((إضاءات رائعة من مصابيح صدرالإسلام [ وهب بن منبه اليماني ] )) 2024.

أدرك وهب بن منبه رحمه الله عدّة من الصحابة وروى عنهم ،، وهو تابعي جليل ، وله شبه كبير بكعب الأحبار في معرفته بكتب الأوائل ، وقد أنعم الله عليه بالصلاح والعبادة، وتوفـّي بصنعاء سنة عشر ومائة، ويروى عنه أقوال حسنة ، وحكم ومواعظ ..
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
** وإليكم بعض أقواله وإضاءاته :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
==> قال رحمه الله :‏ (( مثل من تعلّم علماً لا يعمل به ، كمثل طبيب معه شفاء لا يتداوى به‏ )).‏
==> وروى أحدهم فقال‏:‏ كنت جالساً مع وهب بن منبه ،
فأتاه رجل فقال له‏:‏ إني مررت بفلان وهو يشتمك..
فغضب وهب وقال‏:‏ (( ما وجد الشيطان رسولاً غيرك )) ‏؟‏ فما برحت من عنده حتى جاءه ذلك الشاتم فسلّم على وهب فردّ عليه السلام، ومدّ يده إليه وصافحه وأجلسه إلى جنبه‏)).‏
==> وقال‏:‏‏ ((** من قرأ كتاب الله فظنّ أنّه لا يغفر له >> فهو من المستهزئين بآيات الله ،،،
** ومن شكا مصيبة نزلت به >> فإنما يشكو ربّه عزّ وجل ،،، ** ومن أسف على ما فاته من الدنيا >> سخط قضاء ربه )).‏
==> وقال‏:‏ (( إذا أردت أن تعمل بطاعة الله عزّ وجل فإجتهد في نصحك وعملك لله ،
** فإن العمل لا يقبل ممّن ليس بناصح،
** والنصح لله لا يكمل إلا بطاعة الله ، كمثل الثمرة الطيبة ريحها وطعمها، كذلك مثل طاعة الله، النصح ريحها، والعمل طعمها‏ ..
** ثم زيّن طاعتك بالحلم والعقل، والفقه والعمل..
** ثم أكبر نفسك عن أخلاق السفهاء وعبيد الدنيا..
** وعبّدها على أخلاق الأنبياء والعلماء العاملين..
** وعوّدها فعل الحكماء، وامنعها عمل الأشقياء، وألزمها سيرة الأتقياء ، واعزبها عن سبل الخبثاء..
** وما كان لك من فضل ، فأعن به من دونك ،
==> ونقل رحمه الله عن بعض الكتب السماوية‏ ؛
فقال:‏ (( أيّما مال جمع من غير حلّه أسرع الفقر إلى أهله ))‏.‏
==> ونقل سفيان بن عيينة‏ عن وهب قوله ‏:‏
(( أعون الأخلاق على الدين > الزهادة في الدنيا،
وأسرعها ردّاً > إتـّباع الهوى ، وحبّ المال والشرف،
ومن حبّ المال والشرف > تنتهك المحارم،
ومن إنتهاك المحارم > يغضب الربّ،
وغضب الله > ليس له دواء ))‏.‏
==> وقال عبد الله بن المبارك‏:‏ حدثنا معمر، عن محمد بن عمرو، عن وهب بن منبه انه كان يقول‏:‏ (( وجدتّ في بعض الكتب‏:‏ يقول الله تعالى‏:‏ {{ إذا أطاعني عبدي استجبت له من قبل أن يدعوني، وأعطيته من قبل أن يسألني..
وإن عبدي إذا أطاعني لو أن أهل السموات وأهل الأرض أجلبوا عليه ، جعلت له المخرج من ذلك..
وإن عبدي إذا عصاني قطعت يديه من أبواب السماء، وجعلته في الهواء،فلا يمتنع من شيء أراده منه خلقي}})).
==> وقال رحمه الله :‏
** (( يا ابن آدم ‏!‏ إنما الصبر عند المصيبة ، وأعظم من المصيبة سوء الخلق منها‏ (أي ردّة الفعل منها).‏.
** يا ابن آدم ‏!‏ أي أيام الدهر ترتجي ‏؟؟؟‏
>> يوم يجيء في عتم ؟؟؟
أو يوم تستأخرعاقبته عن أوان مجيئه‏ ؟؟؟ ‏
>> فأنظر إلى الدهر تجده ثلاثة أيام‏ :‏
-1- يوم مضى لا ترجوه ،،
-2- ويوم لا بدّ منه ،،
-3- ويوم يجيء لا تأمنه‏.‏
>>> فأمس‏:‏ شاهد عليك مقبول ، وأمين مؤدٍّ، وحكيم مؤدّب، قد فجعك بنفسه، وخلف فيك حكمته‏.‏
>>> واليوم‏:‏ صديق مودّع ، كان طويل الغيبة عنك ، وهو سريع الظعن إياك ولم يأته،, وقد مضى قبله ، شاهد عدل ،
فإن كان ما فيه لك ، فإشفعه بمثله ، أوثق لك بإجتماع شهادتهما عليك‏ )) .‏
** (( يا ابن آدم ‏!‏ إنما أهل الدنيا سفر لا يحلّون عقد رحالهم إلا في غيرها ( أي في القبر) . ))
==> وقال رحمه الله :‏ (( على المرء أن لا يستعين بشيء من الكذب،
>> فإن الكذب كالأكلة في الجسد تكاد تأكله،
أو كالأكلة في الخشب يرى ظهرها حسناً وجوفها نخر، تغر من يراها حتى تنكسر على ما فيها وتهلك من اغترّ بها‏.‏
>> وكذلك الكذب في الحديث لا يزال صاحبه يغترّ به، يظن أنه معينه على حاجته ورائد له في رغبته، حتى يعرف ذلك منه، ويتبيّن لذوي العقول غروره، فإذا اطّلعوا على ذلك من أمره وتبيّن لهم، كذّبوا خبره، واتّهموا صدقه، وحقّّّّّـّروا شأنه ، وأبغضوا مجلسه ، واستخفـّوا منه بسرائرهم، وكتموه حديثهم ، وصرفوا عنه أماناتهم ، وغيبوا عنه أمرهم ، ولم يأمنوه على شيء من سرّهم ، ولم يحكموه فيما شجر بينهم ‏)).‏ ‏
==> وقال :‏ (( إنما يأتي بالخير من الله تعالى [رحمته]، ومن لم يبتغ الخير من قبل [رحمته] لا يجد باباً غير ذلك يدخل منه..
>> فإن الله تعالى لا ينال الخير منه إلا بطاعته، ولا يعطف الله على الناس شيء إلا تعبّدهم له، وتضرّعهم إليه حتى يرحمهم، فإذا رحمهم استخرجت [رحمته] منه حاجتهم ..
>> وليس ينال الخير من الله من وجه غير ذلك ،،، وليس إلى رحمة الله سبيل تؤتى من قبله ، إلا تعبّد العباد له ، وتضرّعهم إليه،،،
>> فإن رحمة الله عزّ وجلّ باب كل خير يبتغى من قبله‏.‏
>> وإن مفتاح ذلك الباب [التضرّع] إلى الله عزّ وجلّ و[التعبّد له]، فمن ترك المفتاح لم يفتح له، ومن جاء بالمفتاح فتح له به، وكيف يفتح الباب بغير مفتاح، ولله خزائن الخير كلّه، وباب خزائن الله رحمته، ومفتاح رحمة الله التذلّل والتضرّع ، والإفتقار إلى الله)).
==> وقال رحمه الله :‏ (( قرأت في بعض الكتب أن منادياً ينادي من السماء كل صباح‏ ( فيحذّر بني آدم ويذكّرهم بالعودة إلى خالقهم سبحانه وتعالى ، فيقول) :‏
** أبناء الأربعين (أنتم مثل) زرع قد دنا حصاده،،
** و(يسأل) أبناء الخمسين >> ماذا قدّمتم‏ (لآخرتكم إلى الآن) ؟؟؟‏
** و( يقول إلى ) أبناء الستّين >> لا عذر لكم (بعد اليوم).. ** (ثم يخاطب الجميع فيقول): ليت الخلق لم يخلقوا ،،، وليتهم إذا خلقوا >>علموا لماذا خلقوا ،،، >> قد أتتكم الساعة فخذوا حذركم‏)).‏
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
==> وقال رحمه الله :‏ ورد في كتب الأقدمين بأنه يقول الله تعالى : ## كيف ينكرني من خلقته يوم خلقته على معرفتي‏؟‏ أم كيف يعدل بي من أعمّره وأسقم جسمه وأنقص عقله وأتوفـّى نفسه وأخلقه وأهرمه فلا يمتنع مني ‏؟‏
أم كيف يستنكف عن عبادتي عبدي وإبن عبدي وإبن أمتي، ومن لا ينسب إلى خالق ولا وارث غيري ‏؟‏
## فإليّ إليّ يا أهل الموت والفناء ، لا إلى غيري،
فإني كتبت الرحمة على نفسي ،،، وقضيت العفو والمغفرة لمن استغفرني،،، أغفر الذنوب جميعاً، صغيرها وكبيرها لمن استغفرني،،، فلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ،،، ولا تقنطوا من رحمتي ، فإن رحمتي سبقت غضبي ، وخزائن الخير كلها بيدي )) .
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
==> وقال وهب‏:‏ (( إن من حكمة الله عزّ وجل‏:‏ أنه خلق الخلق مختلفاً خلقه ومقاديره ،
>>> فمنه خلق (*) يدوم ما دامت الدنيا ، لا تنقصه الأيام ، ولا تهرمه وتبليه ويموت..
>>> ومنه خلق (**) لا يطعم ولا يرزق ..
>>> ومنه خلق (***) يطعم ويرزق ، خلقه الله ، وخلق معه رزقه‏.‏
(!!!) ثم خلق الله من ذلك خلقاً في البرّ (اليابسة)، وخلقاً في البحر،،،
(!!!) ثم جعل رزق ما خلق في البحر وفي البر،،،
(**) فلا ينفع رزق دواب البرّ لدواب البحر ،
(**) ولا رزق دواب البحر لدواب البرّ ،
(**) فلو خرج ما في البحر إلى البرّ لهلك ،
(**) ولو دخل ما في البرّ إلى البحر لهلك،
( >>!!) ففي ذلك ممّن خلق الله في البرّ والبحر >>عبرة لمن أهمّته قسمة الأرزاق والمعيشة ..
###} فليعتبر إبن آدم فيما قسم الله من الأرزاق!!!
فإنه لا يكون فيها شيء إلا كما قسّمه سبحانه بين خلقه..
>> لا يستطيع أحد أن يغيّرها ، ولا أن يخلطها‏.‏.
###} وكما أنه لا تستطيع دواب البرّ أن تعيش بأرزاق دواب البحر، ولا دواب البحر بأرزاق دواب البرّ ،
ولو اضطّرت إليه لهلكت كلها..
>> فإذا استقرّت كل دابة منها فيما رزقت ، أصلحها ذلك وأحياها..
>>> وكذلك ابن آدم إذا استقرّ وقنع بما قسم الله له من رزقه > أحياه ذلك وأصلحه،،
>> فإذا تعاطى رزق غيره نقصه ذلك وضرّه وفضحه‏)).‏

################################
سبحانك ربّي في عظيم ملكك ومقدرتك !!
وما أعظمك وأعدلك وأحكمك وأرحمك !!!
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا ورسولنا وحبيبنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين .
وإلى بقيّة أقوال هذا العالم الكبير في الغد بإذن الله ،
مع خالص تحياتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.