اهم خصائص وسمات اهل السنة والجماعة 2024.

اهم خصائص وسمات اهل السنة والجماعة

• أهل السنة والجماعة (*) هم الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة وكما أن لهم منهجًا (*) اعتقاديًّا فإن لهم أيضًا منهجهم وطريقهم الشامل الذي ينتظم فيه كل أمر يحتاجه كل مسلم لأن منهجهم هو الإسلام الشامل الذي شرعه النبي (*) صلى الله عليه وسلم. وهم على تفاوت فيما بينهم، لهم خصائص وسمات تميزهم عن غيرهم منها:

ـ الاهتمام بكتاب الله: حفظًا وتلاوة، وتفسيرًا، والاهتمام بالحديث: معرفة وفهمًا وتمييزًا لصحيحه من سقيمه، (لأنهما مصدرا التلقي)، مع إتباع العلم بالعمل.

ـ الدخول في الدّين (*) كله، والإيمان بالكتاب كله، فيؤمنون بنصوص الوعد، ونصوص الوعيد، وبنصوص الإثبات، ونصوص التنزيه ويجمعون بين الإيمان بقدر الله، وإثبات إرادة العبد، ومشيئته، وفعله، كما يجمعون بين العلم والعبادة، وبين القُوّة والرحمة، وبين العمل مع الأخذ بالأسباب وبين الزهد.

ـ الإتباع، وترك الابتداع، والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف في الدين.

ـ الإقتداء والاهتداء بأئمة الهدى العدول، المقتدى بهم في العلم والعمل والدعوة من الصحابة ومن سار على نهجهم، ومجانبة من خالف سبيلهم.

ـ التوسط: فَهُمْ في الاعتقاد وسط بين فرق الغلو(*) وفرق التفريط، وهم في الأعمال والسلوك وسط بين المُفرطين والمفرِطين.

ـ الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحقّ وتوحيد صفوفهم على التوحيد والإتباع، وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم.

ـ ومن هنا لا يتميزون عن الأمة في أصول الدين باسم سوى السنة والجماعة، ولا يوالون (*) ولا يعادون، على رابطة سوى الإسلام والسنة.

ـ يقومون بالدعوة إلى الله الشاملة لكل شيء في العقائد والعبادات وفي السلوك والأخلاق (*) وفي كل أمور الحياة وبيان ما يحتاجه كل مسلم كما أنهم يحذرون من النظرة التجزيئية للدين فينصرون الواجبات والسنن كما ينصرون أمور العقائد والأمور الفرعية ويعلمون أن وسائل الدعوة متجددة فيستفيدون من كل ما جد وظهر ما دام مشروعًا. والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بما يوجبه الشرع، والجهاد (*) وإحياء السنة، والعمل لتجديد الدين (*)، وإقامة شرع الله وحكمه في كل صغيرة وكبيرة ويحذرون من التحاكم إلى الطاغوت (*) أو إلى غير ما أنزل الله.

ـ الإنصاف والعدل: فهم يراعون حق الله ـ تعالى ـ لا حقّ النفس أو الطائفة، ولهذا لا يغلون في مُوالٍ، ولا يجورون على معاد، ولا يغمطون ذا فضل فضله أيًّا كان، ومع ذلك فهم لا يقدسون الأئمة والرجال على أنهم معصومون وقاعدتهم في ذلك: كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا عصمة إلا للوحي (*) وإجماع (*) السلف.

ـ يقبلون فيما بينهم تعدد الاجتهادات في بعض المسائل التي نقل عن السلف الصالح النزاع فيها دون أن يُضلل المخالف في هذه المسائل فهم عالمون بآداب الخلاف التي أرشدهم إليها ربهم جلّ وعلا ونبيهم صلى الله عليه وسلم.

ـ يعتنون بالمصالح والمفاسد ويراعونها، ويعلمون أن الشريعة (*) جاءت بتحصيل المصالح وتعطيل المفاسد وتقليلها، حيث درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

ـ أن لهم موقفًا من الفتن عامة: ففي الابتلاء يقومون بما أوجب الله تعالى تجاه هذا الابتلاء.

ـ وفي فتنة الكفر يحاربون الكفر(*) ووسائله الموصلة إليه بالحجة والبيان والسيف والسنان بحسب الحاجة والاستطاعة.

ـ وفي الفتنة يرون أن السلامة لا يعدلها شيء والقعود أسلم إلا إذا تبين لهم الحق وظهر بالأدلة الشرعية فإنهم ينصرونه ويعينونه بما استطاعوا.

ـ يرون أن أصحاب البدع (*) متفاوتون قربًا وبعدًا عن السنة فيعامل كل بما يستحق ومن هنا انقسمت البدع إلى: بدع لا خلاف في عدم تكفير أصحابها مثل المرجئة (*) والشيعة (*) المفضلة، وبدع هناك خلاف في تكفير أو عدم تكفير أصحابها مثل الخوارج (*) والروافض (*)، وبدع لا خلاف في تكفير أصحابها بإطلاق مثل الجهمية (*) المحضة.

ـ يفرقون بين الحكم المطلق على أصحاب البدع عامة بالمعصية أو الفسق أو الكفر(*) وبين الحكم على المعين حتى يبين له مجانبة قوله للسنة وذلك بإقامة الحجة وإزالة الشبهة.

ـ ولا يجوزون تكفير أو تفسيق أو حتى تأثيم علماء المسلمين لاجتهاد (*) خاطئ أو تأويل بعيد خاصة في المسائل المختلف فيها.

ـ يفرقون في المعاملة بين المستتر ببدعته والمظهر لها والداعي إليها.

ـ يفرقون بين المبتدعة من أهل القبلة مهما كان حجم بدعتهم وبين من عُلم كفره بالاضطرار من دين الإسلام كالمشركين وأهل الكتاب وهذا في الحكم الظاهر على العموم مع علمهم أن كثيرًا من أهل البدع منافقون وزنادقة (*) في الباطن.

ـ يقومون بالواجب تجاه أهل البدع ببيان حالهم، والتحذير منهم وإظهار السنة وتعريف المسلمين بها وقمع البدع (*) بما يوجبه الشرع من ضوابط.

ـ يصلون الجمع والجماعات والأعياد خلف الإمام مستور الحال ما لم يظهر منه بدعة (*) أو فجور فلا يردون بدعة ببدعة.

ـ لا يُجٍوزون الصلاة خلف من يظهر البدعة أو الفجور مع إمكانها خلف غيره، وإن وقعت صحت، ويُؤَثِّمون فاعلها إلا إذا قُصد دفع مفسدة أعظم، فإن لم يوجد إلا مثله، أو شرّ منه جازت خلفه، ولا يجوز تركها، ومن حُكِمَ بكفره فلا تصح الصلاة خلفه.

ـ فِرقُ أهل القبلة الخارجة عن السنة متوعدون بالهلاك والنار، وحكمهم حكم عامة أهل الوعيد، إلا من كان منهم كافرًا في الباطن.

ـ والفرق الخارجة عن الإسلام كُفّار في الجملة، وحكمهم حكم المرتدين.

• ولأهل السنة والجماعة (*) أيضًا منهج (*) شامل في تزكية النفوس وتهذيبها، وإصلاح القلوب وتطهيرها، لأن القلب عليه مدار إصلاح الجسد كله وذلك بأمور منها:

ـ إخلاص التوحيد لله تعالى والبعد عن الشرك والبدعة مما ينقص الإيمان أو ينقصه من أصله.

ـ التعرف على الله جل وعلا بفهم أسمائه الحسنى وصفاته العلى ومدارستها وتفهم معانيها والعمل بمقتضياتها؛ لأنها تورث النفس الحب والخضوع والتعظيم والخشية والإنابة والإجلال لله تعالى .

ـ طاعة الله ورسوله بأداء الفرائض والنوافل كاملة مع العناية بالذكر وتلاوة القرآن الكريم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصيام وإيتاء الزكاة وأداء الحج والعمرة وغير ذلك مما شرع الله تعالى.

ـ اجتناب المحرمات والشبهات مع البعد عن المكروهات.

ـ البعد عن رهبانية النصرانية والبعد عن تحريم الطيبات والبعد عن سماع المعازف والغناء وغير ذلك.

ـ يسيرون إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء ويعبدونه تعالى بالحب والخوف والرجاء.

• ومن أهم سماتهم: التوافق في الأفهام، والتشابه في المواقف، رغم تباعد الأقطار والأعصار، وهذا من ثمرات وحدة المصدر والتلقي.

ـ الإحسان والرّحمة وحسن الخُلق مع الناس كافةً فهم يأتمون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في علاقاتهم مع بعضهم أو مع غيرهم.

ـ النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم.

ـ الاهتمام بأمور المسلمين ونصرتهم، وأداء حقوقهم، وكفّ الأذى عنهم.

ـ موالاة المؤمن لإيمانه بقدر ما عنده من إيمان ومعاداة الكافر لكفره ولو كان أقرب قريب.

• لا يعد من اجتهد في بيان نوع من أصول أهل السنة مبتدعًا ولا مفرطًا ما دام لا يخالف شيئًا من أصول أهل السنة والجماعة (*).

• كل من يعتقد بأصول أهل السنة والجماعة ويعمل على هديها فهو من أهل السنة ولو وقع في بعض الأخطاء التي يُبدّع من خالف فيها

بسم الله الرحمان الرحيم اهلا بكم .

.الزميل ..esam maged هل يمكن ان اشاركك فى هدا الموضوع اعتقد انى عضو غير مرغوب به..

..اريد ان نتناقش فى بعض المسائل واحببت ان اشاركك لنستفيد ان امكن انا مقيد حد الان …
فانى اطلب الادن منك…فان وافقت …فشكرا لك..

ولدى طلب اخر..

اطلب من المشرف هدا المنتدى ان يصلح دالك العطل فانى اردت ان اضع موضوع جديد الا انى لم استطع اعتقد انه عقوبة
..ولا انكر اننى احببت هدا المنتدى.. مع كل احترامى للجميع

.ا شكرا

اخي الفاضل الكريم لا تقل هذا الكلام اولا يجب ان نتشرف بالاسم
لانه يمكن ان يكون بيننا علاقة صداقة
ويمكن بكل سرور ان تشاركني الموضوع لاني احب كل اعضاء المنتدي
وان شاء الله رئيس المنتدي سوف يصلح ذلك العطل
وتقبل خالص تحياتي وشكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
السلام عليكم : شكرا للقلم المبدع ……جعل الله اسهاماتك في ميزان حسناتك
جزآآكـ الله خيرا
والله يجعل ما قدمتِ في ميزآن اعمالك

اثنان خير من واحد وثلاث خير من اثنين وأربعة خير من ثلاثة، فعليكم بالجماعة، 2024.

السلام عليكم
حديث :
( اثنان خير من واحد وثلاث خير من اثنين وأربعة خير من ثلاثة، فعليكم بالجماعة، فإن الله عز وجل لن يجمع أمتي على ضلالة )
قال عنه الألباني :
(موضوع)
يعني مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم
والله أعلم
هذا طبعا بخلاف الرواية التي صححها الشيخ الألباني وهي قوله صلى الله عليه وسلم ::
(((لا يجمع الله أمتي على ضلالة أبدا ويد الله على الجماعة)))
فهذه الرواية صححها الشيخ الألباني
فلا يجملنا تشابه بعض الروايات في ألفاظها أن نخلط في الحكم عليها فنجعلها كلها لها حكم واحد ظنا منا أنها رواية واحدة .
فتحري الدقة مطلوب في ألفاظ كل حديث
والله أعلم
انشر لغيرك
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
بارك الله
فيك ولا يحرمك
اجر والثواب ماكتبت
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا وبارك فيك

الجماعة بين الحكم والمحاكمة 2024.

نشأت جماعة الإخوان المسلمين على يد مؤسسها حسن البنا عام 1928 تحمل رؤية إصلاح سياسى واجتماعى واقتصادى شامل من منظور إسلامى من خلال بناء مجتمع مسلم يقوم على الفرد متين العقيدة صحيح العبادة تتكون من خلاله أسرة تكون نواة لمجتمع يقوم على أساسه نموذج لدولة مسلمة يحتذى بها، والفكرة جبدة تستحق التقدير لكن دائما ما تكون المشكلة فى المسلك وليس فى المنهج.

تحول مسار الجماعة من أن تكون جزء من الحركة الدعوية والوطنية الفاعلة فى المجتمع إلى أن تكون جزءا من التوازنات السياسية فكانت ورقة فى يد عبد الناصر استخدمها ضد محمد نجيب ثم انقلب عليها واستخدمها السادات ضد التيار الشيوعى ثم انقلب عليها واستخدمها مبار، كفزاعة فى وجه أمريكا والغرب ليحقق من خلال ذلك توازنا فى علاقته بأمريكا ودول الغرب ولطول فترة حكم مبارك سارت الجماعة فى فلكه تضييقا بالسجن والملاحقة تارة وبالتوافق والتعاون تارة أخرى.

عقب ثورة يناير تصورت الجماعة أنها قريبة الشبه بيوسف عليه السلام، خرجت من السجن لتتقلد مقاليد الحكم ولم تع أن ما أهّل يوسف لصدارة المشهد فى فترة بالغة الصعوبة من قحط ومجاعة هو السجن وفقط فيوسف الذى زج به فى السجن ظلما وبهتانا كان قد تربى قبل ذلك فى بيت العزيز، قريب من شؤون الملك وإدارة الحكم وصنع القرار إضافة لما أتاه الله من حصافة الفكر ورجاحة العقل وحسن التأويل وكفاءة التدبير، لكن الملاحظ وبعد تجربة أن الجماعة كانت أشبه ما يكون بأصحاب الكهف الذين آمنوا بربهم حق الإيمان ولبثوا فى كهفهم سنين عددا ثم جاءوا قومهم بلغة غير مفهومة وعملة غير متداولة تعامل بها الإخوان من غياب الرؤية وانسداد الأفق وتأزم الفكر والانغلاق على الجماعة لا الانفتاح على المجتمع إضافة إلى التعنت فى التعامل مع المتغيرات السياسية حتى أبى المجتمع أن يتعامل بتلك العملة البالية.

المشكلة أن الجماعة ذات التوجه الإصلاحى كانت بعيدا عن النهج الثورى الذى يحتاج إلى سرعة الأداء والسبق بالفعل دون الانتظار لرد الفعل، لقد سعت الجماعة شرقا وغربا للبحث عن نموذج تهتدى به للنهوض بالبلاد والخروج من الإنفاق السياسية والاجتماعية والاقتصادية المظلمة التى خلفها نظام مبارك، فتارة إلى التجربة الماليزية ثم التركية وبعدها البرازيلية إلى أن اهتدت إلى الضالة المنشودة وهى اتباع نظام مبارك الذى يقوم على التعنت واللامبالاة تجاه الآخرين صوابا أو خطأ وحذت حذوه شبرا بشبر وذراع بذراع حتى وصلت إلى ما وصل إليه.

لقد كان الخطأ الفادح للجماعة أنها تصدرت المشهد السياسى دون توثيق الصلة بالمجتمع بصورة عملية وتفاعلية فى وقت لم يكن مسموح فيه بالأخطاء لمن تصدر المشهد رغما عنه أو رغبة منه، فالتسلسل المنهجى للجماعة يبدأ ببناء الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع وأخيرا الدولة لكنها تجاوزت المجتمع وانطلقت من الأسرة إلى الدولة وهذا أوجد انفصال تام بينها وبين المجتمع مما أفقدها الالتفاف الشعبى الذى هو رأسمال أى تيار أو فصيل سياسى يريد أن يتصدر المشهد ويتولى شؤون البلاد خصوصا فى مراحل التغير التى يمر بها أى مجتمع بعد ثورة عظيمة كثورة يناير.

نهاية لابد من وضع الأمور فى نصابها والقول بأن الجماعة أخطأت أخطاء سياسية فادحة كلفتها ثمانين عاما من العمل والجهد لتحقيق الهدف الذى حادت عنه ولابد للمخطئ أن يحاسب فى حدود خطأه بالقانون علما بأنها لم تكن هى الوحيدة التى تتحمل التبعة فالأخطاء طالت الجميع أحزابا وتيارات، أفرادا وجماعات ومن لم يحمل خطأ (سياسى) فليرمها بحجر، فهذا وقت الحساب للجميع أن أردنا إصلاحا وتوفيقا.

مشكور اخى لاجابتك المختصرة الجميلة

دمت بكل خير

عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة في صفة الاسْتِوَاء وعُلُوِّ الله على خَلْقِه 2 2024.

عقيدة السلف الصالح
أهل السنة والجماعة
في صفة الاسْتِوَاء وعُلُوِّ الله على خَلْقِه
(جزء 2 من 3)

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
يشتمل هذا المقال على:
1. أقوال السلف الصالح في صفة الإستواء وعلو الله على خلقه.
2. شهادة العلماء الذين أتوا من بعدهم بأن هذه هي عقيدة السلف الصالح وأهل السنة والجماعة.
ملاحظة: الترتيب حسب تاريخ الوفاة.

أقوال السلف الصالح:

الصحابة رضوان الله عليهم
1. أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، صعد أبو بكر رضي الله عنه المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس! إن كان محمدٌ إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم محمدًا قد مات، وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم لم يمت، ثم تلا: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} (1) حتى ختم الآية …» (2) إسناده حسن.
2. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مئة عام وبين كل سماءين مسيرة خمس مئة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة خمس مئة عام وبين الكرسي وبين الماء مسيرة خمس مئة عام والعرش فوق الماء والله تبارك وتعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه» درجته: حسن. (3)

بعد جيل الصحابة إلى 200 هـ
3. قال ابن اسحاق (150 هـ) إمام المغازي: «يقول تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف : 54] الآية، وقال تعالى {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود : 7] الآية، فكان كما وصف نفسه تبارك وتعالى إذ ليس إلا الماء، عليه العرش، وعلى العرش ذوالجلال والعزة والسلطان والملك والقدرة والحلم والعلم والرحمة والنعمة الفعال لما يريد، الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، الأول لم يكن قبله شيء لخلقه الخلق وليس معه شيء غيره، الآخر لبقائه بعد الخلق كما كان ليس قبله شيء، الظاهر الباطن في علوه على خلقه فليس شيء فوقه، الباطن لإحاطته بخلقه فليس دونه شيء.» (62)
4. أبو حنيفة النعمان (ت 150 هـ) :
قال الإمام الطحاوي في "العقيدة الطحاوية" التي أملى فيها عقيدة الإمام أبي حنيفة وصاحبيهأبو يوسف ومحمد بن الحسن: «والعرش والكرسي حق كما بين في كتابه، وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه» قوله: (وفوقه) أي "وفوق كل شيء" إثبات لفوقية الله عز وجل فوق كل المخلوقات بما فيها العرش.
وقوله في موضع آخر «لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات» نفي لإحاطة الخلق بالله عز وجل، فـ(لا تحويه الجهات الست) التي هي مخلوقاته، بل هو فوق الجهات والمخلوقات كلها. وهو رد على الحلُولِيَّة والجهمية الذين كانوا يقولون بأن الله حالٌّ في خلقه، وأنه في كل مكان، تعالى الله علو الكبيرا.
ورُوي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال في الفقه الأكبر: «من قال: "لا أعرف الله أفي السماء أم في الأرض" فقد كفر، قال الله تعالى {الرحمن على العرش استوى} فإن قال: "أقول بهذه الآية ولكن لا أدري أين العرش في السماء أم في الأرض" فقد كفر أيضا» (4) وذلك لأن في كلا القولين شك في فوقية الله عز وجل، لا يدري هل الله فوق مخلوقاته أم لا، وفيه اعتقاد احتمال وجود الله عز وجل في الأرض داخل مخلوقاته، تعالى الله علوا كبيرا. فكان بذلك منكرا للنصوص الشرعية، ومعتقدًا جواز حلول الله في خلقه، وكلاهما كفر.

5. مالك بن أنس (179 هـ) : جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله {الرحمن على العرش استوى} فكيف استوى؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء (5)، ثم قال: «الإستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا» فأمر به أن يخرج. (6)
قال أبو بكر ابن العربي المالكي عند حديثه عن أحاديث الصفات: (ومذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله: "الإستواء معلوم والكيفية مجهولة".) (7)
وعن الإمام مالك أنه قال: «الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء» (8)
الذين شهدوا بأن هذه هي عقيدة الإمام مالك رحمه الله: أبو حاتم الرازي (277 هـ) – ابن أبي زيد القيرواني (386 هـ) – محمد بن موهب المالكي (406 هـ) – أبو القاسم اللالكائي (418 هـ) – أبو نصر السجزي (444 هـ)، وسيأتي ذكر أقوالهم إن شاء الله.

6. قال حماد بن زيد (179 هـ): (إنما يدورون على أن يقولوا: ليس في السماءإله) يعني الجهمية. صحيح.(9)
7. ابن المبارك (181 هـ) : قال علي بن الحسن بن شقيق: سألت عبد الله بن المبارك: "كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز وجل؟"
قال: «على السماء السابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية: أنه ها هنا في الأرض» (10) صحيح.
وفي رواية: قال ابن المبارك: «بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه» (11) إسناده حسن.
8. أبو يوسف القاضي (182 هـ) ومحمد بن الحسن الشيباني (189 هـ) صاحبا أبي حنيفة: قد مر ذكر اعتقادهما عند ذكر اعتقاد الإمام أبي حنيفة رحمهم الله جميعا.
9. قال جرير بن عبد الحميد الضبي (188 هـ) : (كلام الجهمية أوله عسل، وآخره سم، وإنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء إله) (12)
10. قال أبو معاذ خالد بن سليمان البلخي (199 هـ) : (كان جهم على معبر ترمذ، وكان فصيح اللسان، ولم يكن له علم ولا مجالسة أهل العلم، فكلم السُمَنية [ديانة بوذية]، فقالوا له: صف لنا ربك الذي تعبده. فدخل البيت لا يخرج، ثم خرج إليهم بعد أيام فقال: "هو هذا الهواء مع كل شيء، وفي كل شيء، ولا يخلوا منه شيء." قال أبو معاذ: "كذب عدو الله، إن الله في السماء على العرش كما وصف نفسه.") (61)

201 إلى 300 هـ
11. محمد بن إدريس الشافعي (204 هـ) : قال أبو عثمان الصابوني: "وإمامنا أبو عبد الله محمد بن إدريس السافعي رضي الله عنه احتج في كتابه المبسوط في مسألة اعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة، وأن غير المؤمنة لا يصح التكفير بها بخير معاوية بن الحكم، وأنه أراد أن يعتق الجارية السوداء لكفارة، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إعتاقه إياها، فامتحنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها: ”من أنا؟“ فأشارت إليه وإلى السماء، يعني أنك رسول الله الذيفي السماء، فقال صلى الله عليه وسلم: ”أعتقها فإنها مؤمنة“. فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما اقرت بأن ربها في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية. وإنما احتج الشافعي رحمة الله عليه على المخالفين في قولهم بجواز إعتاق الرقبة الكافرة في الكفارة بهذا الخبر؛ لاعتقاده أن الله سبحانه فوق خلقه، وفوق سبع سماواته على عرشه، كما معتقد المسلمين من أهل السنة والجماعة، سلَفِهم وخلفِهم؛ إذ كان رحمه الله لا يرو خبرًا صحيحًا ثم لا يقول به." ثم ذكرًا آثرين في ذلك منها قول الشافعي رحمه الله – منكرًا على رجل سأله عن حديث حدث به الشافعي هل يقول به؟ – : «… أروي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم لا أقول به !». [عقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني ص118 و189]
وممن شهد بأنها عقيدة الإمام الشافعي : الحافظ أبو حاتم الرازي (195 – 277 هـ)، وسيأتي ذكر قوله.
12. قال سعيد بن عامر الضبعي (208 هـ) وهو من شيوخ البخاري: « الجهمية شرٌّ قولاً من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان: أن الله تبارك وتعالى على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء.» صحيح. (13)
13. قال محمد بن يوسف الفريابي (212 هـ) وهو من شيوخ البخاري: «من قال: إن الله ليس على عرشه فهو كافر.»[خلق أفعال العباد للإمام البخاري (ج2 ص39)]
14. قال محمد بن مصعب الدَّعَّاء (228 هـ) : « من زعم أنك لا تَتَكلَّم ولا تُرَى في الآخرة فهو كافر بوجهك لا يعرفك، أشهدُ أنك فوق العرش فوق سبع سموات، ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة » صحيح. (14)
15. أبو عبد الله ابن الأعرابي (231 هـ) : قال أبو سليمان داود بن علي: كنا عند ابن الاعرابي فأتاه رجل فقال له: "ما معنى قول الله عز و جل: {الرحمن على العرش استوى} ؟
فقال: « هو على عرشه كما أخبر عز و جل. »
فقال: "يا أبا عبد الله ليس هذا معناه، إنما معناه استولى."
قال: « اسكت! ما أنت وهذا لا يقال: استولى على الشيء إلا أن يكون له مضاد فإذا غلب أحدهما قيل: استولى، أما سمعت النابغة:

ألا لمثلك أو من أنت سابقه *** سبق الجواد إذا استولى على الأمد» (15)

16. قال قتيبة بن سعيد (240 هـ) : « هذا قول الأئمة المأخوذ في الإسلام والسنة» وذكر مجموعة من العقائد منها: «ونعرف الله في السماء السابعة على عرشه، كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه : 5 ، 6] » (16) صحيح.
17. أحمد بن حنبل (241 هـ) : قال يوسف بن موسى القطان (17): (قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: الله عز و جل فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه في كل مكان؟
قال: « نعم على العرش وعلمه لا يخلو منه مكان. “ صحيح. (18)
الذين شهدوا بأن هذه هي عقيدة الإمام أحمد رحمه الله: صاحباه: أبو حاتم الرازي (277 هـ) وحرب الكرماني (280 هـ)أبو القاسم اللالكائي (418 هـ) – أبو نصر السجزي (444 هـ).
وسيأتي ذكر أقوالهم إن شاء الله.

18. قال محمد بن أسلم الطوسي (242 هـ) : قال لي عبد الله بن طاهر: "قد بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى السماء"، فقلتُ برأسي هكذا إلى السماء ساعة، ثم قلت: «ولِمَ لا أرفع رأسي إلى السماء؟ وهل أرجو الخير إلا ممن في السماء ؟! »[سير أعلام النبلاء للذهبي (12 / 202)، والعلو للعلي الغفار (ص191)، بإسناد جيد من طريق أبي عبد الله الحاكم قال: دثنا يحيى العنبري حدثنا أحمد بن سلمة حدثنا محمد بن أسلم.]
19. قال الحارث المحاسبي الصوفي (243 هـ) : « وأما قوله {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5]) {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام : 18] و{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك : 16]» وذكر عددًا من الآيات، ثم قال: «فهذا يوجب أنه فوق العرش، فوق الأشياء، منزه عن الدخول في خلقه، لا يخفى عليه منهم خافية، لأنه أبان في هذه الآيات أن ذاته بنفسه فوق عباده لأنه قال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ [الملك : 16]} يعني فوق العرش، والعرش على السماء، لأن من كان فوق شيء على السماء فهو في السماء، وقد قال مثل ذلك {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ} [التوبة : 2] يعني على الأرض لا يريد الدخول في جوفها وكذلك قوله:{وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه : 71] يعني فوقها» (19)
20. قال خُشَيْش بن أصرم (253 هـ) في كتابه "الإستقامة": «وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض، وقد دل في كتابه أنه في السماء دون الأرض بقوله حين قال لعيسى عليه السلام {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران : 55]، وقوله {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء:157 ، 158] وقال: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة : 5]»وذكر جملة من الأدلة من القرآن، ثم قال: «لو كان في الأرض كما هو في السماءلم يُنَزّل من السماء إلى الأرض شيئا، ولكان يصعد من الأرض إلى السماء كما ينزل من السماء إلى الأرض، وقد جاءت الآثار عن النبي أن الله عز و جل في السماء دون الأرض) ثم ذكر أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال: «من كفر بآية من كتاب الله فقد كفر به أجمع، فمن أنكر العرش فقد كفر به أجمع، ومن أنكر العرش فقد كفر بالله، وجاءت الآثار بأن لله عرشا وأنه على عرشه.» (20)
21. محمد بن يحيى الذهلي (258 هـ) : كتب أبو عمرو المستملي (21) : (سُئل محمد بن يحيى عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ليعلم العبد أن الله معه حيث كان." فقال: « يريد أن الله علمه محيط بكل ما كان، والله على العرش.» (22)
22. أبو زرعة الرازي (264 هـ) : قال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك فقالا: « أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم:» وذكرا أمورا منها «وأن الله عز و جل على عرشه بائن من خلقه، كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسول صلى الله عليه و سلم بلا كيف، أحاط بكل شيء علما {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى : 11] » (23)
23. قال إسماعيل بن يحيي المزني الشافعي (264 هـ) في كتابه في السنة : « عالٍ على عرشه، وهو دانٍ بعلمه من خلقه، أحاط علمه بالأمور، وأنفذ في خَلْقِه سابق المقدور {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر : 19]»
وقال في موضع آخر: « عالٍ على عرشه، بائن من خلقه » (24)
24. أبو حاتم الرازي (277 هـ) : قال أبو القاسم اللالكائي: "ووجدت في بعض كتب أبي حاتم محمد بن إدريس ابن المنذر الحنظلي الرازي -رحمه الله- مما سمع منه، يقول: « مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ومن بعدهم بإحسان، مذهب أهل الأثر مثل أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن إبراهيم ، وأبي عبيد القاسم بن سلام ، والشافعي . ولزوم الكتاب والسنة، والذب عن الأئمة المتبعة لآثار السلف، واختيار ما اختاره أهل السنة من الأئمة في الأمصار مثل : مالك بن أنس في المدينة ، والأوزاعي بالشام ، والليث بن سعد بمصر ، وسفيان الثوري وحماد بن زياد بالعراق من الحوادث مما لا يوجد فيه رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين) ) وذكر أمورا منها: « أن الله على عرشه بائن من خلقه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11] »." (25)
25. قال أبو عيسى الترمذي (279 هـ) : « عِلْم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف في كتابه. » (26)
26. قال حرب بن إسماعيل الكرماني (280 هـ) في مسائله: « هذا مذهب أهل العلم، وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسّكين بها، المُقتدى بهم فيها من لَدُن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا، وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام -وغيرهم-؛ فَمَن خالف شيئاً من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلَها، فهو مخالفٌ مبتدعٌ خارجٌ عن الجماعة، زائلٌ عن منهج السّنّة وطريق الحق. وهو مذهب أحمد وإسحاقَ بن إبراهيم بن مَخْلَد، وعبدالله بن الزبير الحُمَيدي، وسعيد بن منصور -وغيرهم- ممن جالسْنا وأخذنا عنهم العلم، فكان من قولهم: » (27) وذكر أمورا كثيرة منها: « وخلق سبع سماوات بعضها فوق بعض وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض، وبين الأرض العليا إلى السماء الدنيا مسيرة خمس مئة عام ، وبين كل سماء إلى سماء خمس مئة عام، والماء فوق السماء العليا السابعة، وعرش الرحمن – عز وجل- فوق الماء، والله – عز وجل- على العرش … وهو على العرش فوق السماء السابعة،ودونه حجب من نار ونور وظلمة، وما هو أعلم به. فإذا احتج مبتدع أو مخالف بقول الله – عز وجل-: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]، وبقوله – تعالى-: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [ المجادلة:7 ] ،ونحو هذا من متشابه القرآن؛ فقل إنما يعني بذلك العلم؛ لأن الله – عز وجل- على العرش فوق السماء السابعة العليا، يعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه، لا يخلو من علمه مكان.) (28)
وقال ابن أبي حاتم في كتابه "الرد على الجهمية": أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني: « الجهمية أعداء الله، وهم الذين يزعمون أن القرآن مخلوق، وأنه لا يعرف لله مكان، وليس على عرش، ولا كرسي، وهم كفار فاحذرهم.» (29)

27. قال عثمان الدارمي (280 هـ) : (وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سمواته) (30)
وقال: (فالله تبارك وتعالى فوق عرشه، فوق سمواته، بائن من خلقه، فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبده) (31)
28. قال أبو بكر بن أبي عاصم (287 هـ) في كتابه "السنة": «باب: ما ذكر أن الله تعالى في سمائه دون أرضه» ثم روى بإسناده حديث الجارية الذي فيه سؤال النبي صلى الله عليه وسلم "أين الله؟". (32)
29. قال أبو جعفر بن أبي شيبة (297 هـ) : « فهو فوق السماوات وفوق العرش بذاته متخلصا من خلقه بائنا منهم، علمه في خلقه لا يخرجون من علمه. » (33)
30. قال عمرو بن عثمان المكي الصوفي (297 هـ) في كتاب "أداب المريدين والتعرف لأحوال العبّاد" في باب ما يجيء به الشياطين للتائبين: (إذا هم امتنعوا عليه واعتصموا بالله فإنه يوسوس لهم في أمر الخالق ليفسد عليهم أحوال التوحيد) وذكر كلاما طويلا إلى أن قال: « فهو تعالى القائل: {أنا الله} لا الشجرة، الجائي قبل أن يكون جائيا، لا أمره، المستوي على عرشه بعظمة جلاله دون كل مكان » (34)

شهادة العلماء الذين أتوا بعد عهد السلف الصالح بأن هذا الإعتقاد هو عقيدة السلف، عقيدة المسلمين، عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث:

من 301 إلى 500 هـ)
31. قال أبو الحسن الأشعري (324 هـ) في كتابه "مقالات الإسلاميين": (باب اختلافهم في البارىء هل هو في مكان دون مكان؟ أم لا في مكان؟ أم في كل مكان ؟ ) وذكر أقوال الفرق ثم قال: (قال أهل السنة وأصحاب الحديث: … وأنه على العرش كما قال عز وجل {الرحمن على العرش} ولا نقدم بين يدى الله في القول بل نقول استوى بلا كيف) (35)
وقال في موضع آخر: (جُملة ما عليه أهل الحديث والسنة: الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله) وذكر أمورا منها: (وأن الله سبحانه على عرشه كما قال {الرحمن على العرش استوى} (36)
32. قال أبو بكر الآجري (360 هـ) : (فعِلْمُه عز وجل محيط بجميع خلقه، وهو على عرشه، وهذا قول المسلمين.) (37)
33. قال ابن أبي زيد القيرواني المالكي (386 هـ) في كتابه "الجامع" : (فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خِلافُها بدعةٌ وضلالة: أن الله تبارك اسمه) وذكر أمورا منها: (وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه، وأنه في كل مكان بعلمه) وذكر باقي الإعتقاد ثم قال في آخره: (وكل ما قدَّمنا ذِكْرَه فهوقول أهل السنة وأيمة الناس في الفقهِ والحديث على ما بيناه، وكله قول مالك، فمنه منصوص من قوله، ومنه معلوم من مذهبه.) (38)
34. قال ابن بطة العكبري الحنبلي (387 هـ) في كتابه الإبانة الكبرى: ( وأجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سماواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه لا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية.)
35. قال ابن أبي زَمَنِين المالكي (ت 399هـ) : (ومن قول أهل السنة : أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق ، ثم استوى عليه كيف شاء ، كما أخبر عن نفسه في قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه: 5 ، 6]) (39)
وقال: (ومن قول أهل السنة : أن الله عز وجل بائن من خلقه، مُحتجب عنهم بالحُجُب) (40)
36. قال محمد بن موهب المالكي (406 هـ) في شرحه لرسالة الإمام ابن أبي زيد: (وقد تأتي لفظة «في» في لغة العرب بمعنى فوق، كقوله {فأمشوا في مناكبها} و(في جذوع النخل}
و{أأمنتم من في السماء} قال أهل التأويل(41): يريد فوقها، وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله في السماء يعني فوقها وعليها) (42)

37. قال أبو القاسم اللالكائي الشافعي (418 هـ) : (سياق ما رُوي في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} وأن الله على عرشه في السماء. وقال عز وجل: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} وقال: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} وقال: {وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة}. فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه. ورُوي ذلك عن الصحابة: عن عمر وابن مسعود وابن عباس وأم سلمة.ومن التابعين: ربيعة بن أبي عبد الرحمن وسليمان التيمي ومقاتل بن حيان. وبه قال الفقهاء: مالك بن أنس وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل.) (43)
38. قال أبو عمر الطلمنكي المالكي (429 هـ) في كتابه "الوصول إلى معرفة الأصول": (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله: {وهو معكم أينما كنتم} ونحو ذلك من القرآن: أنه علمه، وأن الله تعالى فوق السموات بذاته، مستو على عرشه كيف شاء.
وقال أهل السنة في قوله: {الرحمن على العرش استوى} : إن الإستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز) (44)
39. قال أبو نعيم الأصبهاني الصوفي (ت 430هـ) في كتابه "محجة الواثقين: (وأجمعوا أن الله فوق سماواته وأنه عال على عرشه ، مستو عليه ، لا مستول كما تقول الجهمية) (45)
وقال في كتاب الإعتقاد له: (طريقنا طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومما اعتقدوه: أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة) وذكر جملة من العقائد منها: (وأن الأحاديث التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في العرش، وإستواء الله عليه، يثبتونها، من غير تكييف، ولا تمثيل، وأن الله تعالى بائن من خلقه، والخلق بائنون منه، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم، وهو مستو على عرشه في سمائه دون أرضه) (46)
40. قال أبو نصر السجزي الحنفي (ت. 444 هـ) في كتابه الإبانة: (أئمتناكسفيان الثوري، ومالك، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، عبد الله بن المبارك، والفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه متفقون على أن الله سبحانه وتعالى بذاته فوق العرش، وعلمه بكل مكان) (47)
41. قال أبو عثمان الصابوني الشافعي (ت 449هـ) في كتابه "عقيدة السلف أصحاب الحديث": (ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله سبحانه فوق سبع سمواته، على عرشه مستو؛ كما نطق به كتابه، في قوله عز وجل في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف :54]) وذكر آيات الإستواء على العرش وآيات أخرى في علو الله، بعضها ذكرناها في الجزء الأول للمقال، ثم قال: (وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف رحمهم الله لم يختلفوا في أن الله على عرشه، وعرشه فوق سمواته.) (48)
42. قال ابن عبد البر المالكي (ت 463 هـ) في كتابه "التمهيد": (وأما احتجاجهم بقوله عز {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة:7] فلا حجة لهم في ظاهر هذه الآية، لأن علماء الصحابة والتابعين الذين حملت عنهم التآويل (49) في القرآن قالوا في تأويل هذه الآية: هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله.) (50)
وقال في شرح حديث النزول: (وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات، كما قالت الجماعة. وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم أن الله عز وجل في كل مكان، وليس على العرش.) (51)
وقال في "الإستذكار": (الله عز وجل في السماء على العرش مِن فوقِ سبع سماوات، وعِلْمُه في كل مكان كما قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر.) (52)

من 501 إلى 750 هـ
43. قال الحسين البغوي الشافعي (ت 510هـ) : (وقال الله عز وجل (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وقال الله تعالى (ثم استوى على العرش) ) وذكر عددا من الآيات والأحاديث في الصفات، ثم قال-: (فهذه ونظائرها صفات لله تعالى ورد بها السمع يجب الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل ، مجتنبا عن التشبيه، معتقدا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق ، قال الله سبحانه وتعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [ الشورى : 11 ]. وعلى هذا مضى سلف الأمة ، وعلماء السنة) (53)
44. قال يحيى العمراني الشافعي (ت 558هـ) : (عند أصحاب الحديث والسنةأن الله سبحانه بذاته، بائن عن خلقه، على العرش استوى فوق السموات، غير مماس له، وعلمه محيط بالأشياء كلها) (54)
45. قال ابن قدامة المقدسي الحنبلي (ت 620هـ) : (فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك محمد خاتم الأنبياء، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابه الأتقياء والأئمة من الفقهاء، وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزًا في طباع الخلق أجمعين، فتَرَاهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم، وينتظرون مجئ الفرج من ربهم، وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته، أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته) (55)
46. كتب ابن الصلاح الشافعي (ت 643هـ) على القصيدة في السنة المنسوبة إلى أبي الحسن الكرجي (532 هـ) : (هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث) (56)، ومما جاء في تلك القصيدة:

عقيدة أصحاب الحديث فقد سمت *** بأرباب دين الله أسنى المراتب
عقائدهم أن الإله بذاته *** على عرشه مع علمه بالغوائب

47. قال أبو عبد الله القرطبي المالكي (671 هـ= في كتابه "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى": (وأظهر هذه الأقوال … ما تظاهرت عليه الآي والأخبار أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف، بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات.) (57)
وقال في تفسيره: (وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نَطَقوا هم والكافَّة بإثباتها (58) لله تعالى كما نطق كتابُه وأخبرت رسله. ولم يُنكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخصَّ العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جَهِلوا كيفية الاستواء فإنه لا تُعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم – يعني في اللغة – والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة.) (59)
48. قال شمس الدين الذهبي الشافعي (ت 748هـ) في خاتمة كتابه "العلو للعلي الغفار" : (والله فوق عرشه كما أجمع عليه الصدر الأول ونقله عنهم الأئمة)
وقال في كتاب العرش له: (الدليل على أن الله تعالى فوق العرش، فوق المخلوقات، مباين لها، ليس بداخل في شيء منها، على أن علمه في كل مكان. الكتاب، والسنة، وإجماع الصحابة، والتابعين، والأئمة المهديين.) (60)

للسـؤال أو التعليـق على المقـال

مواضيع ذات صلة

هل أقوال السلف في العلو تُـشير إلى علو المكانة أم الذات ؟
معنى قولهم أن «الله في السماء»
الإيمان بالعـرش

(1) آل عمران : 144
(2) مصنف ابن أبي شيبة (ج20 ص560-5620) عن (محمد) ابن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر؛ ومن طريقه عثمان الدارمي في الرد على الجهمية (ص44-45)؛ والبزار في مسنده (ج1 ص182-183)
(3) رواه أبو الشيخ في "العظمة" (ج2 ص688-689) قال: حدثنا الوليد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا حجاج، حدثنا حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود رضي الله عنه، وذكره. وروى جزءا منه الإمام الدارمي في نقضه على بشر المريسي (1/ 422) : عن موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود. ورواه أحمد بن مروان الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (6 / 406) بسنده؛ واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (ج3 ص395-396) بسنده، ومن طريقه رواه ابن قدامة في "إثبات صفة العلو" (ص151-152)؛ وغيرهم؛ كلهم من طريق عاصم بن بهدلة. وعاصم صدوق، وقد وثقه جماعة، وحسّن حديثه آخرون. قال الهيثمي في مجمع الزوائد في عدة مواضع: حسن الحديث. وقال الذهبي في ميزان الأعتدال (2 /357) : هو حسن الحديث. وقال أبو بكر البزار: لم يكن بالحافظ، ولا نعلمُ أحدًا تَرك حديثه على ذلك، وهو مشهور. (تهذيب التهذيب لإبن حجر 2 /251)
(4) شرح الفقه الأكبر لأبي منصور الماتريدي (ص25) – مراجعة: عبد الله بن إبراهيم الأنصاري- طبع بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية الكائنة في الهند – بحيدر آباد الدكن – سنة 1321 هـ
(5) أي العَرَق.
(6) الأسماء والصفات للبيهقي (ج2 ص305-306)، والأثر ثابت ومشهور عن الإمام مالك.
(7) عارضة الأحوذي شرح صحيح الترمذي (ج3 ص166)
(8) "السنة" لعبد الله بن أحمد بن حنبل (ج1 ص280) عن أبيه (الإمام أحمد) عن سريج بن النعمان عن عبد الله بن نافع عن الإمام مالك.
(9) سير أعلام النبلاء للذهبي (ج7 ص461) وتذكرة الحفاظ له (ج1 ص168) عن ابن أبي حاتم الرازي الذي رواه في كتابه "الرد على الجهمية" (العلو للعلي الغفار ص143) بسند صحيح؛ وفي رواية أخرى: (إنما يحاولون أن ليس في السماء شيء)، رواه الإمام أحمد في مسنده (ج45 ص566) بسند صحيح، وغيرهم.
(10) "السنة" لعبد الله بن أحمد (ج1 ص111) قال: حدثني أحمد بن ابراهيم الدورقي ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال سألت عبدالله بن المبارك، وذكره. رواته ثقات والسند صحيح.
(11)الرد على الجهمية للدارمي (ص40) قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزار حدثنا علي بن الحسن ابن شقيق عن ابن المبارك. سنده حسن.
(12) رواه ابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية"، ومن طريقه الذهبي في كتابه العرش (ج2 ص191)، وكتابه الأربعين في صفات رب العالمين له (ج1 ص60)، وكتابه "العلو للعلي الغفار"؛ قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو هارون محمد بن خالد (صدوق – الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/245) حدثنا يحيى بن المغيرة (صدوق- الجرح والتعديل 9/191) : سمعت جرير بن عبد الحميد يقول، وذكره.
(13) رواه البخاري في "خلق أفعال العباد" (ج2 ص17) -تحقيق: فهد الفهيد، عن سعيد بن عامر الضبعي، وهو شيخه. ورواه ابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية"، ومن طريقه الذهبي في كتاب العرش (ج2 ص207)، و"العلو للعلي الغفار" له. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: حدثت عن سعيد ابن عامر الضبعي ، وذكره. وذكره الذهبي أيضا في كتابه "الأربعين" في الصفات (ج1 ص42). .
(14) رواه الإمام عبد الله بن أحمد في "السنة" له (ج1 ص173 ) بسند صحيح، قال: حدثني أبو الحسن بن العطار محمد بن محمد (ثقة – [تاريخ بغداد 4/ 334]) قال: سمعت محمد بن مصعب العابد يقول: وذكره. ورواه الدارقطني في كتابه "الصفات" (ص72-73) بسنده عن محمد بن مخلد العطار (ثقة مأمون [سؤالات حمزة للدارقطني ص81]) عن أبي الحسن العطار؛ والنجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق" (ص71) بسنده؛ والخطيب في "تاريخ (بغداد) مدينة السلام" (ج4 ص452).
(15) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج3 ص399) قال: أخبرنا محمد بن جعفر النحوي – إجازة- ثنا أو عبد الله نفطويه قال حدثني أبو سليمان داود بن علي. والأثر صحيح.
(16) شعار أصحاب الحديث لأبي أحمد الحاكم (ص40-41)، قال: سمعت محمد بن إسحاق الثقفي (أبو العباس السراج) قال: سمعت أبا رجاء قتيبه بن سعيد. إسناده صحيح.
(17) هو يوسف بن موسى بن راشد القطان، قال الخطيب البغدادي في تاريخه: وصف غير واحد من الأئمة يوسف بن موسى بالثقة واحتج به البخاري في صحيحه. ا.هـ. توفي يوسف القطان سنة 253 هـ.
(18) شرح اعتقاد أهل السنة للالكائي (3 / 402)؛ ورواه الخلال في كتابه "السنة" عن شيخه يوسف بن موسى القطان عن الإمام أحمد، كما في كتابي الحافظ الذهبي "العرش" (ج2 ص247) و"العلو للعلي الغفار" (ص176)، قال: رواه الخلال عن يوسف. فسنده صحيح.
(19) فهم القرآن ومعانيه للحارث المحاسبي (ص349-350).
(20) "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" لمحمد الملطي الشافعي / باب الفرق وذكرها.
(21) هو أحمد بن المبارك أبو عمرو، محدث نيسابور، توفي سنة أربع وثمانين ومئتين، انظر سيرته في سير أعلام النبلاء (ج13 ص373).
(22) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص186) : من طريق الحاكم قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي، وذكره.
(23) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج1 ص176-177) بسند صحيح.
(24) شرح السنة للمزني (ص79 و82)
(25) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج1 ص180-182)
(26) الجامع الكبير للترمذي (المعروف بسنن الترمذي) (ج5 ص327)
(27) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم (ص827 )، قال: "و نحن نحكي اجماعهم كما حكاه حرب صاحب الإمام أحمد عنهم بلفظه، قال في مسائله المشهورة: …" وذكره.
(28) حادي الأرواح (ص835-836).
(29) كتاب العرش للذهبي (ج2 ص262).
(30) نقض الإمام عثمان بن سعيد الدارمي على المريسي (ج1 ص340)
(31) الرد على الجهمية للدارمي (ص39)
(32) كتاب السنة لابن أبي عاصم (ج1 ص342)
(33) العرش وما رُوي فيه لأبي جعفر بن أبي شيبة (ص291-292)
(34) كتاب العرش للذهبي (ج2 ص272)
(35) مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين لأبي الحسن الأشعري (ج1 ص260)، تحقيق: محمد عبد الحميد.
(36) مقالات الإسلاميين (ج1 ص320)
(37) الشريعة لأبي بكر الآجري (ج3 ص1076)
(38) كتاب الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ لابن أبي زيد القيرواني (ص107- 108 و117)
(39) رياض الجنة بتخريج أصول السنة لابن أبي زمنين (ص88)
(40) رياض الجنة (ص106)
(41) أي التفسير، فالتأويل في اللغة معناه التفسير.
(42) العلو للعلي الغفار – الذهبي (ص264)
(43) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص387-388)
(44) العلو للذهبي (ص246)
(45) مرعي الكرمي في أقاويل الثقات (ص90)، وأبو العون السفاريني في لوامع الأنوار البهية (ج1 ص196-197)
(46) كتاب العرش للذهبي (ج2 ص345-346)، ونقلها في كتابه "العلو للعلي الغفار" أيضا.
(47) كتاب العرش للذهبي (ج2 ص341)، وسير أعلام النبلاء له (ج17 ص656)، وأيضا كتابه العلو للعلي الغفار.
(48) عقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني (ص175 و176)؛ والذهبي في كتاب العرش (ج2 ص350).
(49) أي التفسير.
(50) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر (ج7 ص138-139)
(51) التمهيد (ج7 ص129)
(52) الإستذكار لابن عبد البر (ج2 ص148)
(53) شرح السنة للحسين البغوي (ج1 ص169-171)
(54) الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار للعمراني (ج2 ص607)
(55) إثبات صفة العلو لابن قدامة المقدسي (ص63)
(56) كتاب العرش للذهبي (ج2 ص342) قال – بعد ذكر البيت الذي فيه ذكر علو الله على عرشه من قصيدة الكرجي-: "وموجود بها الآن نسخ من بعضها نسخة بخط الشيخ تقي الدين ابن الصلاح، على أولها مكتوب: هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث، بخطه رحمه الله." وذكر مثله في كتابه "العلو للعلي الغفار" عند الحديث عن قصيدة الكرجي.
(57) الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للقرطبي (ج2 ص132)
(58) يقصد بـ"الجهة": الفوق، يعني أن السلف لم ينفوا أن الله عز وجل فوق ولا قالوا بأنه ليس فوق، بل أثبتوا أنه تعالى فوق جميع خلقه، كما هو ظاهر من الآثار المذكورة في هذا المقال.
(59) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (ج9 ص239)
(60) كتاب العرش للذهبي (ج2 ص5)
(61) كتاب العرش للذهبي (ج2 ص201) من طريق ابن أبي حاتم الرازي الذي رواه في كتابه "الرد على الجهمية"؛ ورواه البيهقي بسند صحيح في كتابه "الأسماء والصفات (ج2 ص337)
(62) العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (ج2 ص460) بسنده قال: حدثنا محمد بن الحسين الطبركي، قال: حديثنا محمد ابن عيسى الدامغاني، حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن اسحاق قال … وذكره

الطائفة المنصورة هم أهل السنة والجماعة وهم الفرقة الناجية 2024.

من هي الطائفة المنصورة وكيف تعرف أرجو منكم الإفادة؟

الجواب: الطائفة المنصورة هم أهل السنة والجماعة وهم الفرقة الناجية وهم الذين كانوا على مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه عقيدةً وقولاً وفعلاً

ففي العقيدة يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره

يؤمنون بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه

يؤمنون بأن الله تعالى هو الحق وأن ما يدعى من دونه هو الباطل

يؤمنون بكل ما سمى الله به نفسه أو ما سماه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

يؤمنون بكل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل

يؤمنون كذلك بملائكة الله تعالى على ما جاء في الكتاب والسنة وبكتبه وبرسله وباليوم الآخر والقدر خيره وشره

يتعبدون لله تعالى بما شرع

لا يبتدعون في دين الله تعالى ما لم يشرع

يعتقدون أن كل بدعة في دين الله تعالى ضلالة

مخلصون لله تعالى في عباداتهم لأنهم أمِروا في ذلك (وَمَا أمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)

لا يبتدعون في دين الله ما ليس منه لا في العقيدة ولا في الأعمال القولية أو الفعلية

بل هم مخلصون لله متبعون لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هؤلاء هم الفرقة الناجية وهم الطائفة المنصورة وهم أهل السنة والجماعة.

الإمام محمد بن صالح العثيمين – طيب الله ثراه –

منقول

أحسنت أخي
بارك الله فيك
وجعل ماتنشره من خير في ميزان حسناتك

الجماعة الإسلامية تقترح تولي مرسي رئاسة الوزراء 2024.

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"


اقترح حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية في مصر،
أن يتسلم الرئيس المعزول، محمد مرسي، رئاسة الوزراء في الوقت الحالي
كحل للخروج من الأزمة.

وقال علاء أبو النصر، الأمين العام للحزب، إن الجماعة الإسلامية تنتظر رد
الجيش على السيناريوهات الثلاثة التي اقترحتها لتسوية الأزمة الناشبة،
بحسب تصريحاته لصحيفة "المصري اليوم"، السبت.

والسيناريوهات المذكورة هي خروج مرسي من السجن ليكمل مدته الرئاسية،
أو أن يشغل الرئيس المعزول منصب رئيس الوزراء وتتم الدعوة لانتخابات
رئاسية مبكرة، أو الاستفتاء على خارطة الطريق الحالية.

وتشمل الخارطة المذكورة تعيين رئيس جديد للبلاد، وتعديل دستور 2024
، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وهي خطوات شرع النظام الحالي في
مباشرتها منذ إعلانها في 3 يوليو/تموز الماضي.

وأكد الأمين العام للحزب أن الجماعة الإسلامية ستظل في تحركها الثوري
المناهض لما وصفه بـ"الانقلاب" حتى تجد رداً على مبادرتها.

ارى فى هذا ضعف للجماعه الاسلامية عامتاً
ووللاخوان المسلمين خاصتاً وانهم ايقنو اخيراً
انهم غير مرغوب فيهم من الشعب المصرى ويحاولو بقدر الامكان
الخروج بمكاسب سياسية حتى لو كانت رئاسة الوزراء

وهل يقبل رئيس مصر السابق منصب رئيس الوزراء
حقاً هذا ضعف وفشل جماعه الاخوان المسلمين بمصر

اشكرك اختى مزون على الخبر ودمتى بكل خير

منهج أهل السنة والجماعة في باب العقيدة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

منهج أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى قائم على أسس واضحة متينة قوية ، فيها

انشراح الصدر، ورباطة الجأش، وفيها قوة الإيمان، وفيها إحقاق الحق، وفيها سلامة الصدور من الغل: ((أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) (الرعد : 28 ) .

ويقوم منهـج أهل السنة والجماعة على الأسس التالية:

الأساس الأول: هو أن مصدر التلقي، سواء كان لأمور العقيدة، أو لأمور الشرع: هو الوحي، أي: ما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه القضية المسلمة تمثلت عند أهل السنة والجماعة بأمور ثلاثة:

الأمر الأول: هو وجوب التحاكم إليهما – أي : إلى الكتاب والسنة-، عند التنازع والاختلاف، يقول الله تبارك وتعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ )) (النساء: 59) . ويقول تبارك وتعالى: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)) (النساء: 65).

إذًا: إلى من يُتَحاكم ؟ يتحاكم إلى الكتاب والسنة، لا إلى رأي فلان، ولا إلى عقل فلان ، ولا إلى النظم الغربية، ولا إلى أنظمة الدول وهيئات الأمم المتحدة وغيرها ، بل يرجـع إلى من بيده الأمر، وهو : الله سبحانه وتعالى، فيتحاكم إلى كتابه، وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكل منهما وحي: (( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى)) (النجم: 3) .

– أي : الرسول- صلى الله عليه وسلم- ((إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)) (النجم: 4).

الأمر الثاني: أن هذا الدين كامل، إذًا: إذا كان هذا الدين كاملاً فمصدر التلقي: هو الكتاب والسنة، فالله تبارك وتعالى يقول: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ )) (المائدة: 3).

فكل من سار على بدعة، أو أراد أن ينهج نهجًا من مناهج الشرق أو الغرب، أو أراد أن يبدل حكم الله سبحانه وتعالى بأحكام البشر، فهو مخالف لهذه القضية المسلمة، وهي: أن دين الله كامل، والذي يقول بتلك المقالات زاعم بأن دين الله ناقص .

الأمر الثالث: هو أن السلف رحمهم الله تعالى كانوا يتأدبون مع نصوص الكتاب والسنة حينما كانوا يبينون العقيدة، لأن العقيدة أمرها خطير، ومسائلها مهمة، قد تتعلق بالله تبارك وتعالى، وبأسمائه وصفاته وأخباره، وأحكامه وملائكته ومغيباته، ومن ثم فإن الإنسان إذا حكى العقيدة – كما هو منهج السلف– أن يلتزم بذلك الأدب مع هذه النصوص.

الأساس الثاني: أنه يجب تقديم الشرع على العقل، حينما يُتَوهم التعارض، فإذا جاءتنا قضية نظرية، تتعلق بأي أمر من الأمور سواء بنشأة هذا الكون، أو بالإيمان بالله، أو بالفناء– فناء هذا الكون-، أو بغير ذلك، فإذا توهمنا أن شيئَا منهما يعارض كتاب الله سبحانه وتعالى، فيجب علينا أن نقدم الشرع والنقل الصحيح، وينبغي أن تعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك تعارض بين شرع منزل صحيح، وعقل صحيح غير فاسد، لا يمكن؛ لأن الكل من عند الله سبحانه وتعالى، ولكن قد تأتي نظريات وهذه النظريات يكون لها دعاة أو لا يكون لها دعاة، فحينما تصبح نظريات وأمامنا شرع منزل صادق، فيجب علينا أن نقدم هذا الشرع المنزل على تلك العقول مهما كانت، وهذا هو منهج السلف رحمهم الله تعالى في بيان عقائدهم، وفيما يجدّ من آراء وفلسفات ونظريات .

الأساس الثالث: هو بعدهم وعدم خوضهم في علم الكلام والفلسفة ونهيهم عن البدع في الدين، وتحذيرهم منها أشد التحذير، ولقد تواتر عن السلف رحمهم الله تعالى كلام طويل في هذا الباب، حتى إن الإمام الشافعي رحمه الله حكم على أهل البدع المخالفين للسنة، حكم عليهم: بأن المفروض فيهم أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في الأسواق، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام، وكلام السلف حول هذه المسألة طويل.

الأساس الرابع: هو أنهم كانوا يردون على أهل الأهواء وعلى المنحرفين بمنهجٍ صارمٍ متميزٍ قائمٍ على الدليلِ من كتابِ الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبعض الناس يظن أن منهج السلف هو منهج نقلي، يعني: أن السلـف رحمهم الله تعالى ضعفاء مساكين ما عندهم عقول، يلغون عقولهم، وتلك فرية على السلف رحمهم الله تعالى، فإن القرآن الكريم وهو الدليل النقلي القاطع جاء بالأدلة العقلية، والأمثلة المضروبة التي تبين الحق، والمؤمن بالله المتبع لشرعه المتمسك بكتابه وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- هو أكمل الناس عقلاً، ومن حاد عن ذلك ليبحث عن فلسفات من المنطق وعلم الكلام وأقوال الشرق والغرب وفلسفات الوضعيين، وفلسفات الوجوديين، وفلسفات الفوضويين وغيرهم، من أراد أن يأخذ علمه وفهمه لمتطلبات العقيدة، وللأسئلة الحرجة التي تمر على كل إنسان، فمن أراد أن يأخذها عن هؤلاء فهو والله صاحب العقل الناقص. لماذا ؟ لأنه طلبها من غير مصدرها، ونحن نعلم أن أمور العقيدة أمورٌ غيبية، والأمور الغيبية إنما تؤخذ ممن عنده الغيب، وهو الله سبحانه وتعالى .

الأساس الخامس: هو حُجية السنة عندهم ، وحجية خبر الآحاد إذا صح عن النبي-صلى الله عليه وسلم- ، وتلقته الأمة بالقبول، وكم من أهل البدع قديمًا منذ عهد الجهمية والمعتزلة، وإلى عصرنا الحاضر عند العقلانيين والعَلمانيين وغيرهم، كم من هؤلاء على مدار التاريخ من جعلوا سنة النبي-صلى الله عليه وسلم- على جنب !! ولم يأبهوا بها !! وجعلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يقول البعض: ( هو رجل ونحن رجال ) !! أهل السنة والجماعة يعتقدون أن ما جاء عن النبي-صلى الله عليه وسلم- ونقله الأثبات سواءٌ كان في مسائل العقيدة، أو في مسائل الأحكام، يعتقدون أنه وحي من الله سبحانه وتعالى، فيأخذون به، بشرط: أن تتلقاه الأمة بالقبول، يعني: أن تأتي تلك الأسانيد صحيحة، ويتلقاها علماء الحديث، جهابذة الحديث، يتلقونها بالقبول، كما هو موجود مثلاً في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم، فإن العلماء تلقوا ما فيهما أو في غيرهما مما صح سنده، فيجب أن نعتقد أنه يفيد العلم أولاً، وأنه يحتج به في باب العقائد ثانيًا، كما أنه يحتج به في باب الأحكام والحلال والحرام، وينبغي أن نعلم أن هذه المسألة – حجية خبر الآحاد – مبنية على ثلاثة أمور مهمة:

الأمر الأول: أن من مقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله، تصديقه فيما أخبر، فمن لم يصدق النبي-صلى الله عليه وسلم- فيما يخبر به أي شيء كان إذا صح عنه، فهو قد نقض شهادة أن محمدًا رسول الله.

الأمر الثاني: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أعلم وأخشى وأتقى لله، وأرغب الناس في تبليغ الخير، أي: أن يعتقد أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- رسول من الله هادٍ وبشير، يريد الخير للناس، يريد أن يبين الحق لأمته، وما ترك خيرًا إلا ودل أمته عليه ، وما ترك شرًا إلا وحذر أمته منه، حتى قال أحد اليهود لأحد الصحابة: (قد علمكم نبيكم- صلى الله عليه وسلم- كل شيء حتى الخراءة)[ رواه مسلم ( 262) من حديث سلمان رضي الله عنه ] ، يعني: حتى كيف تقضون الحاجة ، فإذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم- علَّمنا بهذه الأمور المهمة، وإن كان بعض الناس يظن أنها صغيرة ، لكنها أمور تتعلق بحياة الإنسان العادية، فكيف بالأمور الأساسية، كيف بأمور العقيدة؟ والرسول- صلى الله عليه وسلم- رءوف رحيم كما أخبرنا عنه تبارك وتعالى، يحب الخير لأمته، لاشك أن من مقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله هو الإيمان به في هذه الأمور.

الأمر الثالث: أن الرسـول- صلى الله عليه وسلم- بلغ جميع ما أنزل إليه من ربه وما كتم شيئا، ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) (المائدة: 67).

فنبي الله- صلى الله عليه وسلم- بلغ أمره ودينه، وكل أمر أوحي إليه بلغه إلى أمته وإلى أصحابه، سواء كانت في أمور العقائد وأساسياتها، أو كانت في بيان أمور فروع الشريعة وأدق دقائقها، حتى ما يتعلق بأحواله – صلى الله عليه وسلم- الخاصة، فإن زوجاته – صلى الله عليه وسلم- وأرضاهن بلغن عن هذا النبي الكريم أحواله الخاصة، وهكذا بقية الأمور.

الأساس السادس: هو أن أعلم الناس بعد الرسول- صلى الله عليه وسلم- بهذه العقيدة هم الصحابة، ومن ثم فمن أصول عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد أفضـلية الصحابة كلهم، وعدالتهم وخيريتهم، وأن ثبوت الصحبة – فقط – لأي شخص من الأشخاص كافٍ في إثبات عدالته، وهؤلاء الصحابة- رضي الله عنهم- وأرضاهم هم أصحاب نبيه، بلغوا عنه، وهم أحسن الناس فهمًا، وتقوم هذه القضية وهذا الأساس من منهج أهل السنة والجماعة على بعض الأمور، منها :

* الأمر الأول: أن الصحابة – رضي الله عنهم- شاهدوا التنزيل، والتطبيق العملي للإسلام لأول مرة، إذًا هم شاهدوا الأحداث، شاهدوا القرآن كيف ينزل، وشاهدوا الرسول- صلى الله عليه وسلم- كيف يربي أصحابه، وكيف يجاهد في سبيله، وكيف يبني الأمة، وكيف يبلغ هذا الدين للناس.

* الأمر الثاني: أن هؤلاء الصحابة اختصهم الله سبحانه بصحبة نبيه، وتبليغ شرعه، ونحن الآن من الذي يبلغنا ؟ من الذي بلغ التابعين ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

حينما يأتي قائل ويقول: الصحابة كلهم ارتدوا إلا ثلاثة !! بالله عليكم من نثق بكلامه ؟! إذا جاءت مثل هذه المقالة، كلا والله.. إنهم لأصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وإنهم لحواريه، لقد قاموا بالأمر الحق كما أمرهم نبيهم- صلى الله عليه وسلم-، فرضي الله عنهم أجمعين.. وجمعنا بهم في مستقر رحمته.. آمين، أيضًا لم يكن بين الصحابة خلاف في العقيدة، بل كانت عقيدتهم سليمة، وأيضًا كانوا رضي الله عنهم يسألون عما يشكل عليهم، فإذا مر على أحدهم مسألة لم يعيها سأل الرسول- صلى الله عليه وسلم- وقال: كيف يكون هذا ؟

إذًا: الصحابة- رضي الله عنهم- وأرضاهم فهموا هذه العقيدة، وبلغوها لمن بعدهم عن علمٍ وفهمٍ وفقه- رضي الله عنهم- أجمعين .

الأساس السابع: أن السلف- رحمهم الله تعالى- كانوا يتلقون هذه العقيدة لتبليغها، والإيمان بها وتنفيذها، أي: أن السلف- رحمهم الله تعالى- لم يكونوا يحملون في نفوسهم وعقولهم مقررات عقلية، وأصول عقلية، ثم يستمعون للنصوص لينظروا فيها، فما وافق هواهم قبلوه، وما خالف هواهم ردوه أو تأولوه، لا.. ذاك منهج أهل البدع، أهل البدع الواحد منهم تجده هكذا، عنده قضية مستقرة في ذهنه وعقله، وهذه القضية يأتي إلى النصوص فينظر فيها، ما وافق ما في ذهنه وعقله قبله، وما خالفه رده.

إذًا: السلف- رحمهم الله تعالى– وهذا هو منهجهم الذي يجب أن نسير عليه، أن تكون القاعدة عندنا: ماذا قال ربنا ؟ لا نقول: لمَ قال ربنا ؟ ولمَ جاءت الآية الفلانية ؟ أو لمَ جاء الحديث الفلاني ؟ وإنما نقـول: ماذا قال ربنا ؟ فإذا سمـعنا ما قال الله وما قال رسوله- صلى الله عليه وسلم-، قلنا بكل ثقة واطمئنان: ((وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا )) (البقرة: 285).

هذا هو منهج السلف رحمهم الله تعالى، أما منهج من عاداهم فهو على الضد من ذلك، والأمثلة كثيرة ولا نريد أن نطيل فيها.

الأساس الثامن: أنهم يأخذون بجميع النصوص، ولا يفرقون بينها، ويجمعون بينها عند الاستدلال، وهذا منهج مهم جدًا، فإن السلف رحمهم الله تعالى إذا نظرت إلى أحوالهم تجدهم يأخذون بجميع النصوص، لكن لو جئت إلى أهل البدع لوجدته أخذ ببعض النصوص وترك البعض الآخر، لو جئت مثلاً للقدرية الذين يزعمون أن الإنسان حرٌ طليق في هذه الحياة يشاء ويختار بغير مشيئة الله، لوجدتهم يأخذون بالنصوص التي تبين أن الإنسان له إرادة واختيار، ولو جئت إلى الحتميين والجبريين الذين يقولون: الإنسان مجبور وما عليه إلا أن ينام، كما تلقف هذه الفكرة الصوفية وغيرهم، ولو جئت إلى هؤلاء لوجدتهم يحتجون بالنصوص التي تدل على أن المشيئة بيد الله سبحانه وتعالى، لكن إن جئت إلى أهل السنة والجماعة تجدهم- رحمهم الله تعالى- أخذوا بتلك الأدلة، وأخذوا بالأدلة الأخرى، فقالوا: للإنسان إرادة ولكنه خاضع لمشيئة الله تعالى: ((لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) (التكوير: 29.2 .

وهكذا في المسائل الأخرى، وفي مسائل الصفات، وفي مسائل الإيمان، وفي مسائل أفضلية الصحابة وغيرها، وهو منهج مهم جدًا، لأن الذي يريد أن يسير على منهج السلف: عليه أن لا يفرق بين النصوص، وإنما يأخذها كما وردت، وأن يجمع بينها، لأنها لا يمكن أن تتعارض، وإنما تتعارض في أذهان أهل الأهواء، أما الأذهان الصافية التي تريد الحق واتباعه فلا تتعارض في أنفسهم هذه النصوص، وإنما تتآلف وتتضامن وتجتمع، والحمد لله رب العالمين.

الأساس التاسع: هو إنصافهم لخصومهم، فالسلف- رحمهم الله تعالى- يوالون ويعادون، والولاء والبراء عندهم قائم على الإنصاف والعدل، فيحبون أهل الإيمان، ويبغضون أهل الكفر، ويحبون الطاعات، ويبغضون المعاصي ويعادونها، فمن كان من أهل الإيمان والاستقامة أحبوه وذكروه بالخير وأنصفوه، ومن كان من أهل الكفر والبدعة أبغضوه وعادوه في الله، الحب في الله والبغض في الله هو قوام مذهب السلف رحمهم الله، فإذا ما وجد من الناس من فيه إيمان وعنده معصية لا يردونه كله، ولا يقبلونه كله، وإنما يوالونه بما عنده من إيمان، ويعادونه بقدر ما عنده من معصية، وهذا غاية الإنصاف، فإذا رأيت من إخوانك صاحب معصية فعليك أن تعلم قبل كل شيء أنه أخ لك في الله، فيجب أن تواليه وأن تدعمه، وأن تعينه على الحق، وأن لا تعين الشيطان عليه، ثم إنك تعاديه بتلك البدعة أو تلك المعصية، وترجو له الخير وتدعو له بالخير، وتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وتنصحه في الله لا نصيحة غل وحقد، وإنما نصيحة حب وإيمان، لأنك تؤاخيه في الله، لأنه مؤمن وإن كان صاحب معصية.

هذه بعض المسائل المتعلقة بمنهج أهل السنة والجماعة.
كتبه الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود التاريخ : 15/4/1427 هـ
نفع الله بعلمه وبارك فيه
[/url]

فضل بناء المساجد وصلاة الجماعة 2024.

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك وفي اعمالك

في حفظ الله ورعايته

صلاة الجماعة ودورها في بناء المجتمع 2024.

إنّ المتأمّل في القرآن الكريم ، والمتدبِّر لآياته، يجد أنّ اللّه تبارك وتعالى أمَرَ بالمحافظة على أداء الصّلاة في وقتها، قال اللّه تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا موْقُوتًا} النساء:103، وقال سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَة وَآتُوا الزَّكَاة وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين} البقرة:43. فالله سبحانه وتعالى أمرنا ، في كتابه الكريم، بإقام الصّلاة في الجماعة.

لقد بيَّن سيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ فضل صلاة الجماعة عظيم وثوابها كبير، وتزيد على صلاة المنفرد بدرجات، لأنّ صلاة الجماعة في المسجد هي القاعدة والأساس، أمّا صلاة الفرد وحده فهي عند الضّرورة والاستثناء. وقد ثبت في الصّحيح أنّ صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفرد سبعًا وعشرين درجة، فعن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ”صلاة الجماعة تفضل صلاة الفَذّ بسبع وعشرين درجة”، أخرجه البخاري ومسلم.

ورُوِيَ أنّ صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرّجلين أزكى من صلاته مع رجل واحد، وكلّما كثـر عدد المصلّين مع بعضهم كان ذلك أحبّ إلى اللّه تعالى، سنن أبي داود.

ولا يجوز، شرعًا، التّراخي أو التّهاون بالصّلاة في الجماعة، أو الانشغال عن أخذ جميع الاحتياطات استعدادًا لحضورها. وإنّ صوت المؤذّن لا يعني فقط حلول وقت الصّلاة، وإنّما يعني، مع ذلك، دعوة حتمية لتجمّع المسلمين لإقامتها جماعة في المسجد.

وتأكيدًا لهذه الحتمية، نشير إلى قصة الصّحابي الجليل ابن أم مكتوم رضي اللّه عنه، الّذي طلب من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يأذن له في التّخلّف عن صلاة الصُّبح جماعة في المسجد، حيث إنّ بين بيته والمسجد أرضًا ذات نخل، فسأله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ”أتسمع النِّداء؟” قال: نعم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ”لا أجِد لك رُخصة”، رواه أبو داود وابن ماجه.

وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: أتَى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجل أعمَى، فقال يا رسول اللّه: إنّه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، أفأُصلِّي في بيتي؟ فرخّص له، فلمّا ولّى دعاه فقال: ”هل تسمع النِّداء بالصّلاة؟” قال: نعم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ”فأجِبْ”، رواه مسلم وأبو داود والنسائي.

إنّ الصّلاة ، كما أمرنا اللّه تعالى، وأقامها سيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وصحابته رضوان اللّه عليهم، كانت دائمًا ، وأبدًا ، وراء تقويم سلوك المسلمين، حيث تعمَل، ليل نهار، في تصويب مسار حياتهم على منهج اللّه ، وضبط مسيرة بناء مجتمعهم على نور من كتاب اللّه تعالى وسُنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما إنّها تنهاهم عن الفحشاء والمنكر.

وبالإضافة إلى ما خصّ به اللّه تعالى الصّلاة في الجماعة في المسجد من مضاعفة الأجر والثواب ومحو السّيِّئات وعلو الدرجات، تقرّبًا إلى اللّه عزّ وجلّ بِذِكْرِه ومناجاته، استجابة لأمره وحُبًّا في عبادته، وشوْقًا إلى لقائه، ولِمَا لها من الفوائد الكثيرة والمصالح الاجتماعية الجمّة، الّتي عليها يرتكز بناء خير المجتمع، كالتّعارف والتّناصح ومبادلة الرأي وتدارس المشكلات وتضافر الجهود، للتّعاون على البرّ والتّقوى والتّساند لمقاومة الإثم والعدوان والتّواصي على الحقّ، والتّواصي بالصّبر بما يتطلّبه الوقوف بجانب الحق من إيمان وصبر ومصابرة وثبات وصمود، عملاً بقول اللّه تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنّ الْإِنْسَان لَفِي خُسْرٍ إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالْصَّبْرِ}، للعمل بتنسيق جماعي عبر مسيرة الحياة، وفق ما تقتضيه الصّلاة، باعتبارها على رأس الأعمال الصّالحة تنهى عن الفحشاء والمُنكَر.

جزاكـ الله خيرا
جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا علي الطرح القيم^___________^
شكرا لمروركم
جزاكم الله خيرا

منهج أهل السنة والجماعة في باب العقيدة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منهج أهل السنة والجماعة في باب العقيدة

منهج أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى قائم على أسس واضحة متينة قوية ، فيها انشراح الصدر، ورباطة الجأش، وفيها قوة الإيمان، وفيها إحقاق الحق، وفيها سلامة الصدور من الغل: ((أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) (الرعد : 28 ) .
ويقوم منهـج أهل السنة والجماعة على الأسس التالية:
الأساس الأول: هو أن مصدر التلقي، سواء كان لأمور العقيدة، أو لأمور الشرع: هو الوحي، أي: ما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه القضية المسلمة تمثلت عند أهل السنة والجماعة بأمور ثلاثة:
الأمر الأول: هو وجوب التحاكم إليهما – أي : إلى الكتاب والسنة-، عند التنازع والاختلاف، يقول الله تبارك وتعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ )) (النساء: 59). ويقول تبارك وتعالى: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)) (النساء: 65).
إذًا: إلى من يُتَحاكم ؟ يتحاكم إلى الكتاب والسنة، لا إلى رأي فلان، ولا إلى عقل فلان ، ولا إلى النظم الغربية، ولا إلى أنظمة الدول وهيئات الأمم المتحدة وغيرها ، بل يرجـع إلى من بيده الأمر، وهو : الله سبحانه وتعالى، فيتحاكم إلى كتابه، وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكل منهما وحي: (( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى)) (النجم: 3).
– أي : الرسول- صلى الله عليه وسلم- ((إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)) (النجم: 4).
الأمر الثاني: أن هذا الدين كامل، إذًا: إذا كان هذا الدين كاملاً فمصدر التلقي: هو الكتاب والسنة، فالله تبارك وتعالى يقول: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ )) (المائدة: 3).
فكل من سار على بدعة، أو أراد أن ينهج نهجًا من مناهج الشرق أو الغرب، أو أراد أن يبدل حكم الله سبحانه وتعالى بأحكام البشر، فهو مخالف لهذه القضية المسلمة، وهي: أن دين الله كامل، والذي يقول بتلك المقالات زاعم بأن دين الله ناقص .
الأمر الثالث: هو أن السلف رحمهم الله تعالى كانوا يتأدبون مع نصوص الكتاب والسنة حينما كانوا يبينون العقيدة، لأن العقيدة أمرها خطير، ومسائلها مهمة، قد تتعلق بالله تبارك وتعالى، وبأسمائه وصفاته وأخباره، وأحكامه وملائكته ومغيباته، ومن ثم فإن الإنسان إذا حكى العقيدة – كما هو منهج السلف– أن يلتزم بذلك الأدب مع هذه النصوص.
الأساس الثاني: أنه يجب تقديم الشرع على العقل، حينما يُتَوهم التعارض، فإذا جاءتنا قضية نظرية، تتعلق بأي أمر من الأمور سواء بنشأة هذا الكون، أو بالإيمان بالله، أو بالفناء– فناء هذا الكون-، أو بغير ذلك، فإذا توهمنا أن شيئَا منهما يعارض كتاب الله سبحانه وتعالى، فيجب علينا أن نقدم الشرع والنقل الصحيح، وينبغي أن تعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك تعارض بين شرع منزل صحيح، وعقل صحيح غير فاسد، لا يمكن؛ لأن الكل من عند الله سبحانه وتعالى، ولكن قد تأتي نظريات وهذه النظريات يكون لها دعاة أو لا يكون لها دعاة، فحينما تصبح نظريات وأمامنا شرع منزل صادق، فيجب علينا أن نقدم هذا الشرع المنزل على تلك العقول مهما كانت، وهذا هو منهج السلف رحمهم الله تعالى في بيان عقائدهم، وفيما يجدّ من آراء وفلسفات ونظريات .
الأساس الثالث: هو بعدهم وعدم خوضهم في علم الكلام والفلسفة ونهيهم عن البدع في الدين، وتحذيرهم منها أشد التحذير، ولقد تواتر عن السلف رحمهم الله تعالى كلام طويل في هذا الباب، حتى إن الإمام الشافعي رحمه الله حكم على أهل البدع المخالفين للسنة، حكم عليهم: بأن المفروض فيهم أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في الأسواق، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام، وكلام السلف حول هذه المسألة طويل.
الأساس الرابع: هو أنهم كانوا يردون على أهل الأهواء وعلى المنحرفين بمنهجٍ صارمٍ متميزٍ قائمٍ على الدليلِ من كتابِ الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبعض الناس يظن أن منهج السلف هو منهج نقلي، يعني: أن السلـف رحمهم الله تعالى ضعفاء مساكين ما عندهم عقول، يلغون عقولهم، وتلك فرية على السلف رحمهم الله تعالى، فإن القرآن الكريم وهو الدليل النقلي القاطع جاء بالأدلة العقلية، والأمثلة المضروبة التي تبين الحق، والمؤمن بالله المتبع لشرعه المتمسك بكتابه وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- هو أكمل الناس عقلاً، ومن حاد عن ذلك ليبحث عن فلسفات من المنطق وعلم الكلام وأقوال الشرق والغرب وفلسفات الوضعيين، وفلسفات الوجوديين، وفلسفات الفوضويين وغيرهم، من أراد أن يأخذ علمه وفهمه لمتطلبات العقيدة، وللأسئلة الحرجة التي تمر على كل إنسان، فمن أراد أن يأخذها عن هؤلاء فهو والله صاحب العقل الناقص. لماذا ؟ لأنه طلبها من غير مصدرها، ونحن نعلم أن أمور العقيدة أمورٌ غيبية، والأمور الغيبية إنما تؤخذ ممن عنده الغيب، وهو الله سبحانه وتعالى .
الأساس الخامس: هو حُجية السنة عندهم ، وحجية خبر الآحاد إذا صح عن النبي-صلى الله عليه وسلم- ، وتلقته الأمة بالقبول، وكم من أهل البدع قديمًا منذ عهد الجهمية والمعتزلة، وإلى عصرنا الحاضر عند العقلانيين والعَلمانيين وغيرهم، كم من هؤلاء على مدار التاريخ من جعلوا سنة النبي-صلى الله عليه وسلم- على جنب !! ولم يأبهوا بها !! وجعلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يقول البعض: ( هو رجل ونحن رجال ) !! أهل السنة والجماعة يعتقدون أن ما جاء عن النبي-صلى الله عليه وسلم- ونقله الأثبات سواءٌ كان في مسائل العقيدة، أو في مسائل الأحكام، يعتقدون أنه وحي من الله سبحانه وتعالى، فيأخذون به، بشرط: أن تتلقاه الأمة بالقبول، يعني: أن تأتي تلك الأسانيد صحيحة، ويتلقاها علماء الحديث، جهابذة الحديث، يتلقونها بالقبول، كما هو موجود مثلاً في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم، فإن العلماء تلقوا ما فيهما أو في غيرهما مما صح سنده، فيجب أن نعتقد أنه يفيد العلم أولاً، وأنه يحتج به في باب العقائد ثانيًا، كما أنه يحتج به في باب الأحكام والحلال والحرام، وينبغي أن نعلم أن هذه المسألة – حجية خبر الآحاد – مبنية على ثلاثة أمور مهمة:
الأمر الأول: أن من مقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله، تصديقه فيما أخبر، فمن لم يصدق النبي-صلى الله عليه وسلم- فيما يخبر به أي شيء كان إذا صح عنه، فهو قد نقض شهادة أن محمدًا رسول الله.
الأمر الثاني: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أعلم وأخشى وأتقى لله، وأرغب الناس في تبليغ الخير، أي: أن يعتقد أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- رسول من الله هادٍ وبشير، يريد الخير للناس، يريد أن يبين الحق لأمته، وما ترك خيرًا إلا ودل أمته عليه ، وما ترك شرًا إلا وحذر أمته منه، حتى قال أحد اليهود لأحد الصحابة: (قد علمكم نبيكم- صلى الله عليه وسلم- كل شيء حتى الخراءة)[1] ، يعني: حتى كيف تقضون الحاجة ، فإذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم- علَّمنا بهذه الأمور المهمة، وإن كان بعض الناس يظن أنها صغيرة ، لكنها أمور تتعلق بحياة الإنسان العادية، فكيف بالأمور الأساسية، كيف بأمور العقيدة؟ والرسول- صلى الله عليه وسلم- رءوف رحيم كما أخبرنا عنه تبارك وتعالى، يحب الخير لأمته، لاشك أن من مقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله هو الإيمان به في هذه الأمور.
الأمر الثالث: أن الرسـول- صلى الله عليه وسلم- بلغ جميع ما أنزل إليه من ربه وما كتم شيئا، ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) (المائدة: 67).
فنبي الله- صلى الله عليه وسلم- بلغ أمره ودينه، وكل أمر أوحي إليه بلغه إلى أمته وإلى أصحابه، سواء كانت في أمور العقائد وأساسياتها، أو كانت في بيان أمور فروع الشريعة وأدق دقائقها، حتى ما يتعلق بأحواله – صلى الله عليه وسلم- الخاصة، فإن زوجاته – صلى الله عليه وسلم- وأرضاهن بلغن عن هذا النبي الكريم أحواله الخاصة، وهكذا بقية الأمور.
الأساس السادس: هو أن أعلم الناس بعد الرسول- صلى الله عليه وسلم- بهذه العقيدة هم الصحابة، ومن ثم فمن أصول عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد أفضـلية الصحابة كلهم، وعدالتهم وخيريتهم، وأن ثبوت الصحبة – فقط – لأي شخص من الأشخاص كافٍ في إثبات عدالته، وهؤلاء الصحابة- رضي الله عنهم- وأرضاهم هم أصحاب نبيه، بلغوا عنه، وهم أحسن الناس فهمًا، وتقوم هذه القضية وهذا الأساس من منهج أهل السنة والجماعة على بعض الأمور، منها :
* الأمر الأول: أن الصحابة – رضي الله عنهم- شاهدوا التنزيل، والتطبيق العملي للإسلام لأول مرة، إذًا هم شاهدوا الأحداث، شاهدوا القرآن كيف ينزل، وشاهدوا الرسول- صلى الله عليه وسلم- كيف يربي أصحابه، وكيف يجاهد في سبيله، وكيف يبني الأمة، وكيف يبلغ هذا الدين للناس.
* الأمر الثاني: أن هؤلاء الصحابة اختصهم الله سبحانه بصحبة نبيه، وتبليغ شرعه، ونحن الآن من الذي يبلغنا ؟ من الذي بلغ التابعين ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
حينما يأتي قائل ويقول: الصحابة كلهم ارتدوا إلا ثلاثة !! بالله عليكم من نثق بكلامه ؟! إذا جاءت مثل هذه المقالة، كلا والله.. إنهم لأصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وإنهم لحواريه، لقد قاموا بالأمر الحق كما أمرهم نبيهم- صلى الله عليه وسلم-، فرضي الله عنهم أجمعين.. وجمعنا بهم في مستقر رحمته.. آمين، أيضًا لم يكن بين الصحابة خلاف في العقيدة، بل كانت عقيدتهم سليمة، وأيضًا كانوا رضي الله عنهم يسألون عما يشكل عليهم، فإذا مر على أحدهم مسألة لم يعيها سأل الرسول- صلى الله عليه وسلم- وقال: كيف يكون هذا ؟
إذًا: الصحابة- رضي الله عنهم- وأرضاهم فهموا هذه العقيدة، وبلغوها لمن بعدهم عن علمٍ وفهمٍ وفقه- رضي الله عنهم- أجمعين .
الأساس السابع: أن السلف- رحمهم الله تعالى- كانوا يتلقون هذه العقيدة لتبليغها، والإيمان بها وتنفيذها، أي: أن السلف- رحمهم الله تعالى- لم يكونوا يحملون في نفوسهم وعقولهم مقررات عقلية، وأصول عقلية، ثم يستمعون للنصوص لينظروا فيها، فما وافق هواهم قبلوه، وما خالف هواهم ردوه أو تأولوه، لا.. ذاك منهج أهل البدع، أهل البدع الواحد منهم تجده هكذا، عنده قضية مستقرة في ذهنه وعقله، وهذه القضية يأتي إلى النصوص فينظر فيها، ما وافق ما في ذهنه وعقله قبله، وما خالفه رده.
إذًا: السلف- رحمهم الله تعالى– وهذا هو منهجهم الذي يجب أن نسير عليه، أن تكون القاعدة عندنا: ماذا قال ربنا ؟ لا نقول: لمَ قال ربنا ؟ ولمَ جاءت الآية الفلانية ؟ أو لمَ جاء الحديث الفلاني ؟ وإنما نقـول: ماذا قال ربنا ؟ فإذا سمـعنا ما قال الله وما قال رسوله- صلى الله عليه وسلم-، قلنا بكل ثقة واطمئنان: ((وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا )) (البقرة: 285).
هذا هو منهج السلف رحمهم الله تعالى، أما منهج من عاداهم فهو على الضد من ذلك، والأمثلة كثيرة ولا نريد أن نطيل فيها.
الأساس الثامن: أنهم يأخذون بجميع النصوص، ولا يفرقون بينها، ويجمعون بينها عند الاستدلال، وهذا منهج مهم جدًا، فإن السلف رحمهم الله تعالى إذا نظرت إلى أحوالهم تجدهم يأخذون بجميع النصوص، لكن لو جئت إلى أهل البدع لوجدته أخذ ببعض النصوص وترك البعض الآخر، لو جئت مثلاً للقدرية الذين يزعمون أن الإنسان حرٌ طليق في هذه الحياة يشاء ويختار بغير مشيئة الله، لوجدتهم يأخذون بالنصوص التي تبين أن الإنسان له إرادة واختيار، ولو جئت إلى الحتميين والجبريين الذين يقولون: الإنسان مجبور وما عليه إلا أن ينام، كما تلقف هذه الفكرة الصوفية وغيرهم، ولو جئت إلى هؤلاء لوجدتهم يحتجون بالنصوص التي تدل على أن المشيئة بيد الله سبحانه وتعالى، لكن إن جئت إلى أهل السنة والجماعة تجدهم- رحمهم الله تعالى- أخذوا بتلك الأدلة، وأخذوا بالأدلة الأخرى، فقالوا: للإنسان إرادة ولكنه خاضع لمشيئة الله تعالى: ((لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) (التكوير: 29.28).
وهكذا في المسائل الأخرى، وفي مسائل الصفات، وفي مسائل الإيمان، وفي مسائل أفضلية الصحابة وغيرها، وهو منهج مهم جدًا، لأن الذي يريد أن يسير على منهج السلف: عليه أن لا يفرق بين النصوص، وإنما يأخذها كما وردت، وأن يجمع بينها، لأنها لا يمكن أن تتعارض، وإنما تتعارض في أذهان أهل الأهواء، أما الأذهان الصافية التي تريد الحق واتباعه فلا تتعارض في أنفسهم هذه النصوص، وإنما تتآلف وتتضامن وتجتمع، والحمد لله رب العالمين.
الأساس التاسع: هو إنصافهم لخصومهم، فالسلف- رحمهم الله تعالى- يوالون ويعادون، والولاء والبراء عندهم قائم على الإنصاف والعدل، فيحبون أهل الإيمان، ويبغضون أهل الكفر، ويحبون الطاعات، ويبغضون المعاصي ويعادونها، فمن كان من أهل الإيمان والاستقامة أحبوه وذكروه بالخير وأنصفوه، ومن كان من أهل الكفر والبدعة أبغضوه وعادوه في الله، الحب في الله والبغض في الله هو قوام مذهب السلف رحمهم الله، فإذا ما وجد من الناس من فيه إيمان وعنده معصية لا يردونه كله، ولا يقبلونه كله، وإنما يوالونه بما عنده من إيمان، ويعادونه بقدر ما عنده من معصية، وهذا غاية الإنصاف، فإذا رأيت من إخوانك صاحب معصية فعليك أن تعلم قبل كل شيء أنه أخ لك في الله، فيجب أن تواليه وأن تدعمه، وأن تعينه على الحق، وأن لا تعين الشيطان عليه، ثم إنك تعاديه بتلك البدعة أو تلك المعصية، وترجو له الخير وتدعو له بالخير، وتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وتنصحه في الله لا نصيحة غل وحقد، وإنما نصيحة حب وإيمان، لأنك تؤاخيه في الله، لأنه مؤمن وإن كان صاحب معصية.
هذه بعض المسائل المتعلقة بمنهج أهل السنة والجماعة.

[1] رواه مسلم ( 262) من حديث سلمان رضي الله عنه .

منقول من موقع الشيخ عبد الرحمان المحمود حفظه الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع طيب أخيتي
بوركت وبورك نقلك
والحمد الله الذي من علينا بنعمة الاهتداء إلى منهج أهل السنة والجماعة
في الوقت الذي أصبح فيه المنتمون لهذا المنهج غرباء في الناس
كغربة الإسلام بين الملل الأخرى
وأهل السنة مع غربتهم هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة بإذن الله
وهم الذين عناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله
رواه مسلم.

جزاك الله خيرا
ونفع بك
والشكر موصول للشيح المحمود .

مقال طيب ..

بوركتي ياشموخ يابنت الجزائر الابية الحبيبة .. وفقك الله لما يحب ويرضى

لك تقديري وخالص مودتي الجمعة 21 ربيع الأول 1445

جزاك الله الف خير
وجعلها يارب في موازين حسناتك
تحياتي لك