آلسِلآمٌ عِليكمَ وَ رحمة الله وَ بركَآـتهـ ..!
بعضَ آلمقتُطفآتَ منَ كتِآبٌ
آلجَوآبٌ آلكَآفيٌ لِمنَ سألٌ عنَ الدواءَ الشآفيٌ آو الداءَ والدواءٌ
لأبنَ القيـ مَ آلجوزيهـ ..~
/
فصل المعاصي تفسد العقل
/
المعاصي تفسد العقل ..~
ومنها : أن المعاصي تفسد العقل ، فإن للعقل نورا ، والمعصية تطفئ نور العقل ولا بد ، وإذا طفئ نوره ضعف ونقص .
وقال بعض السلف : ما عصى الله أحد حتى يغيب عقله ، وهذا ظاهر ، فإنه لو حضر عقله لحجزه عن المعصية وهو في قبضة الرب تعالى ، أو تحت قهره ، وهو مطلع عليه ، وفي داره على بساطه وملائكته شهود عليه ناظرون إليه ، وواعظ القرآن ينهاه ، وواعظ الموت ينهاه ، وواعظ النار ينهاه ، والذي يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها ، فهل يقدم على الاستهانة بذلك كله ، والاستخفاف به ذو عقل سليم ؟
/
فصلٌ إلف المعصية..!!
/
ومنها :
أنه ينسلخ من القلب استقباحها ، فتصير له عادة ، فلايستقبح من نفسه رؤية الناس له ، ولا كلامهم فيه .
وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة ، حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ، ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها ، فيقول : يا فلان ، عملت كذا وكذا .
وهذا الضرب من الناس لا يعافون ، وتسد عليهم طريق التوبة ، وتغلق عنهم أبوابها في الغالب ، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم : كل أمتي معافى إلا المجاهرون ، وإن من الإجهار أن يستر الله على العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول : يا فلان عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا ، فهتك نفسه ، وقد بات يستره ربه .
المعاصي مواريث !!!
ومنها أن كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل .
فاللوطية : ميراث عن قوم لوط .
وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص ، ميراث عن قوم شعيب .
والعلو في الأرض بالفساد ، ميراث عن قوم فرعون .
والتكبر والتجبر ميراث عن قوم هود .
فالعاصي لابس ثياب بعض هذه الأمم ، وهم أعداء الله .
وقد روى عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه عن مالك بن دينار قال : أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك : لا يدخلوا مداخل أعدائي ، ولا يلبسوا ملابس أعدائي ولا يركبوا مراكب أعدائي ، ولا يطعموا مطاعم أعدائي ، فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي .
وفي مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : بعثت بالسيف بين يدي الساعة ، حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم .
/
دمتمَ علىآ طَآعته سبحَآآنهـ ..
وجزاك الله كل خير