مسلمة منقبة في وايتشابل (شرق لندن
خصصت الصحف البريطانية الصادرة السبت افتتاحياتها لمسألة النقاب الذي انتقده جاك سترو العضو البارز بمجلس الوزراء البريطاني.
وكان وزير الخارجية البريطاني السابق اثار عاصفة احتجاج داخل الجالية المسلمة بعدما اعتبر ان النقاب هو الرمز "الظاهر" للفصل الحاصل بين الجاليات.
واكد سترو عن قلقه لظهور "مجموعات موازية" لا تتواصل واعلن في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) انه يفضل الا ترتدي المسلمات الحجاب بتاتا.
رأت صحيفة "ديلي تلغراف" المحافظة ان سترو تطرق الى موضوع حساس بانتقاده وضع النقاب وبتأكيده انه يعرقل عملية الانخراط في المجتمع.
من جانبها عنونت صحيفة "دايلي ستار" على صفحتها الاولى "انزعوه" اي نقاب المسلمات.
وكتبت صحيفة "ذي صن" البريطانية الاكثر انتشارا "يمكننا ان نتفهم الان شعور المسلمين بانهم دائما في موقع الدفاع". واضافت "انها النتيجة المؤسفة لاعمال المتطرفين (الاسلاميين) الذين يزرعون الرعب والموت في بريطانيا والعالم".
وتابعت الصحيفة ان "تصريحات سترو حول الحجاب اثارت ردود فعل غير متكافئة لدى بعض المسلمين الذين يعتبرون اخف الانتقادات حول دينهم بمثابة اعلان حرب".
وذكرت الصحيفة ان "العلاقات بين مختلف الجاليات لا يمكن ان تتحسن الا عن طريق التواصل الفعلي" مشيرة الى ان النقاب يمنع حصول تواصل فعلي مع الشخص الذي نحاوره خلافا لما هي الحال مع "عمامة السيخ او ثوب البوذيين".
وقال سترو يوم الجمعة في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "انا لا اقول ان على الجميع ان يتبع معيارا واحدا لكنني افضل" ان لا تكون النساء محجبات "واعتقد انه يجب اجراء نقاش حول هذا الموضوع في مجتمعنا".
واضاف "اني قلق بشان تطور ما سمي عن حق بالمجتمعات الموازية" مشيرا الى ان الاقليات الاتنية تمثل 30% من سكان دائرته بلاكبورن (شمال غرب انكلترا).
وقال "اشعر بالقلق ازاء نتائج التفرقة (…) وقد صدمت خلال مناقشاتي مع النساء المعنيات لانه لا يبدو انهن يعين تماما النتائج على مستوى العلاقات بين المجموعات المختلفة".
واضاف "انهن ينظرن الى (الحجاب) على انه تعبير عن انفسهن (…) وانا احترم ذلك لكنني اريد ان اطرح هذه المشكلة على البحث".
وأصبحت مسألة دمج الطائفة الاسلامية في المجتمع البريطاني بشكل أفضل قضية سياسية مهمة منذ أن نفذ أربعة مسلمين بريطانيين هجمات انتحارية على شبكة النقل في لندن العام الماضي.
وتنقسم التجمعات السكانية في كثير من البلدات البريطانية ويندر أن يكون هناك أي تواصل بين الجماعات العرقية ان وجد أصلا. ويخشى معلقون من أن هذا يؤدي الى اذكاء التوترات والتطرف.
وقبل أسبوعين تعهد وزير الداخلية جون ريد وهو خلف محتمل لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي سيترك منصبه خلال عام بأنه سيمنع الاسلاميين المتطرفين من اقامة مناطق يحظر دخولها على غير المسلمين.
ويوم الاربعاء قال ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين المعارض ان طوائف كثيرة تعيش "حياة موازية" وان التواصل بشكل افضل هو الذي سيتغلب على الخلافات.
ويعيش في بريطانيا نحو 1.8 مليون مسلم لكن "راجنارا أختار" رئيسة منظمة (احموا الحجاب) في بريطانيا قالت ان أقل من خمسة بالمئة من النساء يرتدين النقاب.
وقالت أختار "هذا يظهر قصورا في الفهم" مضيفة أن الحكومة فشلت في التعامل مع القضايا الحقيقية مثل البطالة والتعليم السيء التي أدت الي تحول بعض المناطق الى احياء اقليات مغلقة."
وأضافت "بالتأكيد لابد أن ينصب اهتمامه (سترو) على هذه القضايا بدلا من التركيز على أقلية صغيرة من النساء المسلمات اللواتي اخترن أن يغطين وجوههن بسبب قناعاتهن الدينية."
وقد يكون للتوقيت الذي أدلى فيه سترو بتصريحاته دلالة تتمثل في ابراز صورته فيما يحتدم الجدال داخل حزب العمال بشأن من سيخلف بلير ونائبه جون بريسكوت. وقالت وسائل الاعلام ان سترو سيدخل السباق السياسي للحصول على منصب بريسكوت.
حسبي الله و نعم الوكيل