فجعت قلبي رواية كتبت قبل (انت لي)
بقلم الدكتوره قمره (تمر حنا) ..
الدكتوره قمره كتبت ثلاث قصص رائعه .
الاولى (انت لي) وهي رواية مطبوعه باسمها منى الرشود
الثانيه(فجعت قلبي ) .. انتهت وهي باللهجه العاميه..
الثالثه(انا ونصفي الاخر).. ماانتهت وهي باللهجه العاميه ..
* * * * * * *
– جالك عريس
انعفس وجهي و تغيرت ملامحي ، بعد لحظة ، سألت أمي :
– من ؟؟
– ولد عمة أبوك ، بسام …
ما تفاجأت ، أمّه لمحت أكثر من مرة قبل . كنت بصراحة متوقعة يجي يوم رسميا .
بس ما كنت أتمناه …
– متى جوا ؟
– عارفة أنها كلمتني قبل تلميح ، أمس دخلت في الموضوع رسمي . الولد استقر بعمله و صار جاهز
صمتُّ صمْت طويل ، حتى النقاش بالموضوع ما يثير أي ذرة اهتمام فيني ، من يصدق هذا حال عروس تنخطب ؟
– بما أنك عارفة عنه كل شي … ما يحتاج أقول أكثر
– بس أنا أحتاج أفكر …
– فكري ، ما رح تلقي أحسن منه ، و رقعة الثوب منه و فيه
تجاهلت الموضوع أول يوم ، و بعد ما ردت الوالدة فتحته يوم ثاني ، و كلمني الوالد بعد … بديت أحس
بالجدية … يا تمر ، الموضوع جدي ، صحصحي …
غصباً علي ، لا جيت أفكر ، مو صورته هو اللي تجي ببالي ، لا … صورة حبيبي الهاجر … آه يا عسل
للآن مرت شهور على زواجه … ما ادري من اين جت هذه الدموع ؟ ما ابي اعيد فتح الجرح انسي يا تمر خلاص
انسي
ما نمت ذيك ليلة ، و ظليت سهرانه للصباح ، و اللي طلعت به من تفكيري الطويل ، فكرة وحدة بس ….
*
* *
*
– … صدّق … قمر قدّامك الحين ….
كانت أطرافي كلها ترتجف ، و قلبي يركض ، ما توقعت أني أظل حيّة … كان هو … آه … ما تغير فيه
شي … نفس الصورة و نفس الصوت … نفس النظرات … نفس الشعور اللي يعتريني لاشفته قدامي … ما كأن
الزمن فرق بيننا و لا لحظة وحدة …
– فيه شي ، بغيت أقل لك عليه ، و أمشي …
– تفضلي ؟ آمري …؟ خير …؟؟؟
مرت دقايق … و انا جامدة بمكاني ، لا عرفت اجلس و لا أتكلم ، الرجّال عنده عمل ، و أنا … ؟؟
هو … بعد كان مرتبك … و حس بتوتر الجو ، حاول يلطفه شوي و سألني عن الدراسة …
– كيف الدراسة معك ؟
– الحمد لله
– الله يوفقك ، و تتخرجي بامتياز ان شاء الله
– إذا … إذا واصلت …
– ليه ؟ لا يكون ببالك تتركيها ؟ بعد كل هالسنين ؟؟؟
– حسب الظروف …
توجس ، تغيرت نبرة صوته ، و قال :
– … فيه شي … جديد …؟؟
وقف قلبي عند هذا السؤال ، بدون شعور ، رفعت وجهي صوبه و ظليت احدّق بنظراتي في عينه ، بدأ صدري
تنكتم أنفاسه و تتلخبط … ما وعيت ، الا و الدموع تنجرف من عيني بغزارة …
– …. قمره ….؟؟
ما ادري كيف طلعت الكلمة مني … قلت فجاة :
– بسام خطبني ..
هل كان تخيل مني و الا بالفعل … شفت الذهول يظهر فجاة على وجهه ، و تتغير ملامحه ، ما ادري كيف
قدرت أشوفها وسط دموعي … أظنه تفاجأ … و استنكر …
– …. نعم ….
بعد صمت قصير
– لكن … بسام ما يناسب مستواك الدراسي …
هزيت راسي : لا
باسلوب المغلوب على أمره … و مسحت دموعي باستسلام …
– … و … ايش رايك … وافقتِ ؟
– بعد ، ما قررت
– قمره … لا تتسرعي …
– إش تفرق ؟ بسام أو غيره …
– على الأقل ، اختاري رجّال يناسب مستوى ثقافتك … أحسن لك و له …
– … النصيب نصيب … ما به شي ينعاب …
– …… هذه حياتك …… أنتِ حرة …..
طالعت فيه بشكل غريب … و استغرب نظراتي ، و بعدها قلت :
– أتزوجه ؟ …
تفاجأ من السؤال ، و بدا و كأنه يحاول يتمالك نفسه ، او كذا أنا تخيلت ، و قال :
– … اذا تشوفيه يناسب لك ، وهو رجّال للحق جيد ، فـ … على بركة الله …
على بركة الله …. كلمة غرزت خنجر بصدري و صحت
– بس أنا أحبك أنت …
طلعت الكلمة بلا شعور ، بلا وعي ، ما اكتشفت أني قلتها إلا بعد ما اهتز و انتفض قدّامي ،
و شاح بوجهه عني و بدت يديه تتحرك باضراب على وجهه ، تنقبض بشدة … انتظرت منه ردة الفعل
التالية … و جت أقسى من الطعنة الأولى …
– قمر … لا تهذري مشاعرك على رجال متزوج و خالص …
حسيت بصفعة قوية على وجهي ، و فقت منها … أنا وش جابني هنا … أنا إيش سويت …
وقفت بسرعة ، و جريت صوب الباب اداري دموعي بيديني … كنت اسمعه و هو يناديني
– قمر لحظة … لحظة يا تمر …أرجوك ..
تمنيت ذيك اللحظة أني أقدر اطير … أختفي … أتبخر …
مشيت و مشيت على غير هدى ، وصلت البيت ، حذفت جسمي على سريري ، و صرخت بوجه الوسادة ، بصرخة
مكبوتة :
– أكرهك يا عسل ، أكرهك أكرهك أكرهك ….
* * * * * * *
طرقت الباب ، و دخلت . شفت (سلطان) واقف عند النافذة ما ادري وش يراقب ؟
سلّمت عليه و ما رد علي .
رفعت صوتي :
– إحـم إحـم ! أقـول : العوافي يا طويل العمر !
انتبه لي ، و رد علي دون يلتفت صوبي
– هلا ياسر …
من نبرة صوته ، حسيت أنه به شي . سألت :
– خير …؟ كأنك تعبان أو متضايق ؟
ما رد علي ، و هذا اللي أكّد لي أن به شي . قلت يمكن ما يبي يقول لي ، اجل ندخل في موضوع الشغل .
– بغيت نراجع البنود للمرة الأخيرة قبل الاجتماع .
– الحين يا ياسر ؟ ما له داعي .
– عجب ! أنت اللي قايل لي أمس !
– خلاص ياسر . احضر الاجتماع وحدك و بالنيابة عني ، و الا أقول ، أجله الى بكرة .
تفاجأت ! أمس كنا حضّرنا كل شي ، و هذه أول مرة يقول لي فيها أجّل ! الرجّال مو طبيعي . كان واضح عليه
أنه ضايق الصدر … رديت سألته مرة ثانية :
– فيه شي سلطان ؟ ما انت طبيعي . قل لي يا أخوي . توني مخليك عال العال قبل ساعة ! وش صار ؟؟؟
– ما فيه شي يا ياسر ، ما ودي أحضر اجتماع الحين .
– أنا مو تايه عنك يا سلطان ! مو تونا نعرف بعض . قل لي يمكن ترتاح ؟ أنا قريبك و صديقك و زميلك
في الدراسة و العمل و أقرب الناس لك . و الا ( الأحباب ) نسوك الأصحاب ؟؟؟
فجأة ، إلا و وجه الرجّال منعفس علي ، و ضرب بإيده على النافذة و زين ما كسرها . كأن الجملة اللي
قلتها صابت الهدف بالضبط .
سكت عنه لحظة ، أعرف سلطان ، مو من النوع اللي يعصّب بسهوله ، و مو أي شي يقدر يأثر عليه.
(أشياء معينة) ممكن تخليه بهذه الحالة ….
– قمر …