الطرف الاقدر على القيادة، واصفاً فوز الاخوان في الانتخابات البرلمانيه بانه فوز “تعبوي”،متسائلاً: هل يعقل ان تذهب الي صناديق الاقتراع بالدعوه تحت شعار الاسلام هو الحل؟ وهو شعار تم استبداله بمشروع النهضه في الانتخابات الرئاسية، مطالباً بألا يوضع الاسلام في شعار انتخابي، مطالباً ايضا بوضع مسافه بين شؤون الدنيا وشؤون الدين دون الدخول في المقدسات والمحرمات. وتحدث هيكل في حواره التلفزيوني باحدى الفضائيات مساء “الاثنين” الفائت عن جماعة الأخوان المسلمين،مؤكدا ان الجماعه تنظيم قوي موجود ولكن السياسه بمفهوهما المستقبلي تنظيم غيرموجود في فكر الاخوان، قائلا: “الإخوان المسلمون لايلعبون سياسه،فهم ليس لديهم سياسه بالمعنى المستقبلي”،ودلل علي ذلك بالاغلبيه التي حصلوا عليها عن طريق تعبئه المواطنين،والتي تدفع المواطن للتصويت باليقين وليس بالعقل.واضاف:"هذا النوع من التنظيمات لا يمكن ان يصنع سياسة،ولكن يمكن ان يكون له حضور قوي في المشهد السياسي"،مشيراً الي ان التيارالاسلامي انكشف امام الجميع، على الرغم من قوته التي لا يمكن تجاهلها، ولكن مصر تحتاج الي مرحله استقرار الان. وقال:هناك صدام محتمل بين كل القوي السياسيه وبين الاخوان المسلمين والمجلس العسكري. واضاف:"استخدام الردع في الصدام من قبل المجلس العسكري يفلت موازين الخطر،اما الردوع المتبادله بين الاخوان والعسكري اذا حدثت فستسبب مشكله كبيره" وطلب هيكل، من الرئيس الجديد ان يقوم فور توليه المنصب بعد فوزه بتشكيل طاقم رئاسي ومجموعه من"المستشارين بجد" -على حد قوله- وليس مجرد مستشارين تكون مهمتهم المراسله وديوان الرئاسه،وان يقوم بتعيين مديرمكتب يستطيع ان يطمئن لكفاءته السياسيه، كما طالبه بان يطلق مشاورات حول ما الذي يمكن عمله في المرحله المقبله، وان يقوم بوضع جدول زمني يذكر فيه الاولويات الخاصه بالدولة. ،قائلا"على الرئيس المقبل ان يفكر في العجز اليومي الذي يصل لـ500 مليون جنيه" وقال هيكل،ان المجلس العسكري ورث تركة ثقيلة، وارتكب اخطاء بلاحدود،لكن هذا لا يعني ان يُهدم الجيش، فهو الضمانة الوحيدة الباقية للاستقرار الان،مرجحاً حدوث صدام بين جماعه الاخوان المسلمين التي وصفها بانها "غيرقادرة على صنع السياسة "،وبين العسكر والقوىالسياسية ،مشيرا الي ان العنصر الدولي مهم في اختيار الرئيس الجديد، مطالبا اياه بالتفكير في عجز يومي يصل الي 500 مليون جنيه،مضيفا "لم نعرف قدرالمؤسسة العسكرية، ولا نعرف قيمتها الافي حالات الحرب”. واوضح هيكل،ان سيناء اصبحت رهينة لدى اسرائيل، واذا دخلنا في خلافات شديدة مع الدولة العبرية فستصبح القوات الاسرائيليه في محيط قناة السويس، باعتبارانها مكشوفة لديهم، بالاضافة الى ان موقف مصر في سيناء ضعيف جدا،ولا ينبغي ان نحيا في الخيال، فنتيجة لاتفاقية السلام اصبحت هناك اوضاع عسكريه في سيناء تحدد قوة مصر". وتابع:"المجلس العسكري لا يريد ان يكشف الحقائق الكامله للشعب ، فلا احد يعرف طبيعة النظام الذي نعيش معه ، وتساءل لااعرف كيف حدث كل هذا الاختراق الكامل للبلاد؟،مؤكدا ان الجيش لايعتبر مؤسسة، لكنه قوة ضامنة بشكل اوباخر،وهناك فرق كبير بين المؤسسه والقوه الضامنه، مشيراً الي الوجع المؤسسي في جميع القطاعات والتي لا تعرف المؤسسات بل هي ترفض هذه الفكرة". واشار،الي حماس بعض المرشحين الحاليين للرئاسه ،قائلا "اخشى ان يكون الحماس سبباً في خسارة اشياء كثيرة في الاقليم ومنها اسرائيل"،مؤكداً ان الحماس لايستطيع ان يصحح اخطاء ارتكبها النظام السابق. ووصف انتخاب الرئيس بدون التوصل الي صيغة نهائية للدستور بانه "زواج بلا عقد"، قائلاً: "ان اخراشكال الشرعية هوالوقت الذي نعيشه حاليا"،مطالبا بضرورة التوصل لدستور نستطيع ان نعيش بمقتضاه، فكل عيش مشترك يحتاج الى عقد متجدد لا دائم متمثل في الدستور. واكد ضرورة التخلص من شبح حسني مبارك، كما تخلصنا من شبح جمال عبد الناصر وانور السادات.وتابع:"يجب ان نتخلص من النظام القديم بكامله، فهو لم يسقط حتى الان لكنه تصدع فقط، واخشى ان يقع على رؤوسنا". وحول اعادة انتاج النظام القديم قال: "مستحيل"، وضرب مثلاً بالبيضة. وقال: "هل يمكن ان تعود البيضه لطبيعتها مره اخرى بعد كسرها”. وطالب بضروره التوجه نحو ايران والعمل معها، متحدثاً عن الازمة القائمة الان بسبب انتشار الشيعة في مصر والحسينيات الشيعية، قائلاً: "الشيعة متواجدون في مصر طوال عمرها"، مؤكداً وجود رغبة ملحة في تحويل الصراع العربي الاسرائيلي الي صراع عربي ايراني، وهو ما يتم التدبير له منذ 20عاماً. وانتقل للحديث عن السعودية وتحدث عن اقتحام السفاره السعودية بسبب قضية المحامي الشاب احمد الجيزاوي، وقال"اقتحام السفاره جريمة،والاعتذار وصل لدرجه كبيرة من المهانه”. وتحدث "هيكل" عن الانتخابات الرئاسية ، وقال"نصر على ان نفصل بشدة الانتخابات الرئاسية عن التنظيمات الحزبية والاحزاب"،وضرب مثلاً بالولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وقال: "الاولى نجح فيها شاب وهواوباما ينتمي لتنظيم سياسي كبير، وهو الحزب الديمقراطي، وكذلك هولاند الرئيس الفرنسي الجديد الذي ينتمي الى اليسار، وفي هذه الدول لا يوجد انفراد بسلطة ، لكننا احياناً ننسى ان هناك مؤسسات في مصر". وارجع ذلك الي طابور التعبئه الذي يجمع له الاخوان امام صناديق الاقتراع، لدرجه وصلت الى انهم اصبحوا يختارون للمواطنين. كما اعترض"هيكل"على مصطلح "الجمهورية الثانية" قائلا: ان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والملك فاروق كانا استمرارية للجمهورية الاولى التي استمرت حتى ثورة 52، وصولاً الي السادس من اكتوبر، لتبدا الجمهورية الثانية التي استمرت من نظام الثبات حتى سقوط مبارك، لتبدا الجمهورية الثالثة بعد الثورة. واكد ان صندوق الانتخابات لا قيمة له بدون الناخب الذي يعتبر الحلقة المحورية في مرحلة ما قبل الوصول للصندوق، فالمواطن هو الاهم في المنظومة الانتخابية، فالقيادة يمكن تغييرها ولكن الشعب لا يتغير، مشيراً الى ان الشرعية الجديدة في مصر يجب ان تتاكد بوجود مجتمع قائم على التناسق حتى تتجلى اختياراته. وقال هيكل ان مصرالان تقف علي ارضية مهتزة ،مشيراً الى عدم وجود مؤسسة ضامنة في مصر الان سوى مؤسستي الشرطه والجيش،موضحا ان المشهد الاعلامي في مصر حاليا يشهد حالة من الفوضى ليس لها حدود ،مطالباً بان لا يكون هناك اعلام مملوك للدوله،مع عمل تنظيم للاعلام الخاص،محذراً من الخطر الكبير الذي تشهده اللحظة الحالية في التدفق بلاحدود للمعلومات التي لا يجمعها نسق فكري، مؤكداً على ضرورة وضع المعلومة في اطار واضح . وقال ان الخريطة الحالية لمصر تؤكد ان التاريخ المصري لا يوجد به عمل اكتمل للنهاية، ومصر لديها مشكلة كبيره تتمثل في عدم استكمال المشروعات الكبرى والمرتبطه برجل او حلم، بسبب ان كل تجربة حاولت ان تهدم ما قبلها، وبالتالي كل مرحلة موجودة مازالت معلقة في الهواء. وضرب "هيكل" المثل بما حدث في ثوره يوليو 52 والمشاريع التنموية الكبرى، ومنها مشروع السلام الذي تم اهماله ، وارجع السبب في اهمال المشروع الى العمل بلا قيادة وفكر منظم ومستمر. وتحدث "هيكل"عن اختيار الرئيس المقبل، وقال: "العنصر الدولي مؤثر وفاعل في اختيار الرئيس المقبل". مؤكدا ان ما قاله الدكتور مصطفى الفقي من قبل بان الرئيس المقبل يجب ان توافق عليه اسرائيل،وارجع استمرار ذلك الى عدم وجود النية للتغيير.واعتبر الكاتب الكبير ظهوره في هذا التوقيت، وقبل 24 ساعة من الانتخابات الرئاسية استثناء. وقال هيكل ان العنصر الخارجي في كل بلد موجود ومتفاعل ولكن القضية ليست في ذلك ولكن في مدى وحجم التاثير الذي تحدثه ، مضيفا ان التغيير لايغير الاشياء الا باسباب حقيقية قادرة على التغيير ويكون هناك نية للتغيير. واضاف انه لا ينبغي التقرب من اتفاقية "كامب ديفيد"والاولى الاقتراب وتوطيد العلاقات ما بين مصر وايران، مطالباً ان ياتي رئيساً يواجه نوعاً من الصدام الداخلي بين التيارات السياسية والمؤسسة العسكرية. واشار ان المؤسسات في مصر لا تدار وفقاً لقواعد، وان الرئيس القادم سيواجه عدداً من المشكلات التي تتعلق بكون المؤسسات التي تدار حالياً تدار وفقاً لفكر قديم، مشيراً الي ان "جماعة الاخوان المسلمين " من حقهم المشاركة بالحياة السياسية ولكن ليس من حقهم الاستحواذ على كل شئ ، لذلك لابد على الرئيس القادم ان يركزعلى الوضع الداخلي في مصر ويدعمه بقوة ، وقال،هيكل ان هناك رغبه في العشرين عاما الماضيه باستبدال العدو الصهيوني اسرائيل بايران. واضاف هيكل ان الرئيس القادم سيكون متوافق عليه من كل التيارات وان الاخوان برغم حجمهم بالشارع المصري الا انه ليس لهم وجود بالشارع،منوها بان المصريين لم يختاروا الاخوان لان لديهم خطه اولان لديهم سياسة،ولكن لان بعد الثوره قام الاخوان بعمليه حشد لاصوات الناخبين،منوها انهم قوه لا يستهان بها ولكن يعيبهم انهم ليس لديهم سياسة ولايعلموا عنها شيء سوء تنظيم المظاهرات. وقال المفكر السياسي ان المجلس العسكري قام باخطاء فادحه خلال الفتره الانتقالية الماضية، وان الرئيس القادم سيواجه ايضا تحد كبير وهو ان يكتشف المشكلات والاسرار الخاصة بالجمهورية الرئاسية الاولى والتي قادها اربع رؤساء، مشيرا الى ان الرئيس القادم عليه ان يبحث عن خبايا واسرار النظام السابق. وقال ان الرئيس القادم عليه عبء كبير وهو انه سياتي وعليه ان يعمل ولكن في حال عدم وجود دستور سيعمل الرئيس دون اي قاعده، وكانه يشبه وجود رجل وامراه متزوجين دون عقد شرعي يثبت العلاقة المحددة بينهما.
أنا شخصيا أحترم فكر السيد محمد حسنين هيكل لأنه إنسان صريح واقعي ذو خبره وإطلاع شخصيه ومفكر لا يستهان به
شكرا لك أخي الفاضل على ما أوردته
من تحليل واقعي لما سوف يكون عليه الرئيس القادم لمصر الشقيقه
تحياتي
وتقبلوا تحياتي