وإنك لتهدي الى صراط مستقيم 2024.

( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم )
أنت يا محمد مهمّتك الهداية، ووظيفتك الدلالة، وعملك الإصلاح.. أنت تهدي الى صراط مستقيم، لأنك تزيل الشبهات وتطرد الغواية وتذهب الضلالة، وتمحو الباطل وتشيد الحق والعدل والخير.
أنت تهدي الى صراط مستقيم، فمن أراد السعادة فليتبعك، ومن أحبّ الفلاح فليقتد بك، ومن رغب في النجاة فليهتد بهداك.
أحسن صلاة صلاتك، وأتمّ صيام صيامك، وأكمل حجّ حجك، وأزكى صدقة صدقتك، وأعظم ذكرك لربك.
وأنت تهدي الى صراط مستقيم.. من ركب سفينة هدايتك نجا، من دخل دار دعوتك أمن، من تمسّك بحبل رسالتك سلم. فمن تبعك ما ذلّ، وما ضلّ وزلّ وما قل، وكيف يذلّ والنصر معك؟ وكيف يضل وكل الهداية لديك؟ وكيف يزل والرشد كله عندك؟ وكيف يقلّ والله مؤيدك وناصرك وحافظك؟
وإنك لتهدي الى صراط مستقيم لأنك وافقت الفطرة وجئت بحنيفية سمحة، وشريعة غرّاء، وملة كاملة، ودين تام.
هديت العقل من الزيغ، وطهّرت القلب من الريبة، وغسلت الضمير من الخيانة، وأخرجت الأمة من الظلام، وحرّرت البشر من الطاغوت.
وإنك لتهدي الى صراط مستقيم، فكلامك هدى، وحالك هدى، وفعلك هدى، و مذهبك هدى، فأنت الهادي الى الله، الدال على طريق الخير، المرشد لكل برّ، الداعي الى الجنة.

جزاك الله خيرا
وجعلك من اهل الجنة
في الفردوس الاعلى من
حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

وجعله في ميزان حسناتك

والله سبحانه وتعالى خلق كل شيء وأعطاه صورة خلقه اللائقة به ؛ ثم هدى هذا الشيء لما فيه مصلحة وجوده واستمرار بقائه 0
وهناك هدي البيان والدلالة لما فيه سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ؛ وهذا الهدي قائم على الحجة والبرهان إلى ما يهديه إليه ؛ ويكون هذا الهدي بواسطة الرسل عليهم السلام الذين هم حجة الله على العباد المكلفين ؛ وقد أوجب الله تعالى هذا الهدي على نفسه محتماً بقوله جلَّ شأنه : (إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى) (12)وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى) (الليل:13)
يقول الشيخ الإمام عبد الله سراج الدين : إن الهدي الذي جاء به سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم هو أفضل الهدي وأجمعه ؛ وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالى : (000 إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) (الرعد:7)
والهدي المحمدي قائم على الحجة القوية والبرهان القاطع ؛ فهو قائم على البينات العقلية والأدلة الحسية ولذلك يكون جواب المؤمن حين يسأل في قبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جواباً قاطعاً بلا وجل ولا تردد ؛ فقد أورد الإمام الطبراني بالسند الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عندما يسأل الإنسان في قبره : ما تقول في هذا الرجل الذي أرسل فيكم ؟
يقول المؤمن : محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه0
وقوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)هو أيضاً من هدي البيان والدلالة ؛ وهو حجة الله تعالى على المكلفين ؛ ولا عذر لهم يوم القيامة عند ربهم ؛ ولا حجة لهم على الله تعالى فالحق تقدست أسماؤه وتعاظمت صفاته يقول في كتابه العزيز : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:165)
وعلى الجانب الآخر يقول أحكم الحاكمين جلَّ شأنه : (000وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(الإسراء: من الآية15)
يقول المفسرون : وما كان الله سبحانه ليعذب أحداً من الخلق حتى يرسل إليهم الرسل مذكرين ومنذرين ، ومن هؤلاء الذين لا يعذبهم الله تعالى ما لم تقم عليهم الحجة هم أهل الفترة 0
وأهل الفترة هم الذين يعيشون في وقت لم تبلغهم فيه دعوة رسول ولم يأتهم كتاب كالفترةالتي بين نبي الله عيسى عليه السلام وبين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قَدْ جَاءَكُمْرَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ‏}‏ ‏[‏سورة المائدة‏:‏آية 19‏]‏0
ويلحق بأهل الفترة من كان يعيش منعزلاً أو بعيدًا عن الإسلام والمسلمين،وأما حكمهم فإلى الله سبحانه وتعالى‏0
فقد أورد الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الذين يمتحنون يوم القيامة فذكر منهم الذين عاشوا في الفترة ؛ فقال عنهم يحتجون لله بعدم إرسال رسول فيأخذ منهم المواثيق على الطاعة ثم يأمرهم الله تعالى بدخول النار فمن دخلها فقد فاز حيث إنها تكون عليه برداً وسلاماً لأنهم أطاعوا الله ؛ ومن أبى الدخول كان مصيره إلى النار وبئس المصير والله أعلم 0
يقول الإمام ابن قيم الجوزية : لا يعذَّب أحدٌ إلا بعد قيام الحجة عليه ، وهؤلاء لم تُقَم عليهم حجة الله في الدنيا ، فلا بُدَّ أن يقيم حجته عليهم ، وأحق المواطن أن تُقام فيه الحجة
:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.