تهريب عبد الحميد السراج من سجنه في دمشق 2024.

تهريب عبد الحميد السراج من سجنه في دمشق

قبل أن أتطرق إلي دور محمد نسيم وعملية "رأفت الهجان" المشهورة …. أود أن نتذكر موضوع عبدالحميد السراج ، وكيف أن أول خطوات الأنقلاب السوري علي الوحدة ، كان القبض علي عبدالحميد السراج والزج به في السجن

وصل الخوف عليه حدا كبيرا ، وخشيت مصر أن ينتقم منه ضباط الأنقلاب السوري ويقومون "بإعدامه" كرد فعل وتعبيرا عن "المراهية" التي تلت فترة الأنقلاب …. ونتذكر ماحدث للعديد من المصريين فور الأنقلاب

وتقرر … "تهريبه من زنزانة السجن في دمشق "

ولقد قام محمد نسيم رحمه الله بتولي مسئولية العديد من الخطوات الهامة التي "عاصرتهم في بيروت" وأدت في النهاية إلي تهريب السراج

د. يحي الشاعر

.• كيف حصل لقاء الخيمة في آذار 1959؟

تأسس لقاء الخيمة قبل انتخاب الرئيس شهاب، تأسس بناءً على نظرية قادها جمال عبد الناصر وتمسّك بها حتى رحل، وهي ارفعوا أيديكم عن لبنان. قالها للمرة الأولى عندما كنا معه في دمشق أيام الوحدة، على أثر حادثة لم أعد أتذكرها وتتعلق بكمال جنبلاط، في خصوص مشكلة ناشبة بينه وبين كميل شمعون، وكان مع جنبلاط الأفندي (رشيد كرامي). ويبدو أن المكتب الثاني السوري بقيادة عبد الحميد السراج أراد أن يتدخل على طريقة إخواننا السوريين بشيء من العنف الذي ليس من تقاليدنا المصرية، نحن نحبّذ الجدّية على العنف. ويبدو أن هذه هي طبيعة عمل الاستخبارات السورية بتوسّل العنف بلا ذكاء، وأرجو أن يؤخذ وصفي هذا بحسن نية، وهذا ما كان يحصل في ذلك الوقت وقبل ذلك الوقت، فأطلق الرئيس عبد الناصر عبارته: ارفعوا أيديكم عن لبنان، كان يقول لبنان هو لبنان، ويجب أن يظل هكذا.

• كيف أعد لاجتماع الخيمة؟

لمّا انتخب الرئيس شهاب تأكّد أن الجمهورية العربية المتحدة بقيادة جمال عبد الناصر شقيقة، وأسلوبها جديد وتحقّق مصالح لبنان الذاتية قبل أن تحقّق مصالحها العربية، كذلك مصالحها العربية، كنا نعرف أن لبنان هو نافذة العالم الغربي على العالم العربي، ونافذة العالم العربي على العالم الخارجي، وكان ذلك اقتناع عبد الناصر، الأمر الذي أرسى علاقة قوية بينه وبين الصحافة اللبنانية، كان يقرأ كل الجرائد والمجلات اللبنانية وعددها 102، تصل إليه يومياً من بيروت إلى القاهرة في طائرة خاصة تحط الساعة الأولى فجراً في بيروت لتحملها إلى الرئيس، واستمر هذا التقليد منذ العدوان الثلاثي عام 1956، وكان الصحافيون اللبنانيون يقصدون القاهرة كسعيد فريحة وميشال أبو جودة وغسان تويني وبديع سربيه وسليم اللوزي وكثيرين آخرين.

كانت علاقة الريّس بالصحافة اللبنانية والصحافيين اللبنانيين قوية. في اجتماع الخيمة كان هناك نوع من التلاقي، لم يكن من طرف واحد فحسب، كل واحد قال في نفسه أن لا مبرر له لعدم التعاون مع الآخر يداً واحدة وجبهة واحدة للأمة العربية ضدّ الخارج، كان الريّس يرى أن الصحافة والسياسة تكمل إحداهما الأخرى، وكما أن الصحافة اللبنانية نافذة لبنان على الخارج، ونافذة الخارج على الداخل العربي، فإن في وسع السياسة اللبنانية أن تكون كذلك.

حصلت اتصالات بعيدة عن الأضواء كان لعبد الحميد السراج دور فيها ولرئيس المكتب الثاني اللبناني انطون سعد. جمعت بين الرجلين علاقة طيبة ساعدت على تحقيق ذلك، وأنا كنت قد اجتمعت بأنطون سعد أكثر من مرة وأدركت كفاءيه على رأس الجهاز اللبناني ولم يكن أرعن. كان هناك دور لأحمد الحاج أيضاً.

• لماذا وافق الرئيس عبد الناصر على الاجتماع بالرئيس شهاب في خيمة نصفها في لبنان ونصفها في سوريا؟

لم تكن لذلك قصة، بل المسألة بسيطة للغاية، كان الاجتماع في خيمة أشبه بنوع من الكبرياء غير الحقيقية، أي من نوع لماذا تذهب مصر أو الجمهورية العربية المتحدة إلى لبنان، ولماذا يرضخ لبنان للذهاب إلى دمشق، قيل الكثير في ذلك، إن أحدهما يرضخ للآخر، جمال عبد الناصر للبنان أو لبنان لسوريا، وهكذا كان السجال حول المفهوم الحقيقي لكلمة رضوخ.

• تقبّل الرئيس عبد الناصر الفكرة بسهولة؟

جداً، بل قال: ما يريده الرئيس شهاب أنا جاهز للقيام به. كل ما يريحه ويجعله مطمئناً سأنفّذه له. قالها لنا في اجتماع في مكتب الريّس، كنا نناقش معه الاجتماع قبل ساعات من انعقاده على الحدود اللبنانية السورية، ونحن نعدّ الترتيبات اللازمة لذلك، طبعاً شملت الاتصالات القادة اللبنانيين الآخرين.

• لماذا، مع أن اجتماعات قادة الدول تدوّن في محاضر رسمية أمانة للتاريخ؟

بحسب ما فهمت لاحقاً من كلامي مع الرئيس عبد الناصر أن الرئيسين لم يشأ أحدهما أن يعطي الآخر صورة رسمية وبروتوكولية للقاء، أي أن يكون عفوياً بين شقيقين يفتحان صفحة جديدة من العلاقات الدولية والعربية على نحو مختلف يكون مثلاً يُحتذى به الآخرون.

كما أن اللقاء في ذاته كان مجاملة، لم يكن هناك ما ينبغي تصفيته، قلب الرئيسان الصفحة القديمة لعلاقة البلدين وقررا فتح صفحة جديدة بين لبنان والجمهورية العربية المتحدة، وقال الريّس للرئيس شهاب إن الجمهورية العربية المتحدة في تصرفه في كل ما يريد ويقرر، وبحسب ما علمت من الرئيس عبد الناصر أنه قال للرئيس شهاب: أرجو أن لا نضمر أي شيء في صدرنا للغد ونخفيه بعضنا عن بعض إذا حدث أمر ما، قبل أن تفكر في أننا فعلنا أو تعمدنا أو أننا مسؤولون عنه أم لا، أن تحيطني علماً بالأمر فوراً لمنع أي اجتهادات أو التباسات في الموضوع، لي في دمشق عبد الحميد (السراج) وفي بيروت عبد الحميد (غالب) وفي القاهرة سامي (شرف) سمّ لي مندوبين من عندكم.

25 آذار 1959: لقاء الخيمة بين الرئيسين شهاب وعبد الناصر
ويري فى الخلف من اليمين عبد الحميد غالب وأكرم حوراني، ومن اليسار عبد الحميد السرّاج

هل طمأن دور اللواء شهاب في «ثورة 1958» الرئيس عبد الناصر إلى التعاون معه؟

بالتأكيد، طبعاً الرئيس عبد الناصر حذّرني مرة واحدة ولم يكرّرها، إياكم، إياكم، إياكم أن يقوم أحد منكم بعمل في لبنان يضر بفؤاد شهاب أو يؤذيه في شعوره وفي موقعه كرئيس للبنان، حظّر علينا القيام بأي نشاط أو اتصال بأحد ما أو عمل أمني يزعج الرئيس شهاب. قال ذلك في وقت لاحق على اجتماع الخيمة، كان مصراً على أن لا يتم أي عمل في لبنان، إلا بعلم الرئيس شهاب وموافقته الشخصية

تهريب عبد الحميد السراج من سجنه في دمشق

سأعطيك مثلاً على حادث مشهور ومشهود له بتعاون الرئيسين هو تهريب عبد الحميد السراج من سجنه في دمشق، أسهم في تحقيق هذا العمل أكثر من طرف، هناك دور أردني من خلال نذير رشيد مدير المخابرات لا الحكومة الأردنية، وكان دوراً محدداً، وهناك دور فؤاد شهاب وكمال جنبلاط وشبلي العريان.

كان الغطاء السياسي والأمني الرئيسي من الرئيس شهاب عبر أجهزته وخصوصاً المكتب الثاني اللبناني من خلال سامي الخطيب، جهّز كمال جنبلاط الجمال والرجال في انتظار وصول عبد الحميد السراج جرود الحدود السورية اللبنانية، فركب الجمل وعبر الحدود، حتى وصل إلى دير العشائر حيث استقبله شبلي العريان وهو دليلنا في تلك المنطقة، ومضى به إلى المختارة وأمضى فيها ليلة.

في اليوم التالي غادر المختارة إلى بيروت، ساعدنا داخل سوريا منصور الرواشدة وهو العسكري الذي كان مكلفاً حراسة عبد الحميد السراج، وكان السراج قد جنّده سابقاً، فاتصل بنا الرواشدة وأبدى الاستعداد للتعاون، نحن تسلّمنا عبد الحميد عند الحدود السورية اللبنانية، من المختارة إلى بيت محمد نسيم الموظف في السفارة المصرية في بيروت في الروشة، ومنه إلى سيارة جيب أنا وسامي الخطيب الذي قادها، جلست وسامي في المقعدين الأماميين وعبد الحميد السراج ومحمد المصري وهو مساعدي للشؤون العربية في مكتب رئيس الجمهورية ومنصور الرواشدة في المقعد الخلفي، وكنا نرتدي بزّتَي الجيش اللبناني، ولا أزال أحتفظ بالبزة في خزانتي هنا في القاهرة، وقبل وصولنا إلى المطار أوجد المكتب الثاني فتحة في جدار سوره وكانت تنتظرنا الطائرة الخاصة التي تأتي فجراً إلى بيروت لنقل الصحف اللبنانية إلى الرئيس عبد الناصر، وكان قد تذرّع قائدها بعطل لتأخير إقلاعها إلى حين وصولنا، وأعلم برج المراقبة بالأمر وسط سرية كاملة لعملنا الأمني هذا، إلى أن وصلنا واخترقنا المدرج حتى مكان مرابضة الطائرة وأنجزنا مهمة التهريب والذهاب بعبد الحميد السراج إلى القاهرة.

الأعمى والسراج 2024.

قال بعضهم: خرجت ليلة من قرية لبعض شأني,فإذا أنا بأعمى,على عاتقه جرته,وبيده سراج,فلم يزل يسير حتى إنتهى إلى النهر,وملأ جرته وعاد.فقلت له:ياهذا, أنت أعمى,والليل والنهار عندك سواء,فما تصنع بالسراج؟ قال: ياكثير الفضول ,حملته لأعمى القلب مثلك,يستضئ به لئلآ يعثر في الظلمة,فيقع
عليّ,وأقع ,وتنكسر جرتي!
قصــة جمييييلـة

يعطيك العــآفيــ’ يَ الغلآ

ودي لك ||~

الصراحة رد الرجل الأعمي بغاية الحكمه
و كمان جواب اسكت فضول الفضولي
قصة رائعة جدا
جزاك الله خير و بارك فيك