في أول رد فعل له تجاه الهجوم الإسرائيلي على قافلة المساعدات إلى غزة قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن "الوضع الراهن لا يحتمل" في الشرق الاوسط", رافضا ادانة الهجوم ما لم تتضح الوقائع.
وفي مقابلة مع شبكة سي إن إن الامريكية وصف اوباما الحادث بأنها مأساوي مضيفا "ليس الوقت مبكرا كي نقول للاسرائيليين والفلسطينيين ولجميع الاطراف
في المنطقة ان الوضع الراهن لا يحتمل", بحسب مقتطفات من المقابلة بثتها الشبكة.
وقال أوباما أيضا إن هناك حاجة لاستخدام الحادث لحث خطى عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، وتابع "ينبغي التوصل الى وضع حيث يملك الفلسطينيون فرصا حقيقية وياخذ جيران اسرائيل بمخاوفها المشروعة على امنها ويلتزمون بالسلام".
وأوضح أوباما أن "الولايات المتحدة قالت بوضوح كبير مع الاعضاء الاخرين في مجلس الامن الدولي اننا ندين كل الاعمال التي قادت الى هذا العنف".
وقال إنه وضع مأساوي. وقعت خسائر بشرية لم تكن ضرورية. وبالتالي, فاننا ندعو الى تحقيق فاعل في كل ما حصل".وأشار أيضا إلى أن إسرائيل "تشعر بمخاوف مشروعة حين تنهمر صواريخ على مدنها الواقعة على طول الحدود بين اسرائيل وغزة".
وتابع "من جانب آخر, هناك حصار يمنع الناس في غزة من الحصول على وظائف وانشاء مؤسسات ومزاولة التجارة, وتحرمهم من افاق المستقبل. اعتقد انه من المهم ان نخرج من الطريق المسدود الحالي".
من جهته قال جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط إن الهجوم الإسرائيلي الأخير على سفن أسطول الحرية قد يقوض فرص إنجاح المفاوضات السلمية.
وأوضح ميتشل خلال تصريحات له في مؤتمر فلسطين للاستثمار في بيت لحم أن الهجوم جاء بينما تواصل الإدارة الامريكية دور الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأعرب ميتشل عن أمله بأن لا يفسد ذلك أجواء هذه المفاوضات.
كما عبر ميتشل عن أسف الولايات المتحدة لسقوط قتلى وجرحى جراء الهجوم الاسرائيلي على أسطول الحرية ، مشيرا الى أن واشنطن دعمت بيان مجلس الأمن الدولي حول هذه القضية وأنها تعمل للتأكد من أن احتياجات الفلسطينيين في غزة ستلبى بالكامل.
كما اعلنت وزارة الخارجية الامريكية الخميس ان الولايات المتحدة ستحقق في ظروف مقتل مواطن امريكي في الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية الذي كان متجها الى قطاع غزة، مشيرة الى ان التحقيق ليس جنائيا "في المرحلة الراهنة".
وقال المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي "سندقق في ظروف مقتل مواطن امريكي، كما نفعل في اي مكان من العالم وفي اي وقت".ورفض كراولي تحديد الجهات التي ستحقق في الحادث.
وقال "لدينا مسؤولون على مستويات عدة هنا وفي اسرائيل" مضيفا انهم على اتصال بمسؤولين اسرائيليين وبعائلة الضحية وهو فتى في التاسعة عشرة من العمر ولد في تروي بنيويورك.وسئل عما اذا كان مكتب التحقيقات الفدرالي سيشارك في التحقيق, فقال "ليس في المرحلة الراهنة".
نتنياهو
يسعى نتنياهو لتخفيف الانتقادات الموجهة الى اسرائيل بسبب حصار غزة
الموقف الإسرائيلي
وقد أفاد مصدر سياسي اسرائيلي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يدرس طلب مساعدة دولية في فرض حظر السلاح على قطاع غزة سعيا لتخفيف الانتقادات للحصار الاسرائيلي على غزة.
ونقلت وكالة رويترز عن المصدر المقرب من مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أن نتنياهو ومجلس وزراءه المصغر يبحثون خطة يمكن للامم المتحدة بمقتضاها تفتيش البضائع المتجهة الى غزة خلال توقف مؤقت في ميناء اسدود الاسرائيلي.
وستصر اسرائيل مع ذلك على حظر وصول الاسلحة والبضائع كالحديد والاسمنت التي تقول ان حركة حماس قد تستخدمها في اغراض عسكرية الى القطاع.ولم يتم
وسبقت ذلك اشارة القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي الى انه "قد تراقب قوة بحرية دولية ما يتوجه الى غزة لمنع دخول الاسلحة ومنتجات الصلب المستخدمة في البناء".
وفي وقت سابق رفضت إسرائيل الدعوات الدولية لإجراء تحقيق خارجي في الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية على اسطول الحرية الذي كان متجها إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض عليه من قبل إسرائيل. وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن المطالبة أظهرت المعايير المزدوجة تجاه بلاده.
وقد أمر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ببدأ مهمة تقصي حقائق حول الهجوم. لكن إسرائيل تقول إن هذا التحقيق ليس ضروريا مادام الجيش الاسرائيلي قد بدأ تحقيقاته الخاصة بالامر.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف إن إسرائيل ستجري تحقيقاً خاصاً بها في الحادث.وكانت الولايات المتحدة حليف اسرائيل الاساسي قد اشارت بوضوح الى انها ستقبل بتحقيق إسرائيلي.
انتقادات متزايدة
سندقق في ظروف مقتل مواطن اميركي، كما نفعل في اي مكان من العالم وفي اي وقت
فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية
ومنذ الانزال الذي قامت به قوات كوماندوس اسرائيلية على احدى سفن "اسطول الحرية" ونجم عنه مقتل 9 اشخاص واصابات العشرات من الناشطين المتضامنين مع غزة، تواجه اسرائيل انتقادات دولية متزايدة لاستخدامها المفرط للقوة.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد دعا اسرائيل الى وضع حد للحصار الذي تفرضه على قطاع غزة فورا واجراء تحقيق مفصل وواسع في الانزال الاسرائيلي وما نجم عنه من ضحايا.
من جهة أخرى، انضمت جنوب أفريقيا للدول التي استدعت سفرائها من إسرائيل احتجاجا على الهجوم الذي استهدف اسطول الحرية. وقال نائب وزير الخارجية إبراهيم ابراهيم إن هذا التحرك يهدف لإظهار إدانة بلاده للعدوان الإسرائيلي، لكنه قال إن استدعاء السفير سيكون بشكل مؤقت بغرض التشاور، ولن يتم سحبه بشكل دائم.