب على حقلك .
ولوقفت رابط الجأش ترقب شتاء أحزانك.
إنما أنت الذي اخترت أكثر ألامك
إنها الدواء المر يداوى مرضك طبيب خفي في نفسك.فلتثقن أذن بالطبيب وتجرع دواءه في صمت و طمأنينة.
فان يده , وان بدت ثقيلة خشنة ,لتهديها يد حانية لا يرى صاحبها الأعلى .
و الكأس التي جلبها و أن أحرقت شفتيك قد صنعت من طين مزجه الخزاف الأعلى بدموعه المقدسة.
[color="rgb(255, 0, 255)"]الصداقة
صديقك هو حاجة لك قضيت
وهو حقلك تلقى فيه البذور في حب وتجنى منه الثمار في شكر وهو مائدة طعامك ومدفأتك لأنك تسعى إليه بجوعك وتنشط عنده الطمأنينة.
وحين يفضى إليك صديقك بما يدور في نفسه لا تخشى أن تصرح له ب
( لا) وأن تضن عليه ب(نعم )
فإذا أمسكت عن الكلام ظل قلبك يصغى إلى حديث قلبه
ففي الصداقة تنبعث الأفكار والرغبات والأماني جميعا بلا ألفاظ وتشارك فيها النفوس وهي تبتهج بلا زهو أو إعجاب وإذا نأيت عن صديقك فلا يصيبنك الأسى
فلربما كان خير ما تحبه فيه أوضح في غيبته كذلك يزيد وضوح الجبل للمتسلق إذا رمقه من الوادي
وحذار أن تجعل للصداقة هدفا غير النفاذ إلى الروح.
فان الحب الذي لا ينشد إلا الكشف عن أسراره ليس حبا وإنما هو شبكة تلقى فلا تلقط إلا الغث الذي لأنفع فيه.
و ادخر صديقك خير ما في نفسك
فإذا حق له أن يعرف ما يصيب حياتك من جذر فدعه يعلم ما يغمرها من مد
وأي صديق هذا الذي لا تلتمسه إلا لتزجى معه أوقات الفراغ ؟
فانشد صديقك دائما لتقضي معه أوقات الحياة.
فما وجد الصديق ليملأ فراغ نفسك بل ليسد حاجتك .
و لتمزجن حلاوة الصداقة بالضحك والبهجة المشتركة.
ففي قطر الندى الذي يبلل الهنات يطالع القلب صباحه وينتعش .
ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين
اللؤلؤة
قالت محارة لمحارة تجاورها![]()
إن بي ألما جد عظيم في داخلي إنه ثقيل ومستدير.
وأنا معه في بلاء وعناء.)
وردت المحارة الأخرى بانشراح فيه استعلاء![]()
الحمد للسماوات والبحار.لا أشعر في سري بأي ألم.أنا بخير وعافية داخلا وخارجا.)
و مر في تلك اللحظة سرطان مائي وسمع المحارتين وهما تتساقطان الحديث.
وقال للتي هي بخير وعافية داخلا و خارجا![]()
نعم !أنت بخير وعافية .ولكن الألم الذي تحمله جارتك في داخلها إنما هو لؤلؤة ذات جمال لا حد له.)
[/color]
صديقك هو حاجة لك قضيت
وهو حقلك تلقى فيه البذور في حب وتجنى منه الثمار في شكر وهو مائدة طعامك ومدفأتك لأنك تسعى إليه بجوعك وتنشط عنده الطمأنينة.
وحين يفضى إليك صديقك بما يدور في نفسه لا تخشى أن تصرح له ب
( لا) وأن تضن عليه ب(نعم )
فإذا أمسكت عن الكلام ظل قلبك يصغى إلى حديث قلبه
ففي الصداقة تنبعث الأفكار والرغبات والأماني جميعا بلا ألفاظ وتشارك فيها النفوس وهي تبتهج بلا زهو أو إعجاب وإذا نأيت عن صديقك فلا يصيبنك الأسى
فلربما كان خير ما تحبه فيه أوضح في غيبته كذلك يزيد وضوح الجبل للمتسلق إذا رمقه من الوادي
وحذار أن تجعل للصداقة هدفا غير النفاذ إلى الروح.
فان الحب الذي لا ينشد إلا الكشف عن أسراره ليس حبا وإنما هو شبكة تلقى فلا تلقط إلا الغث الذي لأنفع فيه.
و ادخر صديقك خير ما في نفسك
فإذا حق له أن يعرف ما يصيب حياتك من جذر فدعه يعلم ما يغمرها من مد
وأي صديق هذا الذي لا تلتمسه إلا لتزجى معه أوقات الفراغ ؟
فانشد صديقك دائما لتقضي معه أوقات الحياة.
فما وجد الصديق ليملأ فراغ نفسك بل ليسد حاجتك .
و لتمزجن حلاوة الصداقة بالضحك والبهجة المشتركة.
ففي قطر الندى الذي يبلل الهنات يطالع القلب صباحه وينتعش .
ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين
اللؤلؤة
قالت محارة لمحارة تجاورها
وأنا معه في بلاء وعناء.)
وردت المحارة الأخرى بانشراح فيه استعلاء
و مر في تلك اللحظة سرطان مائي وسمع المحارتين وهما تتساقطان الحديث.
وقال للتي هي بخير وعافية داخلا و خارجا
[/color]
مشكور اخي