الحرب الإسرائيليّة السورية القادمة .؟؟؟؟ 2024.

الحرب الإسرائيلية السورية القادمة
سوريا ما بعد الأسد
وحزب الله بعد سقوط النظام

يراقب ما يعرف ‘بالمطبخ الأمني’ الإسرائيلي ما يجري على الحدود الشمالية بدقة بالغة. ومن يعرف العقلية الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، يدرك أن القيادات هناك لا يمكن لها أن تفوّت فرصة سقوط نظام الأسد دون أن تجني إسرائيل من ذلك الفائدة الكبرى من ناحيتها، أو ما تطلق عليه ‘مصالحها الإستراتيجية المتعلقة بالأمن القومي’.
ومن أهم ما يبني عليه الفكر الأمني الإسرائيلي في الصراع الدائر في سوريا في خططه، هو العدائية الظاهرة التي يبديها ثوار سوريا لحزب الله ‘العدو الأكبر’ لإسرائيل، بسبب مواقفه الداعمة للنظام السوري منذ انطلاقة الثورة قبل حوالي ثمانية عشر شهرا.
ولعل أي خطة حربية إسرائيلية ضد حزب الله أو ضد سوريا ستقوم حتما على معطى هذا العداء بين الحليفين السابقين سوريا ما بعد الأسد، وحزب الله بعد أن يلفظ النظام السوري الحالي أنفاسه الأخيرة أمام ضربات الثوار، الأخذة بالتوسع بشكل بارز وملحوظ، لاسيما في حلب واضا في العاصمة السورية دمشق، التي تعتبر من الناحية الرمزية والمعنوية والسياسية والعسكرية، الثقل الحقيقي للنظام السوري الحالي، وخصوصا بعد مقتل كبار القيادات الأمنية السورية في تفجير تبناه الجيش الحر داخل العاصمة.
السياسة الإسرائيلية الأمنية آمنت دائماً بمفهوم ‘الضربات الإستباقية’. فإسرائيل ومعها العالم كله، لا تعرف ما هي طبيعة العقلية التي تحكم الثوار على الأرض في سوريا. وما هي مواقفهم الحقيقة من إسرائيل، وخصوصا أن النظام السابق سيورث أي نظام مقبل نزاعا لم ينته بعد مع إسرائيل، والمتمثل باحتلال مرتفعات الجولان السوري منذ الرابع من حزيران عام 1967.
أن المعارضة السياسية السورية وخطابها السياسي يمثل حقيقة الخطاب الذي يمكن لثوار سوريا أن يتبنوه بعد سقوط نظام بشار الأسد. فكتائب الثوار مثل ‘كتيبة الصحابة’ التي كان لها الدور الأكبر في الاستيلاء على الأحياء الجنوبية من العاصمة دمشق بعد معارك ضارية كبدت فيها الجيش السوري النظامي خسائر كبيرة، كما أنها نجحت في التصدي لمحاولات الجيش النظامي من إعادة السيطرة على أحياء مثل القابون، والحجر الأسود وغيرها، رغم استعانة الجيش النظامي بالطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة، والأسلحة الروسية المتطورة. ويبدو أنه يتراجع أمام هذه الكتائب، التي خاضت معه معارك طاحنة في الريف الدمشقي وغيرها من المناطق السورية الثائرة. هذه الكتائب ذات الميول الإسلامي الواضح لا أحد يعرف بعد ماذا سيكون موقفها من حقيقة التعقيدات الإقليمية التي عليها سوريا الدولة اليوم، لاسيما الملفات المتعلقة بالجولان ولبنان.
ورغم أن هذه الكتائب منضوية تحت قيادة الجيش الحر، إلا أنها قد تكون على خلافات جوهرية مع قيادته أيديلوجيا، ولكنها تؤجل خلافاتها إلى حين الانتهاء من نظام بشار الأسد.
الواقع السوري يشبه إلى حد بعيد الواقع الليبي، فطول المعارك وغزارة القتل والدم هناك خلفت ما يشبه الجيوب العسكرية المستقلة التي حافظت على عتادها حتى بعد انهيار نظام العقيد معمر القذافي. حيث سعت السلطة الليبية ولازالت لاسترضاء هؤلاء وإقناعهم بالاندماج داخل مؤسسات الدولة المستحدثة، ولكنها مازالت تواجه صعوبات كبيرة في ذلك.
في سوريا سيكون الواقع أكثر تعقيداً وإشكالا. وستبرز هذا التعقيدات بشكل جلي مباشرة بعد سقوط أسرة الأسد عن الحكم. فلا أحد يمكن له أن يعرف مدى الانضباط الذي سيكون عليه الثوار السوريون. خاصة وأن هناك مجازر كبيرة ارتكبت في بعض القرى والبلدات بشكل بشع للغاية، واتهمت فيها جهات موالية للنظام السوري.
في الوقت ذاته ستكون سوريا الجديدة أكثر خطراً على إسرائيل من سوريا القديمة. التي رغم عدائها لإسرائيل إلا أنها اكتفت بترجمة هذا العداء عن طريق دعم منظمات المقاومة فقط. وحافظت دائما على أن لا تكون هناك مواجهة مباشرة بينها وبين الجيش الإسرائيلي على جبهة الجولان. وهذا كان بالنسبة للقيادات الإسرائيلية مقبولاً إلى حد ما. وهو أشبه باتفاق ضمني بينهما غير معلن.
إسرائيل تدرك أيضاً أن حزب الله بعد انهيار محتمل للنظام السوري الذي كان يدعمه بالعتاد في حروبه مع إسرائيل، وصعود نظام يعلن عدائية له، وفي ظل واقع لبناني داخلي متوتر، لن يكون متلهفا لخوض حرب مع إسرائيل. وسيكتفي بالمحافظة على قوة الردع التي اكتسبها من حربه مع إسرائيل في عام 2024. ولن يستعجل بأي حال من الأحوال في ظل الظروف الغامضة في الشرق الأوسط وغياب حليفه الأكبر من المجازفة بحرب جديدة قد تشكل خطراً وجوديا عليه في لبنان ‘الجديد’ أيضا بعد انهيار النظام السوري.
من هنا تعتبر إسرائيل أن الأولوية في حربها القادمة ستكون ضد سوريا التي تمتلك ترسانة عسكرية وأسلحة كيماوية وبيولوجية خطيرة جداً. وهي لن تجازف بأن تنتقل هذه الترسانة الى أيادٍ مجهولة المعالم والعقيدة، وربما لا تعترف بسياسة النظام السابق التي انتهجها تجاه إسرائيل، والتي اكتفت كما ذكرنا بدعم القوى المقاومة، واستبعدت أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل انطلاقا من الجولان المحتل.
خبراء القيادات الأمنية والإستراتيجية في إسرائيل يدركون أن الفرصة الأنسب والتي لا يمكن لها أن تتكرر لكسب ثمار الحرب ضد سوريا بأقل الخسائر الممكنة، ستكون عند الأيام الأولى من سقوط نظام الأسد، وحالة الفوضى المتوقعة حينها. وهي بنظر الساسة الإسرائيليين فرصة لا تعوض.
ماذا تريد أن تحقق إسرائيل من هذه الحرب؟
ستحاول إسرائيل عن طــــريق سلاحها الجـــوي والبحري تدمير أكبر عدد ممكن من قدرات سوريا العسكرية، مثل صواريخ ارض ارض وارض بحر روســية الصنع، ومخازن الأسلحة الكيماوية، ومرابض الطائرات الحربية السورية وغيرها من الأسلحة التي تشكل خطراً حقيقياً على إسرائيل في حال وصولها الى الثوار أو حتى انتقالها الى حزب الله.
ربما يكون الرئيس الروسي فلادمير بوتن قد أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لعمل ذلك في حال سقوط نظام بشار الأسد، خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، وأن القاعدة الحربية الروسية في طرطوس وقواعد المضادات الجوية التي يسيطر عليها عسكريون روس لن تتعرض للقوات الجوية الإسرائيلية في حال سقوط حليفهم الأخير في الشرق الأوسط بشار الأسد. وهذا وارد وسيصب ايضا في مصلحة الروس أنفسهم الذين يتعاملون مع الأزمات العالمية بالبيع والشراء بطريقة مفضوحة ومعلنة.
إذا ما نجحت إسرائيل بانجاز هذه الغارات وتدمير الترسانة العسكرية السورية، فإنها ستحقق بذلك عدة مكاسب ليس أقلها بأنها ستقطع أهم خط إمداد كان يعتمد عليه حزب الله في تزوده بالأسلحة المتطورة التي اشتكت منها إسرائيل. ضمان عودة سوريا 30 سنة الى الوراء من ناحية القدرة العسكرية، ما يحقق لإسرائيل هيمنة جديدة في المنطقة.
الولايات المتحدة الأمريكية تعرف هذا السيناريو، وربما شاركت في رسمه، وسيكون لها جزء من تنفيذه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وهي بكل الأحوال ستضمن التصدي لإيران في حال تدخلت في مثل هذه الحرب لصالح سوريا، وإن كان الأمر مستبعدا. لكن تواجد القطع البحرية وحاملات الطائرات في الخليج في الآونة الأخيرة بشكل متزايد، ربما يكون له أكثر من تفسير واحد. منها أنه يحمل رسالة ردع لإيران لمنعها من التفكير بالمشاركة في تلك الحرب في حال قررت إسرائيل والولايات المتحدة خوضها.
ويبقى السؤال دائما هل سيكون الأمر كما هو مخطط له.. أم ‘ستجري الرياح بما لا تشتهي السفن’..؟
جهاد العقبي
‘ كاتب فلسطيني
" القدس " العربي

وسيفضي سقوط الأسد إلى حرمان إيران من حليف في منطقة حيوية استراتيجياً، ومن الممكن أن يفتح الباب أمام دولة سورية تمثيلية إنسانية. لكن هذه المكاسب لن تتجسد أبداً إذا لم نحسن التعامل مع الآثار الطائفية للانتفاضة السورية. وكانت الصراعات السابقة في الشرق الأوسط قد نشبت من جانب دول بشكل عام، في ظاهرة حدت من امتدادها الجغرافي، وأتاحت المجال أمام الردود الدولية لاستخدام الأدوات التقليدية الدبلوماسية، وكذلك العسكرية. لكن العداوات الجادة بين المجموعات الدينية تفجرت بسهولة للتحول إلى عنف شامل عم المنطقة، وقوض نموذج "الوستفال" من صنع الدولة، عبر نقل الولاء من الحكومة وحكم القانون إلى واحد أخوي ديني ونظرية "ابغض جارك".
وإذا ما نمت النيران الطائفية، فإن أولى ضحاياها سيكون لبنان والعراق اللذين لهما تاريخ غير سعيد في ما يتصل بالعنف السني الشيعي. وبالكاد استطاعت المجموعة الدولية احتواء هذا في الحروب الماضية. ويقف الهيجان في البلقان في سنوات التسعينيات من القرن الماضي -الشق العنيف بين المسيحيين الأرثوذكس والمسلمين، والذي شمل معظم يوغوسلافيا السابقة- ليقدم مثالاً على ما يمكن أن تكون الأقدار مخبئة للشرق الأوسط. وأمكن تجنب حرب إقليمية أوسع في أوروبا في التسعينيات (من القرن الماضي) فقط عبر عمل أميركي منسق ومدعوم بالقوة، لكن الشرق الأوسط يظل منطقة أكثر صعوبة بالتأكيد.

جيمس جيفري
سفير أميركي سابق في العراق

صدقني اخي مهند الكيان الصهيوني ما عاد محتاج يعمل حرب مع سوريا

هي لحالها عملتها مع حالها و جنبت بني اسرائيل الحرب..

حاليا ممحتاجة هذا الشي
بس بعد سقوط النظام راح تحتاج هذا الشي
لان النظام الجديد راح يكون خطر ع الجولان لو نسيتي الجولان ؟
انرتِ يانقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.