بَعْض صُوَر مِن ذَاكِرَة الْبَحْر . مُدَوَّنَة نِزَار الْمِصْرِي 2024.


أَفْضَل الْدُّعَاء*** أَلْحَمْد لِلّه

زَهْرَة ذَبُلَت فَي أَصَيْص فَخَّارِي مَشْرُوْخ

مُحَارَب قَدِيْم بقُبِعَتِه الْقشّيّة

وَسَيْف صِيْنِي يُحَارَب طُيُوْر الْحَقْل وَالْغِرْبَان

وَطَائِرَة وَرَقِيَّة بَيْن الْمُدَارَات

تَطَيَّر وَهِي فِي الْأُفُق مَنْسِيَّه

وَحَمَامَة سَلَام بَيْضَاء نَقِيَّه

وَرُؤُوْس أَنفَجَرّت مِن الْأَفْكَار الْبَلِيَّه

وَدَلَافِيْن تَتَكَاثَر فِي قَلْب لُؤْلُؤَة الْمُحِيْط

وَأَشْرِعَة مُحَطَّمَة بَيْن صُخُوْر الْقَمَر

وَأَسْتِغَاثَة طِفْل جَنِيْن يَبْحَث عَن دَمَيْتُه

وقُرّط لُؤْلُؤِي يَحْتَضِن أُذُن مُسْتَحِيْلَه

وَشَفَاه تَصْرُخ بِالْوَجْد مِن جَحِيْم أَلْوَانُهَا المَرْمريَّه

وَعُيُوْن وَزُهُوْر وَنُهُود وَجَدَائِل بَيْن الْأَصْفَاد

تَشْكُو تُحَجِّر قَلْب السَّجَّان وَقُيُودُه الْحَرِيْرِيَّة

وَجَوَاد أَبْيَض مَحْبُوس بَيْن زَنَازِين الْلَّيْل السَّرْمَدِيَّه

وَأَنْطَلاقَة خُيِّل عَلَى سُفُوْح الْثَّلْج

وَهُو يَضْرِب بِحَوَافِرِه أَيَّامِنَا الْعُصَيَّة

وَقَلْب مُعَلَّق بِحِبَال مِن عِطْر فِى الْنُّجُوْم السَّمَاوِيْه

وَقِطَار قَدِيْم يَشُق قَلْب أَمْوَاج الْلَّيْل عَلَى جِسْر عَتِيْق

نَحْو شُرُوْخ الْطَّمِي وَتَرَاتِيْل طِفْلَة وَصَلَاة كُتِب رَبّانِيَّة

وَسَلَّة فَاكِهَة تَعُج بِالْكَرَم وَالْرُّمَّان وَتُفَّاحَة خَضْرَاء

بِجِوَار زَهْرَة ذَبُلَت فَي أَصَيْص فَخَّارِي مَشْرُوْخ

وَعُيُوْن مُلْتَاعَة تَصْرُخ بِالْوَجْد…

وَكُفُوف مِن وِشَّاحَات حَرِيْر تَمْلَئُهَا الْشَّوْق

وَجَدَائِل سَمْرَاء تُنَادِي الْلَّيْل لِتَحْضُنَه…

ذَهَبِيَّة تَنْوِي بِالْشِفَاه أُقْتِلاعُه

وَعَلَى الْبَحْر رَائِحَة بُيُوْت مِن ثَلْج…

وَفَرّشَة صَفْرَاء تَبْحَث عَمَن مِن جُرْح الْقُضْبَان يُدَاوِيْهَا

وَثِيَاب حَمْرَاء وَسَوْدَاء تُنَاجِي مِن يَلَمْلَم أَشْلائِهَا…

وَنَفْس الْعُيُوْن بِهَا أَشِعَّة مِن ذَهَب هَائِمَة حَوْل الْصُّخُوْر

وَمَازَالَت ذَاكِرَة الْبَحْر تَعُج بِالْصُّوَر وَالْعَصَافِيْر

وَفَرَائِك الْثَمِيْن يُلَف أَوْصَالِي يُحَيِّرُنِي

وَالْكُوخ الْشَّتَوِي يَنْتَظِر وَقَوْدَك لِيُدْفِئَنِي

وزْهُورُك الْبَيْضَاء الزُّمُرُّدِيَّة تَغْتَال أَحْلَامِي وَتُنْقِذُنِي

وَقَيْدُك الْحَرِيْرِي يُبَعْثِر كُل مَلْمَس لِلْأَمَل وَيَقْتُلُنِي

وَبَسْمَة طِفْلَتُك الْمَرْيَمِيَّة تُهَدِّئ مِن رَوُعِي وَتَطمْئِنَّنِي

وَوَشْم جَبْهَتَك الْذَّهَبِيَّة تُنَادِي عَلَى قُرْطِك تَمْلَئُنِي تُهَدْهِدُنِي

ذَاكِرَة الْبَحْر تَسْتَغِيْث مَن نَهْر الْصُّوَر

صُوْرَة عِنْد الْلِّقَاء,,, وَصُوُرَة أُخْرَى عِنْد الْأَفْتِرَاق

الْأَوَّلِي تُنْقَل حَرَارَة الْأَشْوَاق,,, وَهَذِه تُمَثِّل حُرْقَة الْبُكَاء

وَعَلَى الْشَّاطِئ بَعْض مِن صُوَر فِيْهَا أَنْدَمَاج الْثَّلْج فِي جَمْرَة الْأَحْتِراق

وَصُوَر طَيَرَان الفَرَاشَات عَلَى طَرَف مُقْلَتَيْك حَتَّى تَجَاوَرَت حَد الْسَّمَاء

وَفِي الْحَفْل تُرَاقِص وَصُوَر وَفِي الْحَقْل وَالْسَّفَر كَثِيْر مِن بَهْجَة الْأَنْطِلاق

صُوَر وَصِوَر وَصُوَر لِحَبِيْبَتِي أَمِيْرَة الْطُّهْر وَالْنَّقَاء

لَكِن الْحُب يْامُعَذِّبَتِي لَيْس مُجَرَّد صُوَر فِي دَفَاتِر الْعُشَّاق

الْعِشْق مَعِي,, أَنْصْهَار.. حَيْرَة بِلَا قَرَار ذَوَبَان فِي بَوْتَقَة الأَرْتَقَاء

الْحُب بَيْن رُوْحِيْن عَنَاق ,,,يَتَعَدَّى حُدُوْد الْلِّقَاء وَالْفِرَاق

رَحَّال يُبْحِر عَكْس التَّيَّار…. أْلَى مُدُن عَيْنَيْك

نِزَار الْمِصْرِي

وَأَفْضَل الْذِّكْر*** لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه

أَفْضَل الْدُّعَاء*** أَلْحَمْد لِلّه

الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه

***

أَخِّر الْحَوَادَيت ف عُمْرِى

*———-*

أَه
يُأَخِّر الْحَوَادَيت ف عُمْرِى
وَأَنَا عِشْتُهَا
كَانَت عَنِّيْك
أَوَّل الْمِشْوَار
وَنِهَايَة الْتِّرْحَال
وَبِقَلْبِي صَدَقَتُهَا

كَانَت حَوَادَيَتك هِي الْمُنْتَهَى
وَبِكُل نَبْضِه
وَكُل نُقْطَة دَم
ف وَرِيْدِي سِيْلْتِهَا

يَابِدَايَة الْحَوَادَيت
حَدُّوْتَة وُلِد أَتُوْلَد مِن
عَيْنَيْك وَدَمْعُهَا

أَنْت الْعَد
وَالْثَّوَانِي وَنَبْضُهَا
الْبَاقِي مِن الْلَّيَالِي
وَالْحُلْو فِيْهَا وَمُرِّهَا

***
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آَلِه وَصَحْبِه أَجْمَعِيْن

وَأَفْضَل الْذِّكْر*** لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه

أَفْضَل الْدُّعَاء*** أَلْحَمْد لِلّه

الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه

***

أَسْطُورَة الْزَّمَان

*———-*

لِي قِصّةِعِشق قُدُيُمُه قَدِم الْحَوَارِي الْعَتِيقَه

تَعِيْش فِى أَحْشَائِي هِي قِهْوَتِي الصَبَاحَيْه

أُسَمِّهِا جُنُوْنِي… عُنْوَانُهَا حَيْث يَقْطُن الْعِشْق

رَسْمُهَا….. حَاوَلْت تَقْلِيْدِهَا حُوْر الْبُحُوْر

عَيْنَيْهَا… هِي الْمَرْسَى وَالشُطَأن وَالْشَّوْق

شَفَتَيْهَا…. عِنْد مُلَامَسَتُهَا تَنْتَابُنِي حَالِه مِن الْجُنُوْن

الاهْدَاب…. لَا أَقْدِر عَلَى وَصَفَهَا هِي وَالْجُفُون

أّااااااه يَا اسْطُوْرَة الْعُمْر …يَاقَنِينِه الْخَمْر

يَالِبَدْر عِنْد الْفَجْر

الْثَّلْج الْابْيَض يَذُوْب فِي الْنُّوْر عِنْد صَدْرِهَا

بُحَيْرَة الْمَرْمَر وَالْزَّبَرْجَد مَرْسُوْمِه عَلَى خِّصَرْهَا

أُعَذِّريُنَي يَادِنْيَا الْهَائِمِيْن

لَقَد رَأَيْتُهَا عِنْد بِدَايَه الْغُرُوْب وَنِهَايَة الْحَنِيْن

لَقَد لَامَسْت كُل هَذَا….أَبْعَد هَذَا أَحَب أَو أَفَكِّر فِي غَيْرِهَا

مَجْنُوْن مِن رَأَهَا…. وَزَار حُلْمَهَا…… وَدَار حَوْل قِصَرِهَا

وَمَازَال يَتَنَفَّس مِثْلِي أَنَا

فِي الْنِّهَايَة هِي أَسْطُورَة الْزَّمَان…. وَعِطْر الْرُّمَّان

وَتُوْهَة الْاحْزَان

نِزَار الْعَاشِق….. وِأُسْطُوْرَتِه

*—*
نزار المصري

14/8/2007

***
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آَلِه وَصَحْبِه أَجْمَعِيْن

وَأَفْضَل الْذِّكْر*** لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه

أَفْضَل الْدُّعَاء*** أَلْحَمْد لِلّه

الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه

***

شَوَّفَتْك بِنْت بَلَدِي مَن الْسَّيْدِه

*—-*

يااااه

مُدَّي بِالَدِفا أَيْدِيَك

تُلْمَس عَالْبُعَاد أَيْدِي

أَدْفِعي الْدَّم بِحَنَانِك

هايَجْري بُكْرَه فِى وَرِيْدِي

عَدِي ياسمّرا كُل الْخُطُوْط

خَلِّيْنِي أَشُم فِى ضفَايِرّك

رَيِحَة الْبُيُوْت

يَالِلَّى لَاغِيت كُل الْشُّطُوط

نَسِيْت مِن كَلَامِك كُل حُرُوْف الْلُّغَات

جَمَعَتَي كُل حُرُوْف الْكَلَام فِى نَظْرَة عَيْنَيْك

أَنْت مِيِن أَنْت كِدَه؟؟

أَنْت تَوهتَي تَعِب الْسِّنِيْن

كَأَنِّي

شَوَّفَتْك بِنْت بَلَدِي مَن الْسَّيْدِه

وَلَا بِتُبخّري

الْأَيَّام عِنْد الْأَمَام الْحُسَيْن

وَلَا الضفَايَر فِي شُعُوْر بِنْتِي

وَلَا أَقُوْلُك

إِنْت التُوهَة ف مَدِينَتَّى

أَنْت السِّمْرَا أَم الْبِلَاد

وَالْعِبَاد وَخَطَاوِي الْنَّيْل

أَنْت**** مِصْر

أَصْل الْغَنْوَة فِى الْمَوَاوِيْل

يَامَا عُدْت عَلَى الْوَطَن

لَيَال مِن غَيْر قَمَر

وَلِأَنَّه الْوَطَن قَام يُغْنِى

بِالْمُوَال فِي لَيَال الْسَّهَر

الْسَّكَن

يَامَا شَاف مِن ظُلْم الْبَشَر

فَضْل بِيِضْحَك

وَلَوْلَا ضَحِكْتَه كَان زَمَانِه أَنْتَحِر

وَأَحْنَا مُحْتَاجِيْن لِلْأَمَل عَلَشَان الْوِلاد

عَلَشَان جَاي يَوْم

هاتَّنُّوّر تَانِّي زِيْنَة الْبِلَاد

***

رَحَّال زَادَه الْحَرْف

نِزَار الْمِصْرِي

***
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آَلِه وَصَحْبِه أَجْمَعِيْن

وَأَفْضَل الْذِّكْر*** لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه

أَفْضَلُ الْدُّعَاءِ*** أَلْحَمْدُ لِلّهِ

الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

***

يَارَحَلَّهُ الْصَّيْدِ المَشْئومْهُ؟..
يَاقَوِىُّ الْشَّرِّ المَزُعَوْمِهُ؟
لِمَاذَا.. تَغْتَالُونَ الْحُلُمَ؟..
لَمْ.. قَتَلْتُمْ الْفَارِسَ؟
كُتِبَتْ خَنَاجِرَ الْغَدْرِ فِىْ لَيَالِىَ الْغَابَاتِ وَالْبَرَدِ الْقَارِسِ
وَسَطِ رَائِحَهُ الْفَرَّاءُ..بَيْنَ اسَنَهُ الْسِّهَامِ وَالْرِّمَاحُ
اخْتَلَطَ دَمَّ الْفَارِسَ.. بِخَمْرِ وَنَشْوَةِ الْسِّفَاحْ
كَانَ رُمْحٍ الْغَدْرِ فِىْ الْقَلْبِ قَاسِيْا
وَاصْبَحَ الدَّمْعِ عَلَىَ الْمَحْبُوْبِ نَهَرا قَدِيْمَا. مُتَنَاسِيَا
لَمْ.. اجْتَمَعْتُمْ عَلَىَ كَفَنِ الْفَارِسَ الْحَالِمِ
لِمَاذَا غَدَرْتُمْ؟.. لَمْ بُعْتُمْ الْغَدُ الْمُسْالِمُ
يَا كِلْ قُوَىً الْصَّيْدِ…. لَنْ تَقْتُلُوَا الْامَلِ
وَسِيَتَبدِّدّ فَجَرَ الْلَّيْلِ الْمُظْلِمِ الْظَّالِمُ

*—-*

مِنْ لَسْعَهْ الْزَّمَنِ الْغَدَّارُ

صَدِّقِيْنِىِ… صَدِيقَتَّىْ
فَهَذَا لَيْسَ زَمَانٌ عَزْفْ
وَلَا شَدْوَ عَلَىَ الْاوْتَارَ
لَكِنَّهُ زَمَانٌ ادْمّىْ مَعَازِفَنّا
وَصَارَ زَمَانٌ نَزْفُ
صَدِيقَتَّىْ… قُطِّعَتْ بِيَدِىَ الْاوْتَارَ
وَالْقَيْتَ رُغْمَا عَنّىِ الْنَّاىِ وَالْقِيَثَارِ
وَجَلَسْتُ فَقَطْ اسْتِمَاعِ لالْحَانَ الْغَارِ
وَصِرْتُ لايُشْجيَنّىْ اىَ صَوْتْ
اوْقَفِىْ الْمَعَازِفِ قَلِيْلا
وَاستمَعَىْ مَعِىَ لِعَزْفِ الْصَّمْتِ
استمَعَىْ لانَاشِيدُ الْغَدْرِ
اصْمَتَّىْ فَلَيْلَا
اصْمَتَّىْ مَعِىَ لِهَمْسِ الْقَدْرِ
وَانْتَظِرَىْ لِحُكْمِ الْقَادِرْ
الْمُتَحَكِّمٌ فِىْ كُلِّ امْرٍ

*——*

مَأْسَاهْ الْعُمْرَ!! ضَيَاعِ الْحُلُمَ
كُنْتُ قِطَارُ مَاضٍ بِطَرِيْقِ بِلَا مَحَطّاتِ
وَاصْبَحْتُ حُبِّهِ رَمْلِ مُلْقَاهُ عَلَىَ الْطُّرُقَاتِ
ضَيَاعِ الْحُلُمَ.. عَثَرَاتِ مُتِاهْاتّ
بِمَا كُنْتُ تَحْلُمُ؟
حُلْمِى كَانَ!!! كَانَ!!! كَانَ
لَمْ اعُدْ اتَذَكَّرُ لِانَّهُ اصْبَحَ لَيْسَ بّالامَكَانَ
بُكَاءٍ طَوِيْلٌ بِالْلَّيْلِ مُحَرِّقٍ لِلارْكَانَ
حَتَّىَ تَخَيَّلْ مَاهِيَهْ الْاحْلَامُ
لَمْ يَعُدْ بَاقٍ الَا الالامْ
بِالْلَّهِ عَلَيْكَ… يْاذّاكِرِهُ الْايّامِ
عُوْدِىَ وَلَوْ لِلَحَظَاتِ
فَحُلْمِى اصْبَحَ خَيَالِاتِّ
انَامْ كَثِيْرا لَعَلَىَ احْلَمْ.. بِمَاذَا كُنْتِ تَحْلُمُ؟
وَرَبِّىٓ … هَذَا دَرْبُ مِنْ الْمُسْتَحِيْلَاتِ
ايَّامٍ بِاهِتَهَ… عَقِيْمَهُ.. بَتْرَاءُ
فِىْ الْلَّيْلِ نَظَرا فَقَطْ لِنُّجُوُمِ الْسَّمَاءِ
وَنَهَارٌ كجَرَىْ حِصَانٌ فِىْ الْبَيْدَاءِ

*—*

نِزَارٌ الْمِصْرِيُّ

***
الْلَّهُمَّ صَلِّ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ

وَأَفْضَلُ الْذِّكْرِ*** لَا إِلَهَ إِلَّا الْلَّهُ

أمير الشعراء أحمد شوقي 2024.

وُلد أحمد شوقي عام 1870 في مصر التي صبغته بعروبتها وإسلمها;

فقد تحدّر من أعراق مختلطة: كان جدّه لأبيه كرديّا، وكانت جدّته لأبيه يونانية تعمل في قصر الخديو.

لكن أبويه وُلدا بمصر وتربّيا في رحابها.

نشأ شوقي في القاهرة، وضمن له تفوقه الدراسي مجانية تعليمية في مدرسة الحقوق.

وعندما تخرج فيها عام 1887، عيّنه الخديو توفيق في قصره، وأرسله إلى فرنسا في بعثة لدراسة الحقوق والترجمة طالت حتى عام 1893 .

وقد حسمت تلك الرحلة الدراسية الأولى منطلقات شوقي الفكرية والإبداعية.

وخلالها اشترك مع زملاء البعثة في تكوين (جمعية التقدم المصري)، التي كانت أحد أشكال العمل الوطني ضد الاحتلال الإنكليزي.

وربطته حينئذ صداقة حميمة بالزعيم مصطفى كامل، وتفتّح على مشروعات النهضة المصرية.

وطوال إقامته بأوروبا، كان فيها بجسده بينما ظل قلبه معلقًا بالثقافة العربية وبالشعراء العرب الكبار وعلى رأسهم المتنبي.

ولذا، ظل تأثره بالثقافة الفرنسية محدودًا، ولم ينبهر بالشعراء الفرنسيين الرمزيين والحداثيين أمثال رامبو وبودلير وفيرلين الصاعدين آنذاك.

وبعد عودة شوقي إلى مصر، تعدّدت رحلاته إلى تركيا والدول الأوروبية،

إلا أن رحلة منها كانت، مثل رحلته الدراسية الأولى، حاسمةً في تشكيل مصيره.

كانت تلك الرحلة عام 1915 إلى برشلونة الإسبانية، التي اختارها الشاعر منفًى له،

عندما أُمر بمغادرة مصر بعد خلع الإنكليز للخديو عباس حلمي.

وتأمل شوقي مشاهد الحضارة العربية في الأندلس، واكتشف أن الارتباط بالعروبة أبقى وأجدر منه بدولة الخلافة العثمانية.

كما تعززت نزعته الوطنية الغلابة في عشق مصر والتغني بأمجادها، وشهدت سنواته التالية ذروة تألقه الإبداعي في التعبير عن الضمير القومي، وشحذه لإمكاناته الإبداعية، وتوجيه طاقاته الخلاقة لتجديد روح الشعر العربي وتمكين صياغته.

وفي عام 1927، تألفت لجنة عربية لتكريمه، وخلعت عليه لقب (أمير الشعراء).

ويصف طه حسين التحول الذي قلب إستراتيجية شوقي الشعرية بعد المنفى الإسباني قائلاً:

(إنه قد تحوّل تحولاً خطيرًا حقّا لا نكاد نعرف له نظيرًا عند غيره من الشعراء الذين سبقوه في أدبنا العربي (…). إن شعره التقليدي قد تحرر من التقيد بظروف السياسة (…). واستكشف نفسه، وإذا هو شاعر قد خلق ليكون مجدّدًا). كما يرى طه حسين أن (شوقي)، في كثير من قصائده الأخيرة، قد أخذ يحقق النموذج الجمالي والفكري للإنسان المصري والعربي.

ومن موقع النقد الأسلوبي المعاصر، يرى الدكتور محمد الهادي الطرابلسي أن أسلوب شوقي كان (يتغذى من رصيد ثقافي واسع، فخرج يمثل عصارة مصفّاة من التراث العربي الغني، ومن المعارف الإنسانية، إلى جانب تصويره تجربة طويلة للحياة. ولقد تميز أسلوب شوقي بالتوازن بين طاقتين: الإخبارية والإيحائية، فحقق بذلك رسالة مزدوجة: فكرية وفنية معًا).

لقد اعتمد شوقي على توظيف عدد من التقنيات الشعرية الفعالة لتوليد الدلالات الكلية، من أهمها تجانس التراكيب والاشتقاقات، ومفارقات الصياغة، وآليات التكرار وطرائق التصوير والتجسيد، مع قدرة فائقة على إشباع الحس الجمالي للقارئ العربي والاستجابة لتوقعاته.

وفي أخريات سنواته، عكف شوقي على استئناف مشروعه الإبداعي الرائد في كتابة عدد من المسرحيات الشعرية الرفيعة،

التي أسست لهذا الفن في اللغة العربية، حتى وافته المنية عام 1932 .

ضم ديوانه (الشوقيات) 11320 بيتًا، وبلغت (أرجوزة دول العرب) و(عظماء الإسلام) 1365 بيتًا، كما وصل شعره المسرحي إلى 6179 بيتًا. هذا بالإضافة إلى الشوقيات المجهولة التي نشرها الدكتور صبري السربوني، والتي وصل عددها إلى ما يقرب من 4700 بيت، بما يشهد بخصوبة شوقي وثراء منجزه الإبداعي في الشعر، وبجدارته ليكون شاعر العروبة والإسلام في العصر الحديث.

———————-

قل للرجال

قُــلْ للرِّجَــالِ: طغــى الأَســيرْ طــيرُ الحِجــالِ متــى يَطــيرْ?
أَوْهَــــى جنَاحَيْـــهِ الحـــديـ ـــدُ, وحَــزَّ ســاقَيْهِ الحــريرْ
ذهــــب الحِجـــابُ بصـــبره وأَطــــال حيْرتَـــه السُّـــفورْ
هــــل هُيِّئَـــتْ دَرَجُ الســـما ء لــه, وهــل نُــصَّ الأَثــيرْ?
وهـــل اســـتمرَّ بــه الجَنــا حُ, وهَـــمَّ بــالنَّهْض الشــكيرْ?
وســـما لـمَنزلـــه مــن الــد نيــــا, ومنزلُـــه خـــطيرْ?
ومتـــى تُســـاس بــه الريــا ضُ كمــا تُســاس بــه الوكـورْ?
أَوَ كُـــلُّ مـــا عنــد الرجــا لِ لـــه الخـــواطبُ والمهــورْ?
والسَّـــجنُ فـــي الأَكــواخ, أَو سِــجنٌ يقــال لــه: القصــورْ?
تاللـــــــه لــــــو أَن الأَد يـــمَ جميعَـــه روضٌ ونـــورْ
فـــي كـــلّ ظـــلٍّ ربـــوةٌ وبكــــلّ وارفــــةٍ غديـــرْ
وعليـــه مـــن ذَهــبٍ ســيا جٌ, أَو مـــن اليـــاقوت ســورْ
مـــا تَـــمَّ مــن دون الســما ءِ لـــه عــلى الأَرض الحُــبورْ
إِن الســــــماءَ جــــــديرةٌ بـــالطير, وهْــوَ بهــا جــديرْ
هـــي سَــرْجُهُ المشــدودُ, وهـ و عــــلى أَعِنَّتهــــا أَمـــيرْ
حُرِّيَّـــــةٌ خُــــلِق الإِنــــا ثُ لهــا, كمــا خُــلِقَ الذكــورْ
هــاجَتْ بنــاتِ الشــعرِ عــيـ ـــنٌ مــن بنــات النيـل حُـورْ
لـــــي بينهــــن ولائــــدٌ هــم مــن ســواد العيــن نـورْ
لا الشـــعْر يــأْتى فــي الجمــا ن بمثلهـــــن, ولا البحــــورْ
مـــن أَجـــلهن أَنــا الشــفيـ ـــقُ عـلى الـدُّمَى, وأَنـا الغيـورْ
أَرجـــو وآمـــل أَن ســـتجـ ـــري بــالذي شِــئنَ الأُمــورْ
يــا قاســمُ, انظــر: كـيف سـا ر الفكـــرُ وانتقـــل الشــعورْ?
جــــابت قضيَّتُــــكَ البـــلا دَ, كأَنهــــا مَثَــــلٌ يســـيرْ
مــــــا النــــــاسُ إِلا أَوّلٌ يمضــــي فيخلُفـــه الأَخـــيرْ
الفكــــرُ بينهمــــا عــــلى بُعْـــدِ المَــزارِ هــو الســفير ْ
هـــذا البنـــاءُ الفخــمُ لــيـ ـس أَساسُـــــه إِلا الحَــــفيرْ
إِن التــــــي خـــــلَّفْتَ أَمـ ـسِ, ومــا سِــواكَ لهــا نصـيرْ
نهــــض الخــــفيُّ بشـــأْنها وســـعى لخدمتهـــا الظهـــيرْ
فـــي ذمـــة الفُضْــلَى هــدى جِـــيلٌ إِلـــى هـــاد فقــيرْ
أَقبلْــــنَ يســــأَلْنَ الحضـــا رةَ مـــا يُفيـــد ومــا يَضــيرْ
مــــا السُّــــبْلُ بَيِّنَـــةٌ, ولا كـــلُّ الهُـــداةِ بهــا بصــيرْ
مـــا فـــي كتـــابكَ طَفْــرَةٌ تُنْعَـــى عليـــكَ, ولا غـــرورْ
هَذَّبْتَــــهُ حـــتى اســـتقامت مــــن خـــلائقك الســـطورْ
ووضعْتَـــــه, وعلمْـــــتَ أَن حســــابَ واضعِـــه عســـيرْ
لـــك فـــي مســـائله الكــلا مُ العـــفُّ والجـــدلُ الوَقـــورْ
ولـــك البيـــانُ الجــذلُ فــي أَثنائــــه العلــــمُ الغزيــــرْ
فـــي مطلــبٍ خَشِــنٍ, كَــثـ ـيـــرٌ فــي مَزالقــه العُثــورْ
مـــا بالكتـــاب ولا الحـــديـ ــــث إِذا ذكرْتَهُمـــا نَكـــيرْ
حـــتى لَنســـأَلَ: هــل تَغــا رُ عـــلى العقـــائد, أَم تُغــيرْ?
عشـــرون عامًـــا مـــن زوا لــك مــا هــي الشـيءُ الكثـيرْ
رُعْـــنَ النســاءَ, وقــد يَــرُو عُ المُشْـــفِقَ الجـــلَلُ اليســـيرْ
فنَسِــــينَ أَنــــك كــــالبدو ر, ودونَ رِفعتِــــكَ البُــــدورْ
تفنـــى السِّـــنون بهــا, ومــا آجالُهــــــا إِلا شــــــهورْ
لقــــد اختلفنــــا, والمُعـــا شِـــرُ قـــد يخالفــه العَشــيرْ
فــي الــرأْي, ثُــمّ أَهــاب بـي وبــــك المُنـــادِمُ والسَّـــميرْ
ومحـــا الـــرَّوَاحُ إِلــى مغــا نــي الــودِّ مــا اقـترف البُكـورْ
فــي الــرأْي تَضْطَغِــنُ العقــو لُ وليس تَضْطَغِــــنُ الصـــدورْ
قـــل لــي بعيشِــك: أَيــن أَنـ ـــت? وأَيــن صـاحبُك الكبـيرْ?
أَيـــن الإِمـــامُ? وأَيـــن إِسـ ـمـــاعيلُ والمـــلأُ المنـــيرْ?
لمـــا نـــزلتم فـــي الــثرى تــاهت عــلى الشــهب القبــورْ
عصــــر العبـــاقِرةِ النجـــو مِ بنـــوره تمشـــي العصــورْ

نَكْبَةُ دِمَشْق

ســلامٌ مــن صَبــا (بَرَدَى) أَرقُّ ودمــعٌ لا يُكَفْكَــفُ يــا دِمَشْــقُ
ومعـــذِرة اليَرَاعـــةِ والقــوافي جـلالُ الـرُّزْءِ عـن وَصْـفٍ يَـدِقُّ
وذكــرى عــن خواطرِهـا لقلبـي إِليـــكِ تلفُّـــتٌ أَبــدًا وخَــفْقُ
وبــي ممــا رَمَتْــكِ بـهِ الليـالي جراحــاتٌ لهـا فـي القلـب عُمْـقُ
دخــلتكِ والأَصيــلُ لــه ائـتلاقٌ ووجــهُك ضـاحكُ القسـماتِ طَلْـقُ
وتحــتَ جِنــانِك الأَنهـارُ تجـري ومِــــلْءُ رُبـــاك أَوراقٌ ووُرْقُ
وحــولي فتيــةٌ غُــرٌّ صِبــاحٌ لهــم فـي الفضـلِ غايـاتٌ وسَـبْقُ
عــلى لهــواتِهم شــعراءُ لُسْــنٌ وفــي أَعطــافِهم خُطبــاءُ شُـدْقُ
رُواةُ قصــائِدي, فــاعجبْ لشــعرٍ بكـــلِّ محلَّـــةٍ يَرْوِيــه خَــلْقُ
غَمــزتُ إِبــاءَهم حــتى تلظَّـتْ أُنــوفُ الأُسْــدِ واضطـرَم المَـدَقُّ
وضــجَّ مــن الشّـكيمةِ كـلُّ حُـرٍّ أَبِــيٍّ مــن أُمَيَّــةَ فيــه عِتْــقُ
لحاهـــا اللــهُ أَنبــاءً تــوالتْ عــلى سَــمْعِ الــوليِّ بمـا يَشُـقُّ
يُفصّلهـــا إِلــى الدنيــا بَرِيــدٌ ويُجْمِلُهــا إِلــى الآفــاق بَــرْقُ
تكــادُ لروعــةِ الأَحــداثِ فيهــا تُخـالُ مـن الخُرافـةِ وَهْـي صِـدْقُ
وقيــل: معــالمُ التــاريخ دُكَّــت وقيــل: أَصابهــا تلــفٌ وحَـرقُ
أًلسـتِ – دِمَشـقُ – للإِسـلام ظِـئْرًا ومُرْضِعَـــةُ الأُبُـــوَّةِ لا تُعَــقُّ?
صــلاَحُ الـدين; تـاجُك لـم يُجَـمَّل ولــم يُوسَــم بــأَزين منـه فَـرْقُ
وكـلُّ حضـارةٍ فـي الأَرض طـالتْ لهــا مـن سَـرْحِكِ العُلْـوِيِّ عِـرْقُ
سـماؤكِ مـن حُـلَى المـاضي كتـابٌ وأَرضُــك مـن حـلى التـاريخ رقُّ
بنيْــتِ الدولــةَ الكــبرى ومُلْكًــا غبـــارُ حضارتَيْـــه لا يُشَـــقُّ
لـــه بالشــامِ أَعــلامٌ وعُــرْسٌ بشــــائرُه بــــأَندلُسٍ تـــدَقُّ
ربـاعُ الخـلدِ – وَيْحَـكِ – ما دَهاها? أَحــقٌّ أَنهــا دَرَســتْ? أَحَــقُّ?
وهــل غُـرَفُ الجِنـانِ مُنضَّـداتٌ? وهــل لنعيمهــن كــأَمِس نَسْـقُ?
وأَيـن دُمَـى المقـاصِر مـن حِجـالٍ مُهَتَّكَــــةٍ, وأَســـتارٍ تُشَـــقُّ
بَــرزْنَ وفـي نواحـي الأَيْـكِ نـارٌ وخَــلفَ الأَيــكِ أَفــراخٌ تُــزَقُّ
إِذا رُمْــنَ الســلامةَ مــن طـريق أَتــتْ مــن دونـه للمـوت طُـرْق
بلَيْــــلٍ للقـــذائفِ والمنايـــا وراءَ ســمائِه خَــطْفٌ, وصَعْــقُ
إِذا عصــفَ الحــديدُ; احْـمَرَّ أُفْـقٌ عــلى جنباتِــه, واسْــوَدَّ أُفْــقُ
سَــلِي مَـنْ راعَ غِيـدَك بعـدَ وَهْـنٍ أَبيْــن فــؤادِه والصخــرِ فَـرْقُ?
وللمســـتعمرِين – وإِن أَلانـــوا – قلـــوبٌ كالحجـــارةِ, لا تَــرِقُّ
رمــاكِ بطَيْشِــه, ورمـى فرنسـا أَخـو حـربٍ, بـه صَلَـفٌ, وحُـمْقُ
إِذا مــا جــاءَه طُــلاَّبُ حَــقٍّ يقــول: عصابــةٌ خرجـوا وشَـقُّوا
دَمُ الثُّـــوارِ تعرفُـــه فرنســـا وتعلـــم أَنـــه نـــورٌ وحَــقُّ
جــرى فــي أَرضِهـا, فيـه حيـاةٌ كمُنْهَـــلِّ الســماءِ, وفيــه رزقُ
بـــلادٌ مـــاتَ فِتْيَتُهــا لِتحْيــا وزالـــوا دونَ قـــومِهمُ ليبقُــوا
وحُــرِّرَت الشــعوبُ عـلى قَناهـا فكــيف عــلى قناهــا تُسْـتَرَقُّ?
بنــى ســورِيَّةَ, اطَّرِحـوا الأَمـاني وأَلْقُــوا عنكــمُ الأَحــلامَ, أَلْقُـوا
فمِــنْ خُــدَعِ السياسـة أَن تُغَـرُّوا بأَلقـــاب الإِمـــارةِ وهْــيَ رِقُّ
وكــم صَيَـد بـدا لـك مـن ذليـل كمــا مـالت مـن المصلـوب عُنْـقُ
فُتُــوق الملـكِ تَحْـدُثُ ثـمّ تمضـى ولا يمضـــي لمخـــتلفِين فَتْــقُ
نَصَحْــتُ ونحــن مخــتلفون دارًا ولكــنْ كلُّنــا فــي الهـمِّ شـرقُ
ويجمعنـــا إِذا اخـــتلفت بــلادٌ بيــانٌ غــيرُ مخــتلفٍ ونُطْــقُ
وقفتــم بيــن مــوتٍ أَو حيــاةٍ فــإِن رمْتـم نعيـمَ الدهـر فاشْـقُوا
وللأَوطــانِ فــي دَمِ كــلِّ حُــرٍّ يَـــدٌ ســلفتْ وديْــنٌ مُســتحِقُّ
ومــن يَســقي ويَشــربُ بالمنايـا إِذا الأَحــرارُ لـم يُسـقَوا ويَسـقُوا?
ولا يبنـــي الممــالكَ كالضحايــا ولا يُـــدني الحــقوقَ ولا يُحِــقُّ
ففـــي القتــلى لأَجيــالٍ حيــاةٌ وفـي الأَسْـرَى فِـدًى لهمـو وعِتْـقُ
وللحريـــةِ الحـــمراءِ بـــابٌ بكـــلِّ يَـــدٍ مُضَرَّجَــةٍ يُــدَقُّ
جــزاكم ذو الجــلالِ بنـى دِمَشـقٍ وعــزُّ الشــرقِ أَوَّلُــهُ دِمَشْــقُ
نصــرتم يــومَ مِحنتــهِ أَخــاكم وكــلُّ أخٍ بنصــرِ أَخيــه حــقُّ
ومــا كــان الــدُّروزُ قَبِيـلَ شـرٍّ وإِن أُخِــذوا بمــا لــم يَسـتحِقُّوا
ولكـــنْ ذادَةٌ, وقُـــراةُ ضيــفٍ كينبــوعِ الصَّفــا خَشُــنوا ورَقُّـوا
لهــم جــبلٌ أَشــمُّ لــه شـعافٌ مـوارد فـي السـحاب الجُـونِ بُلْـقُ
لكـــلِّ لَبــوءَةٍ, ولكــلِّ شِــبْلٍ نِضـــالٌ دونَ غايتِـــه ورَشْــقُ
كــأَن مِــن السَّـمَوْءَلِ فيـه شـيئًا فكــلُّ جِهاتِــه شــرفٌ وخــلْقُ

عمر المختار

رَكَـزُوا رُفـاتَكَ فـي الرّمـال لِـواءَ يَســتنهضُ الـوادي صبـاحَ مَسـاءَ
يـا وَيْحَـهم! نصبـوا مَنـارًا مـن دمٍ تُوحِــي إِلـى جـيل الغـدِ البَغْضـاءَ
مـا ضـرَّ لـو جَـعلوا العَلاقَة في غدٍ بيــن الشــعوب مَــوَدَّةً وإِخـاءَ?
جُـرْحٌ يَصيـحُ عـلى المدَى, وضَحِيَّةٌ تتلمَّسُ الحريَّـــــةَ الحــــمراءَ
يأَيُّهــا الســيفُ المجــرَّدُ بـالفَلا يكسـو السـيوفَ عـلى الزمان مَضاءَ
تلــك الصحـارى غِمْـدُ كـلِّ مُهَنِّـدٍ أَبْــلَى فأَحســنَ فـي العـدوِّ بَـلاءَ
وقبــورُ مَـوْتَى مـن شـبابِ أُمَيَّـةٍ وكهــولِهم لــم يبْرَحُــوا أَحيـاءَ
لــو لاذَ بــالجوزاءِ منهـم معقِـل دخــلوا عــلى أَبراجِهـا الجـوزاءَ
فتحــوا الشَّــمالَ: سُـهولَهُ وجبالَـهُ وتوغَّلــوا, فاســتعمروا الخـضراءَ
وبَنَــوْا حضـارتَهم, فطَـاوَلَ ركنُهـا (دَارَ الســلامِ), و(جِــلَّقَ) الشَّـمّاءَ
خُـيِّرْتَ فـاخْتَرْتَ المبيـتَ على الطَّوَى لــم تَبْــنِ جاهًــا, أَو تَلُـمَّ ثَـراءَ
إِنَّ البطولــةَ أَن تمـوتَ مـن الظَّمـا ليس البطولـــةُ أَن تَعُــبَّ المــاءَ
إِفريقِيــا مَهْــدُ الأُســودِ ولَحْدُهـا ضجَّــتْ عليــكَ أَراجـلاً ونسـاءَ
والمسـلمون عـلى اخـتلافِ ديـارِهم لا يملِكـون مـعَ الـمُصَـابِ عَـزاءَ
والجاهليــةُ مــن وَراءِ قُبــورِهم يبكــون زَيْــدَ الخــيل والفَلْحـاءَ
فــي ذِمَّــة اللـهِ الكـريمِ وحفظِـه جَسَــدٌ (ببرْقة) وُسِّــدَ الصحــراءَ
لـم تُبْـقِ منـه رَحَـى الوقـائِع أَعظُمًا تَبْــلَى, ولــم تُبْـقِ الرِّمـاحُ دِمـاءَ
كَرُفــاتِ نَسْــرٍ أَو بَقِيَّــةِ ضَيْغَـمٍ باتـــا وراءَ السَّـــافياتِ هَبــاءَ
بطـلُ البَـداوةِ لـم يكـن يَغْـزو على "تَنْكٍ", ولــم يَـكُ يـركبُ الأَجـواءَ
لكــنْ أَخـو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِهـا وأَدَارَ مـــن أَعرافهــا الهيجــاءَ
لَبَّــى قضـاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ لــم تخْــشَ إِلاَّ للســماءِ قَضـاءَ
وافــاهُ مَرْفــوعَ الجــبينِ كأَنــه سُــقْراطُ جَــرَّ إِلـى القُضـاةِ رِداءَ
شَــيْخٌ تَمــالَكَ سِــنَّهُ لـم ينفجـرْ كـالطفل مـن خـوفِ العِقـابِ بُكـاءَ
وأَخــو أُمـورٍ عـاشَ فـي سَـرَّائها فتغـــيَّرَتْ, فتـــوقَّع الضَّــراءَ
الأُسْـدُ تـزأَرُ فـي الحـديدِ ولـن ترى فـي السِّـجنِ ضِرْغامًـا بكى اسْتِخْذاءَ
وأَتــى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْـلَ حَـديدِهِ أَسَـــدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّــةً رَقْطــاءَ
عَضَّــتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلـم يَنُـؤْ ومَشَــتْ بهَيْكلــه السّــنون فنـاءَ
تِسْـعُونَ لـو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ شـاهقٍ لترجَّـــلَتْ هَضَباتُـــه إِعيـــاءَ
خَـفِيَتْ عـن القـاضي, وفات نَصِيبُها مــن رِفْــق جُــنْدٍ قـادةً نُبَـلاءَ
والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ عَــرَفَ الجُــدودَ, وأَدرَكَ الآبــاءَ
دفعــوا إِلـى الجـلاَّدِ أَغلَـبَ مـاجدًا يأْسُــو الجِـراحَ, ويُطلِـق الأُسَـراءَ
ويُشــاطرُ الأَقــرانَ ذُخْـرَ سِـلاحِهِ ويَصُــفُّ حَــوْلَ خِوانِـه الأَعـداءَ
وتخــيَّروا الحــبلَ المَهيــنَ مَنيّـةً للَّيْــثِ يلفِــظ حَوْلَــهُ الحَوْبــاءَ
حَـرموا الممـاتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْـلاءَ
إِنـي رأَيـتُ يَـدَ الحضـارةِ أُولِعَـتْ بـــالحقِّ هَدْمــا تــارةً وبِنــاءَ
شـرَعَتْ حُـقوقَ النـاسِ فـي أَوطانِهم إِلاَّ أُبـــاةَ الضَّيْـــمِ والضُّعَفــاءَ
يــا أَيُّهَـا الشـعبُ القـريبُ, أَسـامعٌ فـأَصوغَ فـي عُمَـرَ الشَّـهِيدِ رِثاءَ?
أَم أَلْجَـمَتْ فـاكَ الخُـطوبُ وحَـرَّمت أُذنَيْــكَ حـينَ تُخـاطِبُ الإِصْغـاءَ?
ذهــب الـزعيمُ وأَنـتَ بـاقٍ خـالدٌ فــانقُد رِجـالَك, واخْـتَرِ الزُّعَمـاءَ
وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكـاليفِ الـوَغَى واحْــمِلْ عــلى فِتْيـانِكَ الأَعْبـاءَ

أبو الهول

أَبــا الهَـوْلِ, طـالَ عليـكَ العُصُـرْ وبُلِّغْـتَ فـي الأَرْضِ أَقصـى العُمُـرْ
فيــا لِـدةَ الدَّهـرِ, لا الدّهـرُ شَـــ ــــبَّ, ولا أَنت جاوزتَ حدّ الصِّغَرْ
إِلامَ ركـــوبُكَ متـــنَ الرمـــا لِ لِطَـيِّ الأَصيـلِ وَجَـوْبِ السّـحَرْ?
تُســـافر منتقــلاً فــي القــرو نِ, فأَيّــان تُلْقــي غُبـارَ السَّـفرْ?
أَبينـــكَ عَهْـــدٌ وبيــن الجبــا لِ, تـزولان فـي الموعـدِ المنتظـرْ?
أَبــا الهــولِ, مــاذا وراءَ البقـا ءِ – إِذا مـا تطـاولَ – غيرُ الضَّجَرْ?
عجــبْتُ لِلُقمــانَ فــي حِرصِــه عـــلى لُبَــدٍ والنُّســورِ الأُخَــرْ
وشــكوى لَبِيــدٍ لطــولِ الحيــا ةِ, ولــو لـم تَطُـلْ لتَشـكَّى القِصَـرْ
ولــو وُجِــدَتْ فيـكَ يـابنَ الصَّفـا ةِ لحِـــقْتَ بِصـــانِعكَ المقتــدِرْ
فــإِن الحيــاةَ تفُــلُّ الحــديــ ــــدَ إِذا لبِسَــتْهُ, وتُبْـلي الحجَـرْ
أَبـا الهـولِ, مـا أَنـتَ فـي المُعضِلا تِ? لقـد ضلَّـت السُّـبْلَ فيـكَ الفِكَرْ!
تحـــيَّرَتِ البــدْوُ مــاذا تكــو نُ? وضلَّـتْ بِـوادي الظنـونِ الحَضَرْ
فكــنتَ لهــم صــورةَ العُنْفُــوا نِ, وكــنتَ مِثـالَ الحِجَـى والبصـرْ
وسِـــرُّكَ فــي حُجْبِــه كلمــا أَطلَّــتْ عليــه الظنــونُ اســتترْ
ومــا راعهــم غـيرُ رأْسِ الرجـا لِ عــلى هيكـلٍ مـن ذوات الظُّفُـرْ
ولــو صُـوِّروا مـن نواحـي الطِّبـا ع تَوالَــوْا عليــكَ سِـباعَ الصُّـوَرْ
فيـارُبَّ وجـهٍ كصـافي النَّمِـيــــ ـــــرِ تشــابَهَ حامِلُـه والنَّمِـرْ
أَبــا الهــولِ وَيْحَــكَ لا يُسـتَقَلـ لُ مــع الدهــرِ شـيءٌ ولا يُحـتقَرْ
تهــزّأْتَ دهــرًا بِــدِيكِ الصبــا حِ فنقَّـــرَ عينيــك فيمــا نقَــرْ
أَسَــال البيــاضَ, وسَــلَّ السَّـوَادَ وأَوْغــلَ مِنقــارُه فــي الحُــفَرْ
فعُـــدْتَ كــأَنك ذو المَحْبِسَــيْــ ـــنِ, قطيـعَ القيـامِ, سَـلِيبَ البصَرْ
كــأَنّ الرّمــالَ عَــلَى جـانِبَيْــ ــــكَ وبيـن يَـدَيكَ ذنـوبُ البشَرْ
كـــأَنك فيهــا لــواءُ الفضــا ءِ عــلى الأَرضِ, أَو دَيدَبَـانُ القـدَرْ
كــأَنكَ صــاحبُ رمــلٍ يَــرى خَبايــا الغيــوبِ خِــلال السَّـطَرْ
أَبــا الهــول, أَنـت نـديمُ, الزمـا نِ, نَجِــيُّ الأَوانِ, سَــمِيرُ العُصُـرْ
بسَـــطْتَ ذراعيْـــكَ مـــن آدمٍ وولَّيــتَ وجــهَكَ شَــطرَ الزُّمَـرْ
تُطِـــلُّ عــلى عــالَمٍ يســتهِلـ لُ وتُــوفِي عــلى عـالَمٍ يُحْـتَضَرْ

@ديـــــوان الشاعر خــالــد المريــخــي@ 2024.

حبيت اشارك بالدواوين بشاعر طلما تالق في سماء الشعر

والمحبوب عند الكثير من الناس

اقدم لكم قصائد للشاعر خالد المريخي واتمنى

ان تعجبكم

——————————————————————————-

يا اللي تطالع

يا للي تطالع وكنك ما تطالعني ii"

" نظرتك هذي حبيبي لا iiتكررها

صحيح شاطر ولكن صعب تخدعني "

" أنا على الطاير افهمها iiواطيرها

أنا مزاجي واطيع اللي يطاوعني ii"

" ان كان لي خلق أمررها iiأمررها

اسمع كلامي إذا ودك تولعني ii"

" سعادتي خلها همك iiودورها

ابنصحك قوم خل عنادك وطعني ii"

" وتعال نطوي الليالي iiونتذكرها

وسمعني اللي كتبته فيك سمعني ii"

" والكلمة اللي تشكل معك iiغيرها

بلسانك الشعر لو تكسر يمتعني ii"

" كسر يا بخت البيوت اللي iiتكسرها

ابي الردود اذا اعجبكم

تحياتي لكم,,,,,,

اخوكم حالة حــب

*همسه*

في صباح اليوم 000

000بعد ماشع الضيا000

يوم شفت العشب الأخضر والحيا000

000حسيت ان الدنيا مازالت بخير0000

000وباقي فيها مايسر الناظرين0000

واسترحت وصرت فرحان وسعيد0000

بعد ماكنت التبست الياس 000

لكن بعد اللي شفته 000

حسيت ان الدنيا مازالت بخير000

الدنيا مازالت بخير00000

*هذا بلا ابوك يا عقاب*

يا ناس خلّوني معه وإتركوني ii"

" محدٍ معوّضني غيابه إلا iiغاب

أغليه بس شلون لا تسألوني ii"

" الحب من ربي يجي ماله iiأسباب

شوفوه بعيوني قبل تعذلوني ii"

" شوفوا حبيبي ماهو بمثل الاحباب

ترضون ولا كيفكم تزعلوني ii"

" أنا حبيبي سيد تلعات iiالارقاب

مافيه مثله بالبشر صدقوني ii"

" مزيون متواضع وطيب iiوجذّاب

يقول بس الزين فيني عيوني ii"

" وأقول أنا ذا بلا بوك iiياعقاب

*ما بين بعينك*

ما بيّن بعينك على كثر ما جاك ii"

" لا واحسافة ليتني ما iiعطيتك

تخطي وأعذرك وأتحمل خطاياك ii"

" هويت غلطاتك كثر ما iiهويتك

ضحيت بالدنيا علشان دنياك ii"

" خليت كل اللي يبيني iiوجيتك

كنت بعيوني وين ما أطالع ألقاك "

" حتى لو غمضت عيني iiلقيتك

من كثر ما أحبك وأقدرك واهواك ii"

"ما أذكر اني في حياتي iiعصيتك

ولا فاد كل اللي أسويه وياك ii"

" أتعبت قلبي ليتك تحس iiليتك

والحين روح أرجوك ساعدني أنساك "

" لا تجي حتى لو اني iiبغيتك

وان مر في بالي بقايا لذ**** ii"

" بحاول أنساها مثل ما iiنسيتك

*فمان الله*

فمان الله يا أغلى ماسكن قلبي فمان iiالله"

" فمان الله من شخص أظنك صعب iiتنسينه

فمان الله يا أول حب عاشه خالد iiبدنياه"

" عرفك زين وأنت يابعد عمره iiتعرفينه

أجل يومه طفل من غيرك اللي ضمه iiورباه"

" أجل من تعّبك ليما كبر وأنت iiتربينه

أجل من قال : خل نفسك عزيزه والهوان أجفاه"

" توصينه على العز وعلى الفزعه iiتوصينه

أجل من دلّله واغلى غروره حيل يوم iiأغلاه"

" تهنينه إلى من صاب واليا اخطا iiتعذرينه

أجل ياكويت من غيرك خذا بيده ومن iiخلاه"

" يكافح لين يلمس أبعد النجمات iiبيدينه

أجل من شجعه يومه قصد غيرك وقال iiالله"

" حفظتي كل شعره من كثر مانت iiتحبينه

يا أم الخير مامثلك مثيل ولا أظن iiاشباه"

" عزيزه دار عز ومن نوى عزك iiتعزينه

فقير الجاه لامن صار وسطك صار عنده iiجاه"

" وفقير المال لامن قاربك والله ال iiتغنينه

انا ياكويت من حشمه ترابك ما احب iiآطاه"

" أحسه طاهر والطاهر إلى من دسته iiتهينه

أنا توي دريت إن المفارق كايده iiبلواه"

" وعرفت ان المفارق ينعذر لادمّعت iiعينه

ديوان الشاعر يزيد بن معاوية 2024.

يزيد بن معاوية ( 25 – 64 هـ الموافق 645 – 683 م )، ولد بالماطرون، ونشأ في دمشق. هو ابن الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان، وفي الترتيب الزمني للخلافة يعتبر سادس خلفاء المسلمين وثاني خلفاء بني أمية، وقد حكم لمدة اربع سنوات كانت من أكثر الفترات تأثيراً في التاريخ الأسلامي. ولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 60 هـ.

توفي يزيد بن معاوية بسبب مرض الطاعون، و تخلى ابنه معاوية عن حقه في الحكم. وكان ولداه معاوية بن يزيد و خالد بن يزيد صالحين عالمين. توفي بجوارين من أرض حمص. يُنسب له شعر رقيق. وإليه ينسب نهر يزيد في دمشق.

ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْـرٍ وَغَنِّنِـي

ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْـرٍ وَغَنِّنِـي
بِذِكْـرِ سُلَيْمَـى وَالرَّبَـابِ وَتَنَعُّـمِ
وَإيَّـاكَ ذِكْـرَ العَـامِـرِيَّـةِ إِنَّنِـي
أَغَـارُ عَلَيْـهَا مِـنْ فَـمِ المُتَكَلِّـمِ
أَغَـارُ عَلَـى أَعْطَافِهَـا مِنْ ثِيَابِهَـا
ِذَا لَبَسَتْـهَا فَـوقَ جِسْـمٍ مَنَعَّـمِ
وَأَحْسُـدُ كَاسَـاتٍ تُقَبِّـلُ ثَغْرَهَـا
إِذَا وَضَعَتْهَا مَوْضِعَ اللَّثْـمِ فِي الفَـمِ

إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ

إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ أَبْـرَزَتْ
لَنَا مَبْسَماً عَذْبـاً وَجِيـداً مُطَوَّقَـا
كَـأَنَّ غُلامـاً كَاتِبـاً ذَا بَرَاعَـةٍ
تَعَمَّـدَ نُونَـي حَاجِبَيْـهَا فَعَرَّقَـا
وَأَحقَافَ رَمْـلٍ جَاذَبَتْـهَا وَهَـزَّةً
عَرَتْهَا كَمَا هَزَّ الصَّبَا غُصْـن النَّقَـا
أَتَتْ تَتَهَادَى كَالقَضِيـبِ فَقَبَّلَـتْ
يَدِي غَلَطاً مِنْـهَا فَقَبَّلْـتُ مَفْرقَـا
وَبَاتَتْ يَدِي طَوقاً لَهَـا وابْتِسَامُهَـا
يُرينِي شعَاعاً آخِـرَ اللَّيـلِ مُشْرِقَـا
فَلَمْ أَرَ بَدْراً طَالِعـاً قَبْـلَ وَجْهِهَـا
وَلاَ مَيِّتاً قَبْلِـي مِنَ البَيْـنِ أَشْفَقَـا

جَاءَ البَرِيـدُ بِقرطـاسٍ

جَاءَ البَرِيـدُ بِقرطـاسٍ يَخـبُّ بِـهِ
فَأَوجسَ القَلبُ مِنْ قِرطَاسـهِ فَزعَـا
قُلنَا: لَكَ الوَيلُ، مَاذَا فِي صَحِيفَتكُم ؟
قَالُوا : الخَلِيفةُ أَمسَـى مُثْبَتـاً وَجِعَـا
مَادَتْ بِنَا الأَرض أَوْ كَادَتْ تَمِيدُ بِنَـا
كَأَنَّ مَـا عَـزَّ مِنْ أَركَانِهَـا انْقَلَعَـا
ثُمَّ انْبَعَثنَـا إلـى خـوصٍ مُضَمَّـرَةٍ
نَرمِي الفِجَاجَ بِهَا مَا نَأتَلِـي سرعَـا
فَمَـا نُبَـالِـي إِذْ بَلَّغـنَ أَرجلنَـا
مَا مَاتَ مِنهـنَّ بالمَرمَـاتِ أَوْ طَلعَـا
مَنْ لَمْ تَزلْ نَفسُه تُوفِي عَلَى شَـرفٍ
توشِكْ مَقَادِيرُ تِلكَ النَّفسِ أَنْ تَقَعَـا
لَمَّا وَرَدْتُ وَبَـاب القَصْـرِ مُنْطَبـقٌ
لِصَوْتِ رَمْلَةَ هُدَّ القَّلـبُ فَانصَدَعَـا
ثُمَّ ارْعَوى القَلبُ شَيْئاً بَعـدَ طِيرَتِـهِ
والنَّفْسُ تَعْلَمُ أَنْ قَـدْ أثْبَتَـتْ جَزَعَـا
أَودَى ابنُ هِندٍ وَأَودَى المَجـدُ يَتبَعُـهُ
كَانَا جَمِيعاً خَلِيـطاً سَالِميـنَ مَعـاً
أَغَرُّ أَبلَـجُ يُستَسْقَـى الغَمَـامُ بِـهِ
لَوْ قَارعَ النَّاسَ عَنْ أَحْلامهـمْ قَرَعَـا
لاَ يَرقَعُ النَّاسُ مَا أَوهَى وإِنْ جَهَـدُوا
أَنْ يَرقعُـوه وَلاَ يوهـونَ مَـا رَقَعَـا

جَاءَتْ بِوَجْـهٍ كَأَنَّ البَـدْرَ بَرْقَعَـهُ

جَاءَتْ بِوَجْـهٍ كَأَنَّ البَـدْرَ بَرْقَعَـهُ
نُوراً عَلَى مَائِسٍ كالغُصْـنِ مُعْتـدِلِ
إحْدى يَدَيْها تُعاطينِـي مْشَعْشَعـةً
كَخَدِّها عَصْفَرَتْهُ صبْغَـةُ الخَجَـلِ
ثُمَّ اسْتَبَدَّتْ وقالَتْ وهْـيَ عالِمَـة
بِمَا تَقُولُ وشَمْـسُ الرَّاحِ لَمْ تَفِـلِ
لاَ تَرْحَلَنَّ فَمَا أَبْقَيْـتَ مِنْ جَلَـدِي
مَا أَستَطِيـعُ بِـهِ تَودِيـعَ مُرْتَحِـلِ
وَلاَ مِنَ النَّومِ مَا أَلقَـى الخَيَـالَ بِـهِ
وَلاَ مِنَ الدَّمْعِ مَا أَبْكِـي عَلَى الطَّلَـلِ

من اشعار الزير سالم 2024.

ارجو ان ينا اعجابكم

أثبـتُّ مـرة َ وَ السيـوفُ شواهـرٌوَ صرفـتُ مقدمهـا إلـى هـمـامِ
وَ بنـي لجيـمٍ قـدْ وطأنـا وطــأة ًبالخيـل خارجـة ً عــنِ الأوهــامِ
وَرَجَعْنَا نجتنئ الْقَنَـا فِـي ضُمَّـرٍمثـلِ الذئـابِ سريـعـة ِ الإقــدامِ
وَسَقَيْتُ تَيْمَ الـلاَّتِ كَأْسـاً مُـرَّة ًكَالـنَّـارِ شُــبَّ وَقُـودُهَـا بَـضِـرَامِ
وَ بيوتَ قيـسٍ قـدْ وطأنـا وطـأة ًفتركنـا قيسـاً غـيـرَ ذات مـقـامِ
وَ لقدْ قتلتُ الشعثميـنِ وَ مالكـاًوابْـنَ المُـسَـوَّرِ وابْــنَ ذَاتِ دَوَامِ
وَ لقدْ خبطتُّ بيوتَ يشكرَ خبطةًأَخْوَالُـنَـا وَهُــمُ بَـنُــو الأَعْـمَــامِ
لَيْسَـتْ بِرَاجِـعـة ٍ لَـهُـمْ أَيَامُـهُـمْحَتَّـى تَــزُولَ شَـوَامِـخُ الأَعْــلاَمِ
قتـلـوا كليـبـاً ثــمَّ قـالـوا أرتـعـواكـذبـوا وَ ربَّ الـحــلَّ وَ الإحـــرامِ
حـتـى تـلـفَّ كتـيـبـة ٌ بكتـيـبـة ٍوَ يـحـلَّ أصــرامٌ عـلـى أصـــرامِ
وَ تقـومَ ربـاتُ الخـدورِ حـواسـراًيمسحـنَ عـرضَ تمائـمِ الأيتـامِ
حَتَّـى نَـرَى غُــرَراً تُـجَـرُّ وَجُـمَّـةً وَ عظامَ رؤسٍ هشمتْ بعظـامِ
حَتَّى يَعَضَّ الشَّيْخُ مِنْ حَسَراتِهِممـا يـرى جزعـاً علـى الإبهـامِ
وَلَقَدْ تَرَكْنَا الْخَيْلَ فِـي عَرَصَاتِهـاكالطيـرِ فــوقَ معـالـمِ الأجــرامِ
فَقَضَيْـنَ دَيْنَـاً كُــنَّ قَــدْ ضُمِّـنَّـهُبعـزائـمٍ غـلـبِ الـرقـابِ ســوامِ
مـنْ خيـلِ تغلـبَ عـزة ً وَ تكرمـاً مـثـلَ اللـيـوثِ بسـاحـة ِ الآنــامِ

أَخٌ وَحَرِيـمٌ سَيِّـئ إنْ قَطَعْـتَـهُفَقَطْعُ سُعُودٍ هَدْمُهَا لَكَ هَادِمُ
وقفتَ على ثنتينِ إحداهما دمٌوَأُخْرَى بِهَـا مِنَّـا تُحَـزُّ الغَلاَصِـمُ
فما أنتَ إلاَّ بينَ هاتينِ غائـصٌوَكِلْتَاهُمَا بَحْرٌ وَذُو الْغَـيِّ نَـادِمُ
فمنقصة ٌ فـي هـذهِ وَ مذلـة ٌوَ شــــرٌّ بـيـنـكــمْ مـتـفـاقــمُ
وَ كـلُّ حميـمٍ أو أخٍ ذي قرابـة ٍلَكَ الْيَوْمَ حَتَّى آخِرِ الدَّهْرِ لاَئِـمُ
فأخرْ فإنَّ الشـرَّ يحسـنُ آخـراًوَقَدِّمْ فَـإنَّ الْحُـرَّ لِلْغَيْـظ كَاظِـمُ

أَكْثَـرتُ قَتْـلَ بَنِـي بَكْـرٍ بِرَبِّـهِـمِحَتَّى بَكَيْتُ وَمَا يَبْكِي لَهُمْ أَحَدُ
آلَيْـتُ بِاللَّـهِ لاَ أَرْضَـى بِقَتْلِـهِـمحَتَّى أُبَهْرِجَ بَكْـراً أَيْنَمَـا وُجِـدُوا

أليلتـنـا بــذي حـسـمٍ أنـيــريإذا أنـتِ انقضيـتِ فـلاَ تـحـوري
فـإنْ يـكُ بالذنائـبِ طـالَ ليلـيفقدْ أبكـي مـنَ الليـلِ القصيـرِ
وَأَنْقَذَنِـي بَيَـاضُ الصُّبْـحِ مِنْـهَـالقـدْ أنـقـذتُ مــنْ شــرًّ كبـيـرِ
كــأنَّ كـواكـبَ الـجـوزاءِ عـــودٌمُعَطَّـفَـة ٌ عَـلَـى رَبْــعٍ كَسِـيـرٍ
كــأنَّ الفرقـديـنِ يــدا بـغـيـضٍأَلَــحَّ عَـلَـى إَفَاضَـتِـهِ قَمِـيـرِي
أرقتُ وَ صاحبي بجنوبِ شعبٍلبـرقٍ فـي تهامـة َ مستطـيـرِ
فَلَـوْ نُبِـشَ المَقَابِـرُ عَـنْ كُلَيْـبٍفـيـعـلـمَ بـالـذنـائـبِ أيُّ زيــــرِ
بِـيَـوْمِ الشَّعْثَمَـيْـنِ أَقَــرَّ عَـيْـنـاًوَكَيْـفَ لِقَـاء مَـنْ تَحْـتَ الْقُـبُـورِ
وَ أنــي قــدْ تـركـتُ بـــوارداتٍبُجَـيْـراً فِــي دَمٍ مِـثْـلِ الْعَبِـيـرِ
هَتَكْـتُ بِـهِ بُيُـوتَ بَـنِـي عُـبَـادٍوَبَعْضُ الغَشْمِ أَشْفَى لِلصُّدُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ يُوفَى مِنْ كُلَيْبٍإذا بـــرزتْ مـخـبـأة ُ الــخــدورِ
وَهَمَّـامَ بْـنَ مُــرَّة َ قَــدْ تَرَكْـنَـاعليهِ القشعمـانِ مـنَ النسـورِ
يـنـوءُ بـصـدرهِ وَ الـرمـحُ فـيــهِوَيَـخْـلُـجُـهُ خَــــدَبٌ كَـالْـبَـعِـيـرِ
قَتِيـلٌ مَـا قَتِيـلُ الـمَـرْءِ عَـمْـروٌوَجَسَّـاسُ بْـنُ مُـرَّة َ ذُو ضَرِيـرِ
كَـأَنَّ التَّـابِـعَ المِسْكِـيـنَ فِيْـهَـاأَجِـيـرٌ فِــي حُـدَابَــاتِ الْـوَقِـيـرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِـنْ كُلَيْـبٍإِذَا خَـافَ المُـغَـارُ مِــنَ الْمُغِـيـرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِـنْ كُلَيْـبٍإِذَا طُـرِدَ اليَتِـيـمُ عَــنِ الْـجَـزُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِـنْ كُلَيْـبٍإذا مـا ضيـمَ جــارُ المستجـيـرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِـنْ كُلَيْـبٍإذا ضـاقـتْ رحيـبـاتُ الـصــدورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِـنْ كُلَيْـبٍ إِذَا خَـافَ المَخُـوفُ مِـنَ الثُّغُـورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِـنْ كُلَيْـبٍإِذا طَـالَـتْ مُـقَـاسَـاة ُ الأُمُـــورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِـنْ كُلَيْـبٍإِذَا هَــبَّــتْ رِيَــــاحُ الـزَّمْـهَـرِيـرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِـنْ كُلَيْـبٍإِذَا وَثَـبَ المُثَـارُ عَـلَـى المُثِـيـرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِـنْ كُلَيْـبٍإِذَا عَجَـزَ الغَـنِـيُّ عَــنِ الْفَقِـيـرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِـنْ كُلَيْـبٍإِذَا هَـتَـفَ الـمُـثَـوبُ بِالْعَـشِـيـرِ
تسائلنـي أميمـة ُ عــنْ أبيـهـاوَمَا تَـدْرِي أُمَيْمَـة ُ عَـنْ ضَمِيـرِ
فـلاَ وَ أبـي أميمـة َ مــا أبـوهـامَـنَ النَّـعَـمِ المُـؤَثَّـلِ وَالْـجَـزُورِ
وَ لكـنـا طـعـنـا الـقــومَ طـعـنـاًعلـى الأثبـاجِ منهـمْ وَ النـحـورِ
نَكُـبُّ الْقَـومَ لِلأذْقَـانِ صَـرْعَـىوَنَـأْخُــذُ بِالـتَّـرَائِـبِ وَالــصُّــدُورِ
فَلَوْلاَ الرِّيْحُ أُسْمِـعُ مَـنْ بِحُجْـرٍصليـلَ البيـضِ تـقـرعُ بالـذكـورِ
فِدى ً لِبَنِي شَقِيقَة َ يَوْمَ جَاءُواكاسدِ الغابِ لجـتْ فـي الزئيـرِ
غـــداة َ كـأنـنـا وَ بـنــي أبـيـنـابجـنـبِ عـنـيـزة رحـيــا مـديــرِ
كَأَنَّ الْجَدْيَ جَـدْيَ بَنَـاتِ نَعْـشٍيكـبُّ علـى اليديـنِ بمستـديـرِ
وَتَخْبُو الشُّعْرَيَـانِ إِلَـى سُهَيْـلٍيَـلُـوحُ كَقُـمَّـة ِ الْجَـبَـلِ الْكَبِـيـرِ
وَكَـانُـوا قَوْمَـنَـا فَبَـغَـوْا عَلَـيْـنَـافَـقَـدْ لاَقَـاهُـمُ لَـفَـحٌ السَّـعِـيـرِ
تظـلُّ الطـيـرُ عاكـفـة ً عليـهـمْكــأنَّ الخـيـلَ تنـضـحُ بالعـبـيـرِ

إنَّ تَحْتَ الأَحْجَارِ حَزْماً وَعَزْمَـاوَقَتِـيـلاً مِــنَ الأَرَاقِــمِ كَـهْــلاَ
قَتَلَتْـهُ ذُهْـلٌ فَلَـسْـتُ بِــرَاضٍأَوْ نُبِيـدَ الْحَيَّيْـنِ قَيْسـاً وَذُهْـلاَ
وَ يطيـرَ الحريـقُ مـنـا شــراراًفينـالَ الشـرارُ قيسـاً وَ ذهـلاَ
قَــدْ قَتَلْـنَـا بِــهِ وَلاَ ثَــأْرَ فِـيـهِأَوْ تَعُمَّ السُّيُـوفُ شَيْبَـانَ قَتْـلاَ
ذهـبَ الصلـح أوْ تـردوا كليـبـاًأَوْ تَحُلُّوا عَلَى الْحُكُومَـة ِ حَـلاَّ
ذهـبَ الصلـحُ أوْ تـردوا كليـبـاًأَوْ أُذِيـقَ الْغَـدَاة َ شَيْبَـانَ ثُكْـلاَ
ذهـبَ الصلـحُ أوْ تـردوا كليـبـاًأوْ تـنـالَ الـعـداة ُ هـونــاً وَ ذلاَّ
ذهـبَ الصلـحُ أوْ تـردوا كليـبـاًأَوْ تَذُوقُـوا الـوَبَـالَ وِرْداً وَنَـهْـلاَ
ذهـبَ الصلـحُ أوْ تـردوا كليـبـاًأوْ تميلـوا عـنِ الحلائـلِ عــزلاَ
أَوْ أَرَى الْقَتْلَ قَدْ تَقَاضَى رِجالاًلَمْ يَميلوُا عَنِ السَّفاهَة ِ جَهْلاً
إن تحت الأحجار والتـرب منـهلَدَفـيـنـاً عَـــلاَ عَـــلاَءً وَجَــــلاً
عــزَّ وَ اللهِ يــا كـلـيـبُ علـيـنـاأَنْ تَرَى هَامَتِي دِهَانـاً وَكُحْـلاً

(2)

أن في الصدر مـن كُلَيْـب شجونـاهَاجِـسَـاتٍ نَـكَـأْنَ مِـنْـهُ الْجِـرَاحَـا
أَنْكَـرَتْـنِـي حَلِـيـلَـتِـي إذْ رَأَتْــنِــيكاسـفَ اللـونِ لاَ أطيـقُ المـزاحـا
وَلَـقَـدْ كُـنْــتُ إِذْ أُرَجِـــلُ رَأْسِـــيمـا أبـالـي الإفـسـادَ وَ الإصـلاحـا
بئسَ منْ عاشَ في الحياة ِ شقياكـاسـفَ الـلـونِ هـائـمـاً ملـتـاحـا
يَــا خَلِـيـلَـيَّ نَـادِيَــا لِـــي كُلَـيْـبـاًوَ اعـلـمـا أنـــهُ مــــلاقٍ كـفـاحــا
يَــا خَلِـيـلَـيَّ نَـادِيــا لِـــي كُلَـيْـبـاًوَاعْـلَـمَـا أَنَّـــهُ هَـائِـمــاً مُـلْـتَـاحَـا
يَــا خَلِـيـلَـيَّ نَـادِيَــا لِـــي كُلَـيْـبـاًقبـلَ أنْ تبـصـرَ العـيـونَ الصبـاحـا
لَـمْ نَـرَ النَّـاسَ مِثْلَنَـا يَــوْمَ سِـرْنَـانسـلـبُ المـلـكَ غــدوة ً وَ رواحــا
وَضَـرَبْـنَــا بِـمُـرْهَـفَــاتٍ عِــتَـــاقٍتـتـركُ الـهــدمَ فـوقـهـنَّ صـيـاحـا
تَـــرَكَ الــــدَّارَ ضَـيْـفُـنَـا وَتَــوَلَّــىعَـــذَرَ الله ضَيْـفَـنَـا يَــــوْمَ رَاحَــــا
ذهــبَ الـدهـرُ بالسمـاحـة ِ مـنــايا أذى الدهرِ كيفَ ترضى الجماحا
ويـــحَ أمـــي وَ ويـحـهــا لـقـتـيـلٍمِــنْ بَـنِـي تَغْـلِـبٍ وَوَيْـحـاً وَوَاحَــا
يَـــا قَـتِـيـلاً نَـمَــاهُ فَـــرْعٌ كَـرِيــمٌفقدهُ قـدْ أشـابَ منـي المساحـا
كيفَ أسلـو عـنِ البكـاءِ وَ قومـيقَـدْ تَفَانَـوْا فَكَيْـفَ أَرْجُــو الْفَـلاَحَـا

أنادي بركبِ الموتِ للموتِ غلسوافـإنَّ تـلاعَ العـمـقِ بالـمـوتِ درتِ

أَنْكَحَهَـا فَقْدُهَـا الأَرَاقِـمَ فِــيجنـبٍ وَ كـانَ الخبـاءُ مــنْ أدمِ
لــوْ بـأبـا نـيـنِ جــاءَ يخطبـهـاضُـرِّجَ مَـا أَنْــفُ خَـاطِـبٍ بِــدَمِ
أصبحتُ لا منفسـاً أصبـتُ وَ لاَأُبْـتُ كَرِيمـاً حُــرّاً مِــنَ الـنَّـدَمِ
هـانَ علـى تغلـبَ بمـا لقـيـتْأختُ بني المالكينَ منْ جشمِ
لَيْـسُـوا بِأَكْفَـائِـنَـا الـكِــرَامِ وَلاَيغنـونَ مـنْ عيلـة ٍ وَ لاَ عــدم

إِنِّـي وَجَـدْتُ زُهَيْـراً فِــي مَآثِـرِهِـمْشِبْهَ اللُّيُوثِ إذَا اسْتَأْسَدْتَهُمْ أَسِدُوا

أَهَــاجَ قَـــذَاءَ عَـيْـنِـي الإِذِّكَـــارُهُــدُوّاً فَالـدُّمُـوعُ لَـهَــا انْـحِــدَارُ
وَصَــارَ اللَّـيْـلُ مُشْتَـمِـلاً عَلَيْـنَـاكــأنَّ اللـيـلَ لـيـسَ لـــهُ نـهــارُ
وَبِــتُّ أُرَاقِــبُ الْـجَـوْزَاءَ حَـتَّــىتـقـاربَ مـــنْ أوائـلـهـا انـحــدارُ
أُصَـرِّفُ مُقْلَتِـي فِـي إِثْـرِ قَــوْمٍتَبَايَـنَـتِ الْـبِــلاَدُ بِـهِــمْ فَـغَــارُوا
وَ أبـكـي وَ النـجـومُ مطـلـعـاتٌكـأنْ لـمْ تحوهـا عـنـي البـحـارُ
عَلَى مَـنْ لَـوْ نُعيـت وَكَـانَ حَيّـاًلَـقَـادَ الخَـيْـلَ يَحْجُبُـهَـا الـغُـبَـارُ
دَعَوْتُـكَ يَـا كُلَيْـبُ فَلَـمْ تُجِبْنِـيوَ كيـفَ يجيبـنـي البـلـدُ القـفـارُ
أجبـنـي يــا كلـيـبُ خـــلاكَ ذمٌّضنيـنـاتُ النـفـوسِ لـهـا مـــزارُ
أجبـنـي يــا كلـيـبُ خـــلاكَ ذمُّلـقـدْ فجـعـتْ بفـارسـهـا نـــزارُ
سقـاكَ الغيـثُ إنـكَ كنـت غيثـاًوَيُسْـراً حِيـنَ يُلْتَـمَـسُ الْيَـسَـارُ
أَبَــتْ عَيْـنَـايَ بَـعْـدَكَ أَنْ تَـكُـفَّـاكَـأَنَّ غَضَـا الْقَـتَـادِ لَـهَـا شِـفَـارُ
وَ إنـكَ كنـتَ تحلـمُ عـنْ رجــالٍوَ تعـفـو عنـهـمُ وَ لــكَ اقـتــدارُ
وَ تـمـنـعُ أنْ يمـسـهـمُ لـســانٌمخافـة َ مــنْ يجـيـرُ وَ لاَ يـجـارُ
وَكُنْـتُ أَعُـدُّ قُرْبِـي مِـنْـكَ رِبْـحـاًإِذَا مَــا عَـــدَّتِ الـرِّبْــحَ الـتِّـجَـارُ
فـلاَ تبعـدْ فكـلٌّ سـوفَ يلـقـىشَعُـوبـاً يَسْتَـدِيـرُ بِـهَـا الْـمَــدَارُ
يَعِيـشُ المَـرْءُ عِنْـدَ بَـنِـي أَبِـيـهِوَ يوشكُ أنْ يصيرَ بحيثُ صـاروا
أرى طـولَ الحيـاة ِ وّ قـدْ تولـىكَمَا قَدْ يُسْلَـبُ الشَّـيْءُ المُعَـارُ
كَأَنِّـي إذْ نَعَـى النَّـاعِـي كُلَيْـبـاًتطـايـرَ بـيـنَ جـنـبـيَّ الـشــرارُ
فدرتُ وّ قدْ عشيَ بصري عليهِكـمــا دارتْ بشـاربـهـا الـعـقـارُ
سألـتُ الـحـيَّ أيــنَ دفنتـمـوهُفَقَالُـوا لِـي بِسَفْـحِ الْـحَـيِّ دَارُ
فسـرتُ إليـهِ مـنْ بلـدي حثيثـاًوَطَــارَ الـنَّـوْمُ وَامْـتَـنَـعَ الـقَــرَارُ
وَحَـادَتْ نَاقَتِـي عَـنْ ظِـلِّ قَـبْـرٍثَــوَى فِـيـهِ المَـكَـارِمُ وَالْفَـخَـارُ
لـدى أوطــانِ أروعَ لــمْ يشـنـهُوَلَمْ يَحْدُثْ لَهُ فِـي النَّـاسِ عَـارُ
أَتَغْـدُوا يَـا كُلَيْـبُ مَـعِـي إِذَا مَــاجـبـانُ الـقــومِ أنـجــاهُ الـفــرارُ
أتغـدُوا يـا كليـب مـعـي إذا مــاخلوق القوم يشحذُهـا الشفـار
أقــولُ لتـغـلـبٍ وَ الـعــزُّ فـيـهـاأثـيــروهــا لـذلــكــمُ انـتــصــارُ
تتـابـعَ إخـوتـي وَ مـضـوا لأمــرٍعلـيـهِ تتـابـعَ الـقـومُ الـحـسـارُ
خذِ العهـدَ الأكيـدَ علـيَّ عمـريبتركـي كـلَّ مــا حــوتِ الـديـارُ
وَهَجْرِي الْغَانِيَاتِ وَشُرْبَ كَـأْسٍوَلُـبْـسِـي جُــبَّــة ً لاَتُـسْـتَـعَـارُ
وَ لستُ بخالعٍ درعي وَ سيفيإلــى أنْ يخـلـعَ الـلـيـلَ الـنـهـارُ
وإلاَّ أَنْ تَـبِـيــدَ سَــــرَاة ُ بَــكْـــرٍفَـــلاَ يَـبْـقَـى لَـهَــا أَبَـــداً أَثَـــارُ

بَــاتَ لَيْـلِـي بِالأَنْعَمَـيْـنِ طَـوِيـلاَأرقـبُ النجـمَ ساهـراً لـنْ يــزولاَ
كيـفَ أمــدي وَ لاَ يــزاولُ قتـيـلٌمِـنْ بَـنِـي وَائِــلٍ يُـنَـادِي قَتِـيـلاً
أزجـرُ العيـنَ أنْ تبـكـي الطـلـولاَإِنَّ فِي الصَّدْرِ مِـنْ كُلَيْـبٍ غَلِيـلا
إنَّ فِي الصَّدْرِ حَاجَة ً لَنْ تُقَضَّىمَا دَعَا فِـي الغُضُـونِ دَاعٍ هَدِيـلاَ
كيـفَ أنـسـاكَ يــا كلـيـبُ وَ لـمـاأَقْــضِ حُـزْنـاً يَنُـوبُـنِـي وَغَـلِـيـلاَ
أَيُّهَـا الْقَـلْـبُ أَنْـجِـزِ الْـيَـوْمَ نَحْـبـاًمِنْ بَنِي الحِصْنِ إذْ غَدَوْا وَذُخُولاَ
كَيْفَ يَبْكِي الطُّلُولَ مَنْ هُوَ رَهْنٌبطـعـانِ الأنـــامِ جـيــلاً فـجـيـلاَ
أَنْبَضُوا مَعْجِـسَ الْقِسِـيِّ وَأَبْـرَقْنـا كمـا توعـدُ الفحـولُ الفـحـولاَ
وَ صبرنـا تـحـتَ الـبـوارقِ حـتـى رَكَـدَتْ فيْـهِـمِ السُّـيُـوفُ طَـوِيـلاَ
لــمْ يطيـقـوا أنْ ينـزلـوا وَ نـزلـنـاوَأَخُو الْحَـرْبِ مَـنْ أَطَـاقَ النُّـزُولاَ

تَنَجَّـدَ حِلْفـاً آمِنـاً فَأُمِنْـتُـهُوإِنَّ جَدِيراً أَنْ يَكُونَ وَيَكْذِبا

جَــارَتْ بَـنُـو بَـكْـرٍ وَلَـــمْ يَـعْـدِلُـواوَالْمَرْءُ قَـدْ يَعْـرِفُ قَصْـدَ الطَّرِيـقْ
حَلَّـتْ رِكَـابُ الْبَـغْـيِ مِــن وَائِــلٍفي رهطِ جساسٍ ثقالِ الوسوقْ
يــا أيـهـا الجـانـي عـلـى قـومـهِمـا لـمْ يكـنْ كــانَ لــهُ بالخلـيـقْ
جـنـايـة ً لـــمْ يـــدرِ مـــا كنـهـهـاجَـانٍ وَلَـمْ يُـضـحِ لَـهَـا بِالْمُطِـيـقْ
كَــقَـــاذف يَـــوْمـــاً بــأَجْــرَامِــهِفي هوة ٍ ليـسَ لهـا مـنْ طريـقْ
منْ شاءَ ولى النفسَ في مهمة ٍضنـكٍ وَ لكـنْ مـنْ لـهُ بالمضيـقْ
إن ركــوبَ البـحـرِ مــا لــمْ يـكـنْذا مصـدرٍ مـنْ تهلـكـاتِ الغـريـقْ
لَيْـسَ لِمَـنْ لَـمْ يَعْـدُ فِــي بَغْـيِـهِعـدايــة تـخـريـقُ ريـــحٍ خـريــقْ
كَـمَــنْ تَـعَــدَّى بَـغْـيُــهُ قَــوْمَــهُطَــارَ إِلَــى رَبِّ الـلِّـوَاءِ الـخَـفُـوقْ
إلـى رئيـسِ النـاسِ وَ المرتـجـىلَعُـقْـدَة ِ الـشَّـدِّ وَرَتْــقِ الْـفُـتُـوقْ
مــنْ عـرفـتْ يــومَ خــزازى لــهُعُلَـيـا مَـعَـدٍّ عِـنْـدَ جَـبْـذِ الْـوُثُـوقْ
إذْ أقبـلـتْ حمـيـرُ فــي جمـعـهـاوَمَذْحِـجٌ كَالْـعَـارِضِ الْمُسْتَحِـيـقْ
وَ جـمـعُ هـمــدانَ لـهــم لـجـبـة ٌوَ رايــة ٌ تـهـوي هــويَّ الأنـــوفْ
فـقـلــدَ الأمــــرَ بــنـــو هــاجـــرٍمِنْهُـمْ رَئِيسـاً كَالْحُسَـامِ الْعَتِـيـقْ
مضـطـلـعـاً بــالأمــرِ يـسـمـولـهُفـي يـومِ لاَ يستـاغُ حلـقٌ بريـقْ
ذَاكَ وَقَـــدْ عَـــنَّ لَـهُــمْ عَـــارِضٌكجنـحِ ليـلٍ فـي سمـاء الـبـروقْ
تَـلْـمَــعُ لَــمْــعَ الـطَّـيْــرِ رَايَــاتُــهُعَـلَـى أَوَاذِي لُــجِّ بَـحْـرٍ عَـمِـيـقْ
فـــاحـــتـــلَّ أوزارهـــــــــمُ إزرهُبـرأيِ محـمـودٍ عليـهـمْ شفـيـقْ
وَقَـــدْ عَلَـتْـهُـمْ هَـفْــوَة ً هَـبْــوَة ٌذاتُ هـيــاجٍ كـلـهـيـبِ الـحـريــقْ
فانفرجـتْ عــنْ وجـهـهِ مسـفـراًمُنْبَلِـجـاً مِـثْـلِ انْـبِـلاَجِ الـشُّـرُوقْ
فـــذاكَ لاَ يـوفــي بــــهِ مـثـلــهُوَلَسْـتَ تَلْقـي مِثْلـه فـي فريـق
قُـــلْ لِـبَـنِــي ذُهْــــلٍ يَــرُدُّونَــهْأوْ يصـبـروا للصيـلـمِ الخنفـقـيـقْ
فَــقَــدْ تَـرَوَّيْـتُــمْ وَمَــــا ذُقْــتُـــمْتَوْبـيـلَـهُ فَـاعْـتَـرِفُـوا بـالْـمَــذُوقْ
أبـلـغْ بـنـي شيـبـانَ عـنـا فـقــدْأَضْرَمْـتُـمُ نِـيْـرَانَ حَــرْبٍ عَـقُــوقْ
لا يــرقــأ الــدهــرَ لــهــا عــاتــكٌإلاَّ عَـلَـى أَنْـفَـاسِ نَـجْـلاَ تَـفُــوقْ
ستحـمـلُ الـراكـبَ منـهـا عـلـىسيسـاءِ حدبيـرٍ مــنَ الشـرنـوقْ
أيُّ امــــريءٍ ضـرجـتــمُ ثــوبـــهُبِـعَـاتِـكٍ مِـــنْ دَمِـــهِ كَالْـخَـلُـوقْ
سَــيِّــدُ سَــــادَاتٍ إذَا ضَـمَّــهُــمْمُعْظَـمُ أَمْـرٍ يَـوْمَ بُــؤْسٍ وَضِـيـقْ
لَــمْ يَــكُ كَالسَّـيِّـدِ فِــي قَـوْمِــهِبــلْ مـلـكٌ ديــنَ لــهُ بالـحـقـوقْ
تنـفـرجُ الظـلـمـاءُ عـــنْ وجـهــهِكَاللَّيْـلِ وَلَّـى عَـنْ صَـدِيـحٍ أَنِـيـقْ
إنْ نحـنُ لـمْ نثـأرْ بــهِ فاشـحـذواشِفَـارَكُـمْ مِـنَّــا لَـحِــزِّ الْـحُـلُـوقْ
ذبـحـاً كـذبـحِ الـشـاة ِ لا تـتـقـيذابـحـهـا إلاَّ بـشـخــبِ الــعــروقْ
أَصْـبَـحَ مَـــا بَـيْــنَ بَـنِــي وَائِـــلٍمُنْقـطِـعَ الحَـبْـلِ بَعِـيـدَ الصَّـدِيـقْ
غــداً نـسـاقـي فاعـلـمـوا بـيــنأَرْمَاحَـنـا مِــنْ عَـاتـكٍ كَالـرَّحِـيـقْ
مـنْ كـلَّ مغـوارِ الضحـى بهمـة ٍشَمَرْدَلٍ مِنْ فَـوْقِ طِـرْفٍ عَتِيـقْ
سَعَـالِـيـاً تـحـمـل مِـــنْ تَـغْـلِــبٍأَشْـبَـاهَ جِــنٍّ كَلُـيُـوثِ الـطَّـرِيـقْ
لـيــسَ أخـوكــمْ تــاركــاً وتــــرهُدُونَ تَـقَـضِّـي وِتْـــرُهُ بِالـمُـفِـيـقْ

خلعَ الملوكَ وَ سارَ تحتَ لوائهِشجرُ العرى وَ عراعـرُ الأقـوام
إنَّـا لَنَضْـرِبُ بِالصَّـوَارِمِ هَامَـهَـا ضَـرْبَ الْقُـدَارِ نَقِيـعَـة َ الـقُـدَّامِ

دَعِينِي فَمَا فِي الْيَوْمِ مَصْحى ً لِشَارِبٍوَلاَ فِـي غَـدٍ مَـا أَقْـرَبَ الْيَـوْمَ مِـنْ غَــدِ
دَعِينِـي فَإِنِّـي فِـي سَمَادِيـرِ سَـكْـرَة ٍبـهـا جــلَّ هـمـي وَ استـبـانَ تـجـلـدي
فــإنْ يطـلـعِ الصـبـحُ المـنـيـرُ فـإنـنـيسَـأَغْــدُوا الْهُـوَيْـنَـا غَــيْــرَ وَانٍ مُــفَــرَّدِ
وً أصــبــحُ بــكــراً غــــارة ً صيـلـيـمـة ًيَـنَــالُ لَـظَـاهَـا كُـــلَّ شَــيْــخٍ وَأَمْــــرَدِ

(3)

رَمَـاكَ الـلَّـهُ مِــنْ بَـغْـلِبِمَشْحُـوذٍ مِــنَ النَّـبْـلِ
أمـــا تبلـغـنـي أهـلــكَم أوْ تبلـغـنـي أهـلــي
أكــلَّ الـدهـرِ مـركــوبٌءَ نَعْلُـو كُـلَّ ذِي فَـضْـلِ
وَقَـدْ قُلْـتُ وَلَـمْ أَعْــدِلْكلامـاً غـيـرَ ذي هــزلِ
ألاَ أبـلــغْ بـنــي بــكــرٍرجـالاً مـنْ بنـي ذهـلِ
وَ أبلـغْ سالـفـاً حـلـوىإِلَــى قَـارِعَـة ِ الـنَّـخْـلِ
بَـدَأْتُـمْ قَوْمَـكُـمْ بِالْـغَـدْرِ وَالْــعُــدْوَانِ وَالْـقَـتْــلِ
قَتَلْـتُـمْ سَـيِّـدَ الـنَّــاسِوَمَـنْ لَيْـسَ بِـذِي مِثْـلِ
وَقُلْـتُـمْ كُـفْــؤُهُ رِجْـــلٌوَ ليسَ الراسُ كالرجـلِ
وَ ليس الرجلُ الماجدُ ممـثـلَ الـرجــلِ الـنــذلِ
فَتًـى كَـانَ كَألْـفٍ مِــنْذَوِي الإِنْعَـامِ وَالْفَـضْـلِ
لقـدْ جئتـمْ بـهـا دهـمـاء كَالْحَيَّـة ِ فِـي الْجِـذْلِ
وَقَـدْ جِئْتُـمْ بِهَـا شَـعْـواءَ شَابَتْ مَفْرِقَ الطِّفْـلِ
وَ قــدْ كـنـتُ أخــا لـهـوٍفَاَصْبَحْـتُ أَخَــا شُـغْـلِ
ألاَ يــا عـاذلـي أقـصــرْلَـحَـاكَ الله مِــنْ عَــذْلِ
رجالٌ ليـسَ فـي حـرجٍلهـمْ مـثـلٌ وَ لاَ شـكـلِ
بـمـا قـــدمَ جـســاسٌلهمْ منْ سيـئِ الفعـلِ
سَأَجْزِي رَهْطَ جَسَّاسٍكَـحَـذْوِ النَّـعْـلِ بِالنَّـعْـلِ

سَأَمْضِي لَهُ قِدْماً وَلَوْ شَابَ فِي الَّذِيأَهِــمُّ بِـــهِ فِـيـمَـا صَـنَـعْـتُ الْـمَـقَـادِمُ
مـخـافـة َ قـــولٍ أنْ يـخـالــفَ فـعـلــهُ وَ أنْ يـهــدمَ الـعــزَّ المـشـيـدَ هــــادمُ

شَفَيْتُ نَفْسِي وَقَوْمِي من سَرَاتهمْيَـوْمَ الصِّعـاب وَوَادي حَارَبـى مــاسِ
مَنْ لم يكن قد شَفى نفساً بِقَتْلِهِـمْمني فذاقَ الـذي ذاقـوا مـن البـاسِ

طفلة ٌ مـا ابنـة ُ المجلـلِ بيضـاءُ لعـوبٌ لـذيـذة ٌ فــي العـنـاقِ
فاذهبـي مـا إلـيـكِ غـيـرُ بعـيـدٍلا يؤاتي العناقَ منْ في الوثاقِ
ضـربـتْ نحـرهـا إلــيَّ وَ قـالـتْيـا عديـاً لـقـدْ وقـتـكَ الأواقــي
ما أرجي في العيشِ بعدَ ندامـايَ أَرَاهُـمْ سُقُـوا بِكَـأْسِ حَـلاَقِ
بَـعْـدَ عَـمْــروٍ وَعَـامِــرٍ وَحـيِــيٍّوَرَبِيـعِ الصُّـدُوفِ وَابْنَـيْ عَـنَـاقِ
وَامْرِئِ الْقَيْسِ مَيِّـتٍ يَـوْمَ أَوْدَىثـمَّ خلـى علـيَّ ذاتِ العراقـي
وَكُلَيْـبٍ شُـمِّ الْفَـوَارِسِ إِذْ حُــمْمَ رَمَـــاهُ الْـكُـمَــاة ُ بِـالإتِّـفَــاقِ
إن تـحـت الاحـجـار جــدا وليـنـاًوَ خـصـيـمـاً ألــــدَّ ذا مــعــلاقِ
حَيَّـة ً فِـي الْوَجَـارِ أَرْبَـدَ لاَ تَــنْ فَـعُ مِـنْـهُ السَّلِـيـمَ نَفْـثَـة ُ رَاقِ
لَسْـتُ أَرْجُـو لَـذَّة َ الْعَـيْـشِ مَــاأَزَمَــتْ أَجْـــلاَدُ قَـــدٍّ بِـسَـاقِـي
جَلَّلُـونِـي جِـلْــدَ حَـــوْبٍ فَـقَــدْجَعَلُـوا نَفَسِـي عِـنْـدَ التَّـرَاقِـي

عجـبـتْ أبنـاؤنـا مـــن فعـلـنـاإذْ نَبيعُ الخَيْلَ بالمِعْزَى اللِّجابِ
عـلـمــوا أنَّ لـديـنــا عـقــبــةًغير ما قالَ صعيـرُ بـنُ كـلابِ
إنَّـمـا كَـانَـتْ بِـنَــا مَـوْصُـولَـة ًأكلُ الناسِ بهـا أحـرى النهـابِ

غنيتْ دارنا تهامة َ في الـده ر وَ فيهـا بـنـو مـعـدًّ حـلـولا
فَتَسَاقَوْا كَأْسَاً أُمِرَّتْ عَلَيْهِمْبَيْنَهُـمْ يَقْتُـلُ العَزِيـزُ الذَّلِـيـلا

فَجَاءُوا يُهْرَعُوْنَ وَهُمْ أُسَارَىيقودهم علـى رغـمِ الأنـوفِ

فقتلاً بتقتيـلٍ وَ عقـراً بعقركـمْ جَزَاءَ العُطاسِ لا يَمُوتُ مَنِ اثَّأَرْ

فقلتُ لهُ بؤْ بامـرئٍ لسـتَ مثلـهُ و إنْ كنت قنعاناً لمنْ يطلبُ الدما

قَتِيـلٌ مَــا قَتِـيـلُ الـمَـرْءِ عَـمْـروٍوَجَسّـاسٍ بْـنِ مُـرَّة َ ذِي صَرِيـمِ
أصـــابَ فـــؤادهُ بـأصــمَّ لــــدنٍفَلَمْ يَعْطِفْ هُنَـاكَ عَلَـى حَمِيـمِ
فَــإِنَّ غَــداً وَبَـعْـدَ غَـــدٍ لَـوَهْــنٌلأمــرٍ مـــا يـقــامُ لـــهُ عـظـيـمِ
جَسِيـمـاً مَــا بَكَـيْـتُ بِــهِ كُلَيْـبـاًإِذَا ذُكِـرَ الفِـعَـالُ مِــنَ الْجَسِـيـمِ
سأشربُ كأسها صرفاً وَ أسقيبِـكَـأْسٍ غَـيْـرِ مُنْـطِـقَـة ٍ مُـلِـيـمِ

كلُّ قتيلٍ في كليبٍ حُلامْحَتَّى يَنَالَ القَتْلُ آلَ هَمَّامْ

كُلَيْـبُ لاَ خَيْـرَ فـي الدُّنْيَـا وَمَـنْ فِيهَـاإنْ أنــتَ خليتـهـا فــي مــنْ يخلـيـهـا
كُـلَـيْـبُ أَيُّ فَـتَــى عِـــزٍّ وَمَـكْـرُمَــة ٍتحـتَ السفاسـفِ إذْ يعلـوكَ سافيهـا
نعـى النعـاة ُ كليبـاً لـي فقلـتُ لـهـمْمـادتْ بنـا الأرضُ أمْ مـادتْ رواسيهـا
لَيْتَ السَّمَاءَ عَلَى مَـنْ تَحْتَهَـا وَقَعَـتْوَحَالَـتِ الأَرْضُ فَانْجَابَـتْ بِـمَـنْ فِيـهَـا
أضحـتْ منـازلُ بالسـلانِ قـدْ درسـتْتبـكـي كليـبـاً وَ لــمْ تـفـزعْ أقاصيـهـا
الْـحَـزْمُ وَالْـعَـزْمُ كَـانَـا مِــنْ صَنِيعَـتِـهِمــا كــلَّ آلائــهِ يـــا قـــومُ أحصـيـهـا
القـائـدُ الخـيـلَ تــردي فــي أعنـتـهـازَهْـوَاً إذَا الْخَيْـلُ بُحَّـتْ فِــي تَعَادِيـهـا
النَّـاحِـرُ الْـكُـومَ مَــا يَنْـفَـكُّ يُطْعِـمُـهَـاوَالْـوَاهِـبُ المِـئَـة َ الْـحَـمْـرَا بِرَاعِـيـهَـا
مـنْ خيـلِ تغلـبَ مـا تلـقـى أسنتـهـاإِلاَّ وَقَـــدْ خَضَّبَـتْـهَـا مِــــنْ أَعَـادِيـهَــا
قـدْ كـانَ يصحبهـا شـعـواءَ مشعـلـة ًتَـحْـتَ الْعَجَـاجَـة ِ مَعْـقُـوداً نَوَاصِـيـهَـا
تـكــونُ أولـهــا فـــي حـيــنِ كـرتـهـاوَ أنــتَ بالـكـرَّ يـــومَ الـكــرَّ حامـيـهـا
حَتَّـى تُكَسِّـرَ شَــزْراً فِــي نُحُـورِهِـمِزرقَ الأسـنــة ِ إذْ تـــروى صـواديـهـا
أمستْ وَ قـدْ أوحشـتْ جـردٌ ببلقعـة ٍللوحـشِ منهـا مقيـلٌ فــي مراعيـهـا
ينفـرنَ عـنْ أمَّ هـامـاتِ الـرجـالِ بـهـاوَالْـحَـرْبُ يَفْـتَـرِسُ الأَقْــرَانَ صَالِـيـهَـا
يهـزهـونَ مـــنَ الـخـطـيَّ مـدمـجـة ٍ كـمـتــاً أنابـيـبـهـا زرقـــــاً عـوالـيـهــا
نـرمــي الـرمــاحَ بأيـديـنـا فـنـوردهـابِـيـضـاً وَنُـصْـدِرُهَـا حُــمْــراً أَعَـالِـيـهَـا
يـا ربَّ يـومٍ يكـونُ النـاسُ فـي رهــجٍبـهِ تـرانـي عـلـى نفـسـي مكاويـهـا
مستقدمـاً غصصـاً للـحـربِ مقتحـمـاًنــــاراً أهـيـجـهـا حـيــنــاً وأطـفـيـهــا
لاَ أَصْـلَـحَ الله مِـنَّـا مَـــنْ يُصَالِـحُـكُـمْما لاحتِ الشمسُ في أعلى مجاريها

كُنَّـا نَغَـارُ عَلَـى الْعَوَاتِـقِ أَنْ تَــرَىبالأمـسِ خـارجـة ً عــنِ الأوطــانِ
فَخَرَجْنَ حِيـنَ ثَـوَى كُلَيْـبٌ حُسَّـراًمسـتـيـقـنـاتٍ بــعـــدهُ بـــهـــوانِ
فَتَـرَى الْكَوَاعِـبَ كَالظِّبَـاءِ عَوَاطِـلاًإذْ حــانَ مصـرعـهُ مــنَ الأكـفـانِ
يَخْمِشْنَ مِنْ أدَمِ الْوُجُوهِ حَوَاسِـراًمِـــنْ بَـعْــدِهِ وَيَـعِــدْنَ بِــالأَزْمَــانِ
مُتَسَـلِّـبَـاتٍ نُـكْـدَهُـنَّ وَقَـــدْ وَرَىأجـوافـهــنَّ بـحـرقــة ٍ وَ روانــــي
وَ يقلنَ مـنْ للمستضيـقِ إذا دعـاأمْ مـنْ لخـضـبِ عـوالـي الـمـرانِ
أمْ لا تـســارٍ بـالـجــزورِ إذا غــــداريــحٌ يـقـطـعُ مـعـقـدَ الأشـطــانِ
أمْ منْ لاسبـاقِ الديـاتِ وَ جمعهـاوَلِـفَـادِحَــاتِ نَــوَائِــبِ الْـحِــدْثَــانِ
كَـانَ الذَّخِيـرَة َ لِلزَّمَـانِ فَقَـد أَتَــىفقـدانـهُ وَ أخــلَّ ركـــنَ مـكـانـي
يَا لَهْـفَ نَفْسِـي مِـنْ زَمَـانٍ فَاجِـعِأَلْـقَــى عَـلَــيَّ بِكَـلْـكَـلٍ وَجِـــرَانِ
بمصـيـبـة ٍ لا تسـتـقـالُ جلـيـلـة ٍغَلَـبَـتْ عَــزَاءَ الْـقَــوْمِ وللـشُّـبـان
هَـدَّتْ حُصُونـاً كُـنَّ قَـبْـلُ مَــلاَوِذاً لِــذَوِي الْكُـهُـولِ مَـعـاً وَالنِّـسَـوَانِ
أضحتْ وَ أضحى سورها منْ بعدهِمـتــهــدمَ الأركـــــانِ وَ الـبـنـيــانِ
فَابْكِـيـنَ سَـيِّـدَ قَـوْمِــهِ وَانْـدُبْـنَـهُشــدتْ علـيـهِ قبـاطـيَ الأكـفـانِ
وَ ابكـيـنَ للأيـتـامِ لـمــا أقـحـطـواوَ ابكـيـنَ عـنـدَ تـخـاذلِ الـجـيـرانِ
وَ ابكـيـنَ مـصـرعَ جـيـدهِ متـزمـلاً بِـدِمَـائِـهِ فَـلَــذَاكَ مَــــا أَبْـكَـانِــي
فَـلأَتْـرُكَـنَّ بِـــهِ قَـبَـائِــلَ تَـغْـلِــبٍقـتـلـى بـكــلَّ قـــرارة ٍ وَ مـكــانِ
قتـلـى تعـاورهـا النـسـورُ أكـفـهـاينهشـنـهـا وَ حــواجــلُ الـغـربــانِ

لما نعى الناعي كليباً أظلمتْشمسُ النهارِ فما تريدُ طلوعا
قتلـوا كليبـاً ثـم قالـوا أرتـعـواكذبوا لقدْ منعوا الجيادَ رتوعـا
كَــلاَّ وَأَنْـصَـابٍ لَـنَــا عَـادِيَّــة ٍمَعْبُودَة ٍ قَـدْ قُطِّعَـتْ تَقْطِيعَـا
حتـى أبيـدَ قبيـلـة ً وَ قبيـلـة ًوَ قبيلـة ً وَ قبيلتـيـنِ جميـعـا
وَتَـذُوقَ حَتْـفـاً آلُ بَـكْـرٍ كُلُّـهـاوَنَهُدٌ مِنْهَا سَمْكَهَـا الْمَرْفُوعَـا
حَتَّى نَرَى أَوْصَالَهُمْ وَجَمَاجِماًمِنْهُمْ عَلَيْهَا الخَامِعَاتُ وُقُوعَـا
وَ نرى سباعَ الطيرِ تنقرُ أعينـاًوَتَجُـرُّ أَعْضَـاءً لَـهُـمْ وَضُلُـوَعـا
وَالْمَشْرَفِيَّـة َ لاَ تُعَـرِّجُ عَنْـهُـمُضَـرْبـاً يَـقُـدُّ مَغَـافِـراً وَدُرُوعَــا
وَالْخَيْلَ تَقْتَحِمُ الْغُبَارَ عَوَابِسـاًيومَ الكريهة ِ ما يردنَ رجوعـا

(4)

لوْ أنَّ خيلي أدركتكَ وجدتهمْمثلَ الليوث بسترِ غبَّ عرينِ
وَ لأوردنَّ الخيلَ بطـنَ أراكـة ٍوَ لأقضينَّ بفعل ذاكَ ديونـي
وَ لأقتلنَّ حجاحجاً منْ بكركمْولأَبْكِيَـنَّ بِهَـا جُـفُـونَ عُـيُـونِ
حتى تظلَّ الحاملاتُ مخافة ًمِنْ وَقْعِنَا يَقْذِفْنَ كُـلَّ جَنِيـنِ

لَـوْ كَـانَ نَـاهٍ لابْــنِ حَـيَّـة َ زَاجِــراًلنـهـاهُ ذا عــنْ وقـعـة ِ الـسـلانِ
يَـوْمٌ لَـنَـا كَـانَـتْ رِئَـاسَـة ُ أَهْـلِـهِدُونَ الْقَبَائِـلِ مِــنْ بَـنِـي عَـدْنَـانِ
غضبـتْ مـعـدٌّ غثـهـا وَ سمينـهـافِـيـهِ مُـمَــالاَة ً عَـلَــى غَـسَّــانِ
فأزالـهـمْ عـنـا كـلـيـبُ بطـعـنـة ٍفي عمرِ بابلَ منْ بنـي قحطـانِ
وَ لقدْ مضى عنها ابنُ حية َ مدبراًتَحْـتَ الْعَجَـاجَـة ِ وَالْحُـتُـوفُ دَوَانِ
لَــمَّــا رآنَــــا بِـالْــكُــلاَبِ كَـأَنَّــنَــاأُسْــدٌ مُـلاَوِثَــة ٌ عَـلَــى خَـفَّــانِ
تَرَكَ التِـي سَحَبَـتْ عَلَيْـهِ ذُيُولَهَـاتَـحْـتَ الْـعَـجَـاجِ بِـذِلَّــة ٍ وَهَـــوَانِ
وَنَـجَـا بَمُهْجَـتِـهِ وَأَسْـلَـمَ قَـوْمَـهُمُتَسَرْبِـلِـيـنَ رَوَاعِــــفَ الــمُــرَّانِ
يَمْشُونَ فِي حَلَقِ الْحَدِيدِ كَأَنَّهُـمْجُـرْبُ الْجِمَـالِ طُلِيـنَ بِالْقَـطِـرَانِ
نِعْمَ الْفَـوَارِسُ لاَ فَـوَارِسُ مَذْحِـجٍيَــوْمَ الـهِـيَـاجِ وَلاَ بَـنُــو هَـمْــدَانِ
هَزَمُوا الْعِدَاة َ بِكُـلِ أَسْمَـرَ مَـارِنٍوَ مهـنـدٍ مـثـلِ الـغـديـرِ يـمـانـي

لَوْ كُنْتُ أقْتُلُ جِنَّ الخَابِلَيْـنِ كَمَـاأقتلُ بكراً لأضحى الجنُّ قدْ نفدا

لَيْسَ مِثْلِي يُخَبِّـرُ النَّـاسَ عَـنْ آ بائهـمْ قتلـوا وَ ينـسـى القـتـالاَ
لمْ أرمْ عرصة َ الكتيبة ِ حتى انتَـعَـلَ الْــوَرْدُ مِــنْ دِمَــاءٍ نِـعَـالاَ
عرفـتـهُ رمــاحُ بـكـرٍ فـمــا يـــأخُــــذْنَ إلاّ لَـبَّــاتِــهِ وَالْــقَـــذَالاَ
غـلـبـونـا وَ لاَ مـحـالــة يــومـــاًيقلـبُ الدهـرُ ذاكَ حــالاً فـحـالاَ

مـــنْ مـبـلــغٌ بــكــراً وَ آلَ أبـيـهــمِعَـنِّـي مَغَلْغَـلَـة َ الــرَّدِي الأَقْـعَـسِ
وَقَصِـيـدَة ً شَـعْــوَاءَ بَـــاقٍ نُـورُهَــاتَبْلَـى الْجِبَـالُ وَأَثْرُهَـا لَـمْ يُطْـمَـسِ
أَكُلَـيْـبُ إِنَّ الـنَّـارَ بَـعْــدَكَ أُخْـمِــدَتْوَ نسيـتُ بعـدكَ طيبـاتِ المجـلـسِ
أَكُلَيْبُ مَـنْ يَحْمِـي العَشِيـرَة َ كُلَّهَـاأوْ منْ يكرُّ على الخميسِ الأشوسِ
مَـنْ لِلأَرَامِـلِ وَاليْتَـامَـى وَالْحِـمَـىوَالسَّيْفِ وَالرُّمْـحِ الدَّقيـقِ الأَمْلَـسِ
وَ لقدْ شفيت النفسَ منْ سرواتهمْبالسيفِ في يـومِ الذنيـبِ الأغبـسِ
إِنَّ الْقَبَـائِـلَ أَضْـرَمَـتْ مِــنْ جَمْعِـنَـايَـوْمَ الذَّنَـائِـبِ حَــرَّ مَــوْتٍ أَحْـمَـسِ
فالإنـسُ قـدْ ذلــتْ لـنـا وتقـاصـرتْ وَ الجـنُّ مـنْ وقـعِ الحديـدِ الملبـسِ

نبـئـتُ أنَّ الـنـارَ بـعـدكَ أوقــدتْوَ استبَّ بعدكَ يا كليبُ المجلسُ
وَ تكلموا في أمـرِ كـلَّ عظيمـة ٍلوْ كنتَ شاهدهمْ بها لمْ ينبسوا
وَ إذا تشـاءُ رأيـتَ وجهـاً واضـحـاًوَذِرَاعَ بَـاكِـيَـة ٍ عَلَـيْـهَـا بُـرْنُــسُ
تبكي عليكَ وَ لستُ لائـمَ حـرة ٍتَأْسَـى عَلَيْـكَ بِعَـبْـرَة ٍ وَتَنَـفَّـسُ

هَلْ عَرَفْـتَ الْغَـدَاة َ مِـنْ أَطْـلاَلِ رَهْــنِ رِيــحٍ وَدِيَـمَــة ٍ مِـهْـطَـالِ
يَسْتَبِيـنُ الْحَلِيـمُ فِيهَـا رُسُـومـاًدَارِسَـــاتٍ كَصَـنْـعَـة ِ الْـعُـمَّــالِ
قَـدْ رَآهَـا وَأَهْلُـهَـا أَهْــلُ صِــدْقٍلاَ يُــرِيــدُونَ نِــيَّــة َ الارْتِــحَـــالِ
يَــا لَـقَـوْمِـي لِـلَـوْعَـة ِ الْبَـلْـبَـالِوَ لـقـتـلِ الـكـمـاة ِ وَ الأبــطــالِ
وَلِـعَـيْـنٍ تَـبَــادَرَ الـدَّمْــعُ مِـنْـهـالِـكُـلَـيْـبٍ إذْ فَـاقَـهَــا بِـانْـهِـمَـالِ
لِـكُـلَـيْــبٍ إِذِ الــرِّيَـــاحُ عَـلَــيْــهِنـاسـفــاتُ الــتــرابِ بــالأذيــالِ
إنـنــي زائـــرٌ جـمـوعــاً لـبـكــرٍبَيْنَـهُـمْ حَــارِثٌ يُـرِيــدُ نِـضَـالِـي
قَدْ شَفَيْـتُ الْغَلِيـلَ مِـنْ آلِ بَكْـرٍألِ شيـبـانَ بـيـنَ عــمًّ وَ خـــالِ
كَيْـفَ صَبْـرِي وَقَـدْ قَتَلْتُـمْ كُلَيْبـاًوَ شقيتـمْ بقتلـهِ فـي الخوالـي
فَـلَـعَـمْـرِي لأَقْـتُـلَــنَ بِـكُـلَـيْـبٍكـلَّ قيـلٍ يسمـى مـنَ الأقيـالِ
وَلَعَمْـرِي لَقَـدْ وَطِئْـتُ بَنِـي بَكْـرَبـمـا قـــدْ جـنــوهُ وطءَ الـنـعـالِ
لــمْ أدعْ غـيـرَ أكـلــب وَ نـســاءٍوَ إمــــاءٍ حــواطـــبٍ وَ عــيـــالِ
فاشـربـوا مــا وردتــمُ الآنَ مـنـاوَ اصدروا خاسرينَ عنْ شرَّ حالِ
زَعَــم الْـقَـوْمُ أَنَّـنَـا جَــارُ سُـــوءٍكَذَبَ الْقَـوْمُ عِنْدَنَـا فِـي الْمَقَـالِ
لـمْ يـرَ النـاسُ مثلنـا يـومَ سرنـانسلـبُ الملـكَ بالرمـاحِ الـطـوالِ
يـومَ سرنـا إلــى قبـائـلَ عــوفٍبـجـمــوعٍ زهــاؤهــا كـالـجـبـالِ
بَيْنَـهُـمْ مَـالِـكٌ وَعَـمْـرْوٌ وَعَـــوْفٌوَ عقـيـلٌ وَ صـالـحُ بــنُ هـــلالِ
لـمْ يقـمْ سـيـفُ حــارثٍ بقـتـالٍأسلـمَ الـوالـداتِ فــي الأثـقـالِ
صــدقَ الـجـارُ إنـنـا قــدْ قتـلـنـابِقِـبَـالِ النِّـعَـالِ رَهْـــطَ الـرِّجَــالِ
لاَ تَـمَـلَّ الْقِـتَـالَ يــا ابْــنَ عُـبَـادٍصبـرِ النفـسَ إننـي غيـرُ ســالِ
يَـا خَلِيـلِـي قَـرِّبَـا الْـيَـوْمَ مِـنِّـيكــــلَّ وردٍ وَ أدهـــــمٍ صــهـــالِ
قـربـا مـربـطَ المـشـهـرِ مـنــيلِكُلَـيْـب الَّــذِي أَشَــابَ قَـذَالِـي
قـربـا مـربـطَ المشهـهـرِ مـنــيوَاسْأَلاَنِـي وَلاَ تُطِـيـلاَ سُـؤَالِـي
قـربـا مـربـطَ المـشـهـرِ مـنــيسَـوْفَ تَبْـدُو لَنَـا ذَوَاتُ الْحِـجَـالِ
قـربـا مـربـطَ المـشـهـرِ مـنــيإنَّ قـولــي مـطـابـقٌ لفـعـالـي
قـربـا مـربـطَ المـشـهـرِ مـنــيلِكُلَـيْـبٍ فَــدَاهُ عَـمِّـي وَخَـالِــي
قـربـا مـربـطَ المـشـهـرِ مـنــيلأِعْـتِـنَـاقِ الـكُـمَـاة ِ وَالأَبْـطَــالِ
قـربـا مـربـطَ المـشـهـرِ مـنــيسَـوْفَ أُصْـلِـي نِـيـرَانَ آلِ بِــلاَلِ
قـربـا مـربـطَ المـشـهـرِ مـنــيإنْ تَـلاَقَـتْ رِجَـالُـهُـمْ وَرِجَـالِــي
قـربـا مـربـطَ المـشـهـرِ مـنــيطَـالَ لَيْـلِـي وَأَقْـصَـرَتْ عُـذَّالِـي
قـربــا مـربــطَ الـمـهــرِ مــنــييَـا لَبَكْـرٍ وَأَيْــنَ مِنْـكُـمْ وِصَـالِـي
قـربـا مـربـطَ المـشـهـرِ مـنــيلِــنِــضَــالٍ إِذَا أَرَادُوا نِــضَــالِــي
قـربـا مـربـطَ المـشـهـرِ مـنــيلقتـيـلٍ سفـتـهُ ريــحُ الشـمـالِ
قـربـا مـربـطَ المـشـهـرِ مـنــيمـــعَ رمـــحٍ مـثـقـفٍ عــســالِ
قـربــا مـربــطَ الـمـهــرِ مــنــيقــربـــاهُ وقــربـــا ســربــالــي
ثُــمَّ قُــولاَ لِـكُـلِّ كَـهْـلٍ وَنَـــاشٍمِـنْ بَنِـي بَـكْـرَ جَــرِّدُوا لِلْقِـتَـالِ
قــدْ ملكنـاكـمُ فكـونـوا عـبـيـداًمَالَكُـمْ عَـنْ مِلاَكِنَـا مِـنْ مَـجَـالِ
وَخُـذُوا حِذْرَكُـمْ وَشُـدُّوا وَجِــدُّوا وَ اصـبـروا للـنـزالِ بـعـدَ الـنــزالِ
فلـقـدْ أصبـحـتْ جـمـائـعُ بـكــرٍمِثْلَ عَادٍ إِذْ مُزِّقَـتْ فِـي الرِّمَـالِ
يــا كلـيـبـاً أجـــبْ لـدعــوة ِ داعمُـوْجَـعِ الْقَـلْـبِ دَائِـــمِ الْبَـلْـبَـالِ
فلقدْ كنتَ غيـرَ نكـسٍ لـدى البـأسِ وَ لاَ واهـــنٍ وَ لاَ مـكـســالِ
قَـدْ ذَبَحْنَـا الأَطْفَـالَ مِـنْ آلِ بَكْـرٍوَ قـهـرنـا كـمـاتـهـمْ بـالـنـضـالِ
وَ كــررنــا عـلـيـهــمِ وَ انـثـنـيـنـابسـيـوفٍ تـقـدُّ فــي الأوصـــالِ
أسلمـوا كـلَّ ذاتِ بعـلٍ وَ أخـرىذَاتَ خِــدْرٍ غَــرَّاءَ مِـثْـلَ الْـهِــلاَلِ
يَــا لَبَـكْـرٍ فَـأَوْعِـدُوا مَــا أَرَدْتُـــمْوَ استطعتـمْ فمـا لـذا مـن زوالِ

وَادِي الأَحَصِّ لَقَدْ سَقَاكَ مِنَ الْعِدَىفَـيْـضَ الـدُّمُــوعِ بِـأَهْـلِـهِ الـدَّعْــسُ

وَلَمَّا رَأَى الْعَمْقَ قُدَّامَهُوَلَمَّا رَأَى عَمَراً والْمُنِيفا

يَا حَارِ لاَ تَجْهَلْ عَلَى أَشْيَاخِناإنـا ذوو السـوراتِ وَ الأحــلامِ
منـا إذا بلـغَ الصبـيُّ فطامـهُسَائِسُ الأُمُورِ وَحَارِبُ الأَقْوَامِ
قتلـوا كليبـاً ثـمَّ قالـوا أربعـواكذبـوا وَ ربَّ الحـلَّ وَ الإحـرامِ
حتـى نبيـدَ قبيلـة ً وَ قبيـلـة ًقَهْراً وَنَفْلِقَ بِالسُّيُـوفِ الْهَـامِ
وَ يقمنَ رباتُ الخدورِ حواسراًيمسحنَ عرضَ ذوائبِ الأيتامِ

يَا لِبَكْرٍ أَنْشِرُوا لِي كُلَيْبـاًيَا لِبَكْـرٍ أَيْـنَ أَيْـنَ الْفِـرَارُ
يَا لِبَكْرٍ فَاظْعُنُوا أَوْ فَحِلُّواصرحَ الشرُّ وَ بانَ السرارُ

بقلم تأبط شرا"

سلمت اناملك ع طرح الجميل
لاعدمنا جديدك

تقبل مروري

اشكر حسن المرور

انشاء الله اكون عند حسن الظن بي

مررره روعه
وسلمت اناملك على طرح
والله يعطيك العافيه
تحياتي
موضوع مميز
نحن بحاجة لهذه الابيات الشعريه
شكرا لك ولروحك الطاهر

ديوان الشاعر نزار قباني 2024.

1

لن تجعلوا من شعبنا

شعبَ هنودٍ حُمرْ..

فنحنُ باقونَ هنا..

في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها

إسوارةً من زهرْ

فهذهِ بلادُنا..

فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ

فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ

مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها

مثلَ حشيشِ البحرْ..

مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها

في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها

في قمحِها المُصفرّْ

مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها

باقونَ في آذارها

باقونَ في نيسانِها

باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها

باقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها..

وفي الوصايا العشرْ..

2

لا تسكروا بالنصرْ…

إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو

وإن سحقتُم وردةً..

فسوفَ يبقى العِطرْ

3

لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ..

ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ..

لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ

ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ

لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ

فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ

فوقَ صحاري مصرْ…

4

المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ

نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ

وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ

سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ

5

من قصبِ الغاباتْ

نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ

من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ

من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ

من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ

من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ

من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ

من السطورِ والآياتْ…

فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ

ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ..

لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا..

فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ

من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ

6

لن تستريحوا معنا..

كلُّ قتيلٍ عندنا

يموتُ آلافاً من المراتْ…

7

إنتبهوا.. إنتبهوا…

أعمدةُ النورِ لها أظافرْ

وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ

والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ…

أو لفتةٍ.. أو خصرْ

الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ..

وخصلةٍ من شعرْ..

8

يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ

عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..

إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا

فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ

والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا

فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ

هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ

قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ

9

ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ

ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم

وتتبعوا نبيَّكم للطورْ..

فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ

من بابِ كلِّ جامعٍ..

من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ

سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ

10

إنتظرونا دائماً..

في كلِّ ما لا يُنتظَرْ

فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ

نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ

نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ..

رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ

في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ

يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ..

نساؤنا.. يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ

يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ

يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ..

11

لقد سرقتمْ وطناً..

فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ

صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا

وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا

فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ..

سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ

سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ

فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ

وتنصبونَ مأتماً..

إذا خطفنا طائرهْ

12

تذكروا.. تذكروا دائماً

بأنَّ أمريكا – على شأنها –

ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ

وأن أمريكا – على بأسها –

لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ

قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ

صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ

13

ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ

لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ

طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ

ونحنُ باقونَ على صدوركمْ..

كالنقشِ في الرخامْ..

باقونَ في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ

باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ

باقونَ في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ

باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ

باقونَ في شعر امرئ القيس..

وفي شعر أبي تمّامْ..

باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ

باقونَ في مخارجِ الكلامْ..

14

موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ

موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ

"نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ"

15

ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ

وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ..

16

للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ..

للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ

للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ

وهؤلاءِ كلّهمْ..

تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ

في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ

تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ

وهؤلاءِ كلّهم..

في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ

من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ..

17

..وجاءَ في كتابهِ تعالى:

بأنكم من مصرَ تخرجونْ

وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعونَ، وتعطشونْ

وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ

وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ

وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا

زِدنا على ما قالهُ تعالى:

سطرينِ آخرينْ:

ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ

وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ

بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ..

18

سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ

سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ

ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ

باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ

باقونَ في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوالْ

في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوالْ

باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ

باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ

باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ

باقونَ في عطرِ المناديلِ..

في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ)..

في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ

باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ

باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ

باقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ

باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ

باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ

باقونَ في الصليبْ..

باقونَ في الهلالْ..

في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ

باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ

باقونَ في الدموعْ..

باقونَ في الآمالْ

19

تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ

با ويلكمْ من ثأرهمْ..

يومَ من القمقمِ يطلعونْ..

20

لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ

ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ

لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ

لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ

لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسانْ

فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ

لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ

فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ..

21

ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ..

يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ

ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ

وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً

وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ

أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ..

22

نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ

ونرسمُ السفوحَ والهضابْ..

نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ

ونفرضُ الثوابَ والعقابْ..

23

العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ

تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ

وانتقلت (هانوي) من مكانها..

وانتقلتْ فيتنامْ..

24

حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ..

ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ..

وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ..

والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا

تغيّروا..

تغيّروا

25

أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ

أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ

أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ

أهطلُ كالسحابْ

أطلعُ كلَّ ليلةٍ..

من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ

من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ

من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ

أطلعُ من صوتِ أبي..

من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ

أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ

ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ

أفتحُ بابَ منزلي.

أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ

لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ

26

محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ

فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ

ومن هنا معاويهْ

سلامُكم ممزَّقٌ..

وبيتُكم مطوَّقٌ

كبيتِ أيِّ زانيهْ..

27

نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ

نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ

من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ

من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ

من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمةَ الزهراءْ

من أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ

نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ

ونطمسَ الحروفَ..

في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء..

[IMG]

[/IMG]

الاسم : نزار توفيق قباني

تاريخ الميلاد : 21 مارس 1923 .

محل الميلاد : حي مئذنة الشحم ..أحد أحياء دمشق القديمة .

حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 .

عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد ، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 ، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين .

وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966 .

طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات ، بعد نشر قصيدة الشهيرة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان .

كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.

الحالة الاجتماعية :
تزوّج مرتين .. الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء .

وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .

والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها ..

ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب . وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج .

وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً .

قصته مع الشعر :
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة .

له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " .

لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " .

أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني " .

يقول عن نفسه : "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري.

امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية.

وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق

تخرج نزار قباني 1923 دمشق – 1998 لندن في كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.

وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 ، وكانت آخر مجموعاته " أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء " 1993 .

نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.

في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1999 يمر عام كامل على اختفاء واحد من أكبر شعراء العربية المعاصرين: نزار قباني.

وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ) ، وقد أثار شعر نزار قباني الكثير من الآراء النقدية والإصلاحية حوله، لأنه كان يحمل كثيرا من الآراء التغريبية للمجتمع وبنية الثقافة ، وألفت حوله العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية وكتبت عنه كثير من المقالات النقدية .

أسألك الرحيلا

لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا

بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا

لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..

لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

أريدُ أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمةَ البكاءِ من زمانِ

لنفترق..

كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا..

خمس رسائل إلى أمي

صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تختي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائره صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ…

خمس رسائل إلى أمي

صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تختي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائره صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ…