موقف الروس من الثورة السورية وضعف الدول الغربية 2024.


ثبات الموقف الروسي وضعف الغرب
الروس والنظام يعرفان الموقف الدولي، أي موقف المساومة من أجل حل سياسي، بينما المعارضة لم تعِ الموقف الدولي، وقد ثرثرت كثيراً عن التدخل العسكري.
عمّار ديّوب
حدّد الروس موقفهم من النظام السوري، بالوقوف الصارم إلى جانبه، وأعطاهم النظام من أجل ذلك ما كان قد أعطاه سابقاً لتركيا وقطر، فوقّع العقود السيد قدري جميل بالتحديد؛ للروس مصلحة في موقفهم هذا، تتجاوز تلك العقود كذلك، وتتحدّد بإعادة اقتسام العالم، وذلك لكون روسيا بلد إمبريالي، وتريد سوريا لها، وتعلمت درس الفيتو من ليبيا، سيما وأنها أصبحت بموقع قويٍّ عالمياً، حيث تتراجع الدولة الأميركية عن موقع الهيمنة العالمية، منذ فرضت الأزمة المالية نفسها عليها ابتداءً من 2024، وهو ما تعيه روسيا تماماً. يعزز ذلك رغبة الأميركان، في زرع أسباب الشقاق بين كل من روسيا والصين، وهذا ما يفترض إعطاء سوريا لروسيا، مقابل ابتعاد الأخيرة عن الصين.

الدول الكبرى، لا تتخذ مواقفها بناء على عواطف، ولا تقوم بخطوات سياسية انطلاقاً من موقف سياسي عقائدي ما، بل تعقد صفقاتها وتعلن مواقفها، انطلاقاً من مصالحها، والمرتكزة على تعميق هيمنتها العالمية، وعلى ضعفها وقوتها كذلك؛ هذا ما فهمه النظام، فعَرِفَ أن لا تدخلاً دولياً في سوريا، وليس من تسليحٍ للجيش الحر، وبالتالي الممكن أميركياً وفرنسياً وأوروبياً ومن يدور في فلكها لاحقاً، هو طريق الحل السياسي؛ رفع الروس الفيتو مرتين لصالح النظام، وأيدوه في كافة مؤسسات الأمم المتحدة، وعلى الأرض كان الدعم العسكري المستمر المدفوع بالمال الإيراني وبالسلاح والبشر. وبالتالي فُرضت معركة دولية، ضد ثورة الشعب، يخوضها النظام مدعوماً دولياً وإقليماً، ضد الشعب الأعزل، والذي «تسلطت» عليه معارضة تنطق باسمه، وفقاً لمشيئة الدول العظمى المأزومة، وبرز دور غبي قادتْه حركة الإخوان المسلمين ومعها إعلان دمشق، عبر السيطرة على المجلس الوطني، من أجل أن تتفرد بالسلطة بعد رحيل النظام الحالي، كما هي الحال في مصر وتونس آنذاك.

الروس والنظام يعرفان الموقف الدولي، أي موقف المساومة مع الروس والنظام من أجل حل سياسي، وهو الخيار المسموح به، بينما المعارضة لم تعِ الموقف الدولي أبداً، وقد ثرثرت كثيراً عن التدخل العسكري والتسليح. وباعتبار ذلك غير وارد، فقد كان الموقف الدولي يصرّ على ضرورة العودة إلى الحل السياسي، وأبرز تجلٍّ له، مؤتمر جنيف، الذي أعلن خياره بالحل السياسي، وأبقى دور الأسد ملتبساً، أي موافقاً عليه، مع صلاحيات واسعة للحكومة. كل هذا الوضوح، لم تفهمه المعارضة، لأنها عاجزة عن الفهم، وتعيش في أوهام تخيّلية عنه. إن تكرار الموقف الدولي «السياسي» ووقف الدعم والضغط على المعارضة وتهميش الإخوان من الائتلاف الوطني، هو ما دفعهم لإعادة الاعتبار للفهم ولكن بشكل متقطع وغير أصيل، وبالتالي بقيت تصريحاتهم وتحليلاتهم عشوائية، وتفتقد إلى أية رؤية جادة، عن واقع العالم أو واقع الثورة نفسه. توسيع الائتلاف وبقاء أطراف من المعارضة خارجه، وتهميش الإخوان فيه، عزز بقاء المعارضة مشتتة وهامشية، الأمر الذي سمح بديمومة السيطرة عليها دولياً؛ فشرط استبعاد الإخوان عن الهيمنة عن الائتلاف شرط روسي، لأن الإخوان هواهم الغالب، وبرنامجهم أميركي محض، أو لنقل إدارة الظهر كلية للروس، وبالتالي كان لا بد من التخلص من سيطرتهم، عدا عن محاولة الروس إيقاف المد الإسلامي الإخواني، وفي هذا يلتقون مع السعودية، وسيساوم الأميركان والأوربيين على هذا الشرط.

نعم، الروس تخيفهم الثورة، لأن بلادهم تتحكم فيها مافيا إمبريالية، ولا تعي تقلبات التاريخ وعمق أسباب ثورات الشعوب، فتصرّ على فرض شروطها، في المناطق التي تقع تحت نفوذها؛ هذا ما فعتله في جورجيا مثلاً، وأما في الشيشان فكان دماراً كاسحاً.

إلا أن قوة الموقف الروسي تتأتى من عدم قدرة الثورة على إبراز قيادة سياسية وعسكرية، قادرة على خوض الصراع ضد النظام، انطلاقاً من معطيات الثورة، وبالتالي حصل تشتت واسع ليس في المعارضة السياسية بل وفي القيادات الميدانية والعسكرية للثورة، وهو ما فتح مجالاً واسعاً للسيطرة عليها عبر المال السياسي والتسليح والتطييف؛ الأمر الذي غلّب عليها الطابع العسكري، وهمّش كليّةً شعبية الثورة وسلميتها، وبالتالي سمح للروس وللأميركان ومن ورائهم الأوربيين، استخدام ذريعة الإرهاب وغيرها، من أجل ترك الأمور تستنقع وتنشئ مشكلات جديدة، ولا سيما الصراع الإثني والطائفي وبين الكتائب الطائفية والشعب، وأن تتراجع الثورة، فيصبح بذلك الطريق معبد نحو الحل السياسي كونه الوحيد القادر على إنقاذ سوريا. لم يتوقف الروس عن تصريحاتهم الداعمة للنظام، وكلما ضعف النظام قليلاً قالوا أنهم لا يتمسكون بالأسد ويعنيهم النظام والاستقرار، وكلما استعاد النظام بعض المناطق عادوا للكلام عن رفضهم للثورة وتأكيدهم على الحل السياسي، بل وصرحوا وبوضوح شديد، أكثر من مرة أنهم سيبقون مع النظام حتى لو فُرض التقسيم على سوريا، عبر الكلام عن حماية الاقليات. الأمر الذي يعني بوضوح أن على المعارضة والدول العظمى أن تقرّ للروس بما يريدون، أي بالتفاوض وإعادة إنتاج النظام وإدخال عناصر جديدة فيه لا تمسّ بالمصالح الروسية وبأن سوريا منطقة نفوذ روسية، ومدخل ذلك هو التفاوض على مرحلة انتقالية وصلاحيات واسعة لحكومة انتقالية، ومرحلة لاحقة تكون فيها انتخابات رئاسية، وبذلك تحدث مفاوضات مستمرة تضمن من خلالها مصالحها عبر الحكومة الجديدة، وتدخِل سوريا بفوضى سياسية، تسمح للروس بالبقاء وأخذ حصة الأسد لها. جاء ذهاب الأمير بندر إلى روسيا مؤخراً، وانسحاب كتائب تابعة للسعودية من المعارك في حمص وسواها ليقدم مؤشراً جديداً، تقرّ فيه السعودية بنفوذ ومصالح روسيا في سوريا، ويقرأ ضمن التسويات التي تتفاعل، من أجل إنهاء الثورة؛ وبالتالي لا تزال روسيا على موقفها المؤيد للنظام والباحث عن إعادة إنتاجه بما يضمن بقاء دور مركزي لها في سوريا؛ هذا ما تعطيه لها الدول العظمى، وهذا ما ستقاد إليه المعارضة من أذنيها إلى جنيف2.

كما قولت قبل ذلك وسأظل اقولها روسيا ليس حبا فى سوريا
ولكن هى تفعل ذلك غيظاً فى امريكا كما يطلقون عليها الحرب البارده

بشكرك اخى الغالى

مع حق اخي علاء

الف شكر على الاضافة

اخى الكريم ابحث عن ذاتى
حقيقة كانت لدى رغبه عارمة لمناقشة الازمة السورية تفصيلا بشكل حوارى عميق ولكن لللاسف هناك بعض الاخوة اضطرتهم الظروف للجوء فاصبحو اكثر حساسية ويغضبون من اقل نقد
اخى الفاضل
ان النظام السورى قد يجيد اسياسه ولكنه يحبو بدون روسيا ونحن كعرب لدينا اشكالية الايدلوجيات المختلفه بالشكل الاتى
1-دول الخليج تدعم الجيش الحر(مع اعتراضى المطلق على التسميه)
2-مصر حاليا واسبقا بين نارين الجيش السورى النظامى ظهرنا واذا انكسر سيكون الامر خطير فى حال اى مواجهة مع اسرائيل(لاتصدق كذابين المنتدى)فجيشنا وطنى فى هدنة مع العدو حتى تاتى اللحظة المناسبه وستاتى ورغبات وتطلعات الشعب السورى لنيل حريته
3-تونس تصدر الارهاب الكامل لقتل السوريين(60 الف ارهابى تونسى وجائرى ومالى وافغانى وشيشانى)
4-لدينا ابشع بشر ميكيافلين على ظهر البسيطة وهم الاخوان لابد ان يهيئو ارض سوريا لحكمهم (يعنى دماء بلا نهاية فى سوريا) ومشغولين الان بما حدث لهم فى مصر(حتة خازوق حكاية)
5-لانريد خروج روسيا من المعادلة حتى لاتنفرد امريكا بنا وتقطع اوصالنا عن طريق الاخوان كيفما تريد كذلك روسيا اذا خرجت فستخرج من القواعد البحرية ولن يكون لها راى فى المنطقة لذا كانت المفجاة التى جعلت امريكا تتراجع عن ضرب سوريا ان روسيا اسقطت صاروخين كروز اطلقو من قاعدة عسكرية امريكية باسبانيا وحفظا لماء وجه امريكا اتفقوا على تدمير الكيماوى (وليس البيولوجى)السورى
هذا ما يحدث على الارض اين سوريا من ذلك؟
تحياتى
سوريا بين الظلم والظالمين ترزح

لا النظام يستقيم فايكسب الناس ولا المعارضة تتحد على كلمة سواء

الامر في غاية التعقيد ودماء السوريين هي التي تسيل على الارض

جميع الدول تسعى لمصالحها وكثير منا للاسف نساعدها في هذا لامر بعلم او بدون علم

فالتشملنا رعاية الله وحفظه

مشكور اخي اشرف على الاضافة

اسعدني مرورك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.