أبواق التكفير والفتنة 2024.

من الحقائق المفزعة, التي لم يستشعرها الناس بعد, أن الفضائيات العربية تكاثرت بالانشطار, كما تتكاثر الخلايا السرطانية الخبيثة, حتى بلغ تعدادها (700) قناة فضائية, تبثها (398) هيئة, منها (372) هيئة تابعة للقطاع الخاص, و (26) هيئة حكومية فقط, تبث برامجها على (17) قمراً اصطناعياً, منها (نور سات), و(نايل سات), و(عرب سات), على ترددات (عرب شتات), و(عرب سبات).
ان هذه الأرقام قد ترصد أحد وجوه الحقيقة, لكن الحقيقة المرة قد تأتي حين تجتمع الوجوه كلها لتدق نواقيس الخطر, وتحذر الناس من تسونامي التشرذم, الذي يوشك أن يندلع ويتفجر قريبا من قيعان البحار الفاسدة.

كان من المفترض أن تكون هذه القنوات عاملا ايجابياً من عوامل التثقيف والتوعية, ووسيطاً إعلاميا نحو بناء المجتمعات المتحضرة, لكنها للأسف الشديد راحت تزرع ألغام التعتيم في حقول الظلام, وتنثر بذور الجهل في ليل التخلف الدامس, فتحول معظمها إلى منابر لنشر ثقافة الترفيه الرخيص, وتسفيه عقول الناس, أو لترويج السحر والشعوذة, ونشر الغيبيات المنبعثة من مستنقعات الدجل والخرافة, ناهيك عن انضمام الكثير منها إلى الجحافل التي تطوعت, في هذه المرحلة القلقة الحرجة, للقيام بمهام الشحن والتحريض, وإثارة النعرات الطائفية, وإنتاج فقه التفكك والتباعد والتناحر, وظهرت علينا فضائيات (دينية) تخلت نهائيا عن رسالتها الإعلامية, وذهبت بعيداً في تطرفها, فانغمست في البحث عمّا يفرق الناس, لا عمّا يجمعهم ويلم شملهم, ووصل الأمر ببعضها إلى درجة التحريض على القتل على الهوية, وانحرفت أبواق الفتنة باتجاه نشر الكراهية والبغضاء, ووجهت بوصلة النزاع باتجاه أكثر المراحل قتامة في التاريخ الإسلامي, وظهرت علينا فضائيات طائفية من كل لون وصنف ونوع, فضائيات سنية تكفيرية موتورة, وأخرى شيعية مغالية إلى درجة التخريف والإسفاف, وثالثة تتستر بالحياد الفكري لإخفاء تعصبها وتطرفها, فاشتركت جميعها في خلق حالة خطيرة من الاحتقان والتراشق, وتبادل الاتهامات بين طائفتي السنة والشيعة, وإذكاء نيران الأحقاد الدفينة, من دون أن تforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/? اهتماماً بما حل بالأمة من ويلات ونكبات ومصائب ومحن, أو بما يحاك ضدها من مؤامرات معادية للإسلام والمسلمين,

فلا الفضائيات الشيعية المتشنجة خدمت منهج أهل البيت, ولا الفضائيات السنية المتعصبة خدمت السلف الصالح, بينما تتلقى هذه الفضائيات الدعم والإسناد من جهات مشبوهة لتواصل بث سمومها, وتستمد قوتها من الأموال الطائلة التي تتلقاها في الخفاء, فهناك دائما من يدفع لهؤلاء, ويغدق عليهم العطاء, ليسخنوا الأجواء تمهيدا لارتكاب اكبر مجزرة طائفية تستهدف الإسلام نفسه, مثلما استُهدفت الكنيسة في أوربا عقب الاقتتال الكاثوليكي البروتستانتي.
ان من يتابع ما تبثه الفضائيات المتطرفة من سموم وأحقاد سيكتشف بنفسه بان هناك قوى خفية تعمل على تأجيج الصراع الطائفي, وتسعى لتشويه صورة الإسلام, وإظهارنا أمام العالم كأمة ممزقة متناحرة مفككة.
ختاما نقول: ألا يكفينا ما يجتاحنا من أخطار خارجية لنغذيها بما تضيفه إلينا أبواق الفتنة من عبوات فكرية ناسفة, قد تفجر الأوضاع في حرب طائفية محتملة, لا تبقي ولا تذر, وليس فيها منتصر وإن غلب.

موضوع حلو يسلمو
شكرا على المرور الكريم تحياتي
موضوعك جميل ولكن
مانقدر نقول الا الله يحفظ المسلمين جميعا من شر كل حاسد
ومشكوووووور طريق الحق دائما مميز
شكرا على المرور الكريم تحياتي

قصة شاب متدين ملتزم مع عشيقته السابقة ومعاناة الفتنة والغواية 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في مقتبل العمر، نهل من متاع الدنيا كل ما يخطر بالبال وكل ما لا يخطر به، عاش حياة صاخبة .. عابثة .. غير مسئولة .. لا تعرف خلقا ولا دينا . وبعد أن وصل إلى مرحلة التشبع من كل شيء، لم يعد يجد لذة ولا متعة في شيء ، زهد كل شيء .. وكره كل شيء .. ونفر من كل شيء .. ولم يبق غير القدوم على الانتحار . ولكن أدركته عناية الله فتبدلت حياته .. اهتدى وذاق طعم حلاوة الإيمان . فعرف حياة الهدوء .. والاطمئنان .. والاستقرار .. وجمع النفس على مرضاة الله .. التزم التزاما صحيحا .. توجه إلى دروس العلم .. وحضور المحاضرات العامة والخاصة .. أكثر من قراءة القرآن وسماع أشرطة العلم والمواعظ التي تحرق شياطين القلوب .. كسر أشرطة الأغاني .. نسي دور اللهو .. وهجر أصدقاء السوء .. أقدم على كل فعل حسن وجميل .. وترك كل شيء قبيح إلا شيئا واحدا لم يقو على تركه !! إنها حبيبته وعشيقته الأولى !!!!! كان يعلم تماما أنها محرمة عليه .. حاول الابتعاد عنها مرات ومرات ، ولكنه كان يخفق في كل مرة ويحن إليها ويعود. لم يتركه شيطانه .. ولا النفس الأمارة بالسوء .. ولا الهوى ، إلا أن يشعلوا في قلبه زفرات الحنين إليها . لقد كان يعشقها عشقا لا يوصف .. رافقته في أغلب أوقاته .. في مغامراته ورحلاته .. حتى أحيانا كثيرة كانت ترافقه على فراشه ليلا !!! تعبت نفسه .. وعاش حياة التناقض والكذب .. فهو أمام الناس التقي الملتزم الصالح، وفي خلوته هو الشيطان المريد !! ماذا يفعل ؟؟ تمزقت نفسه من ذاك التناقض والكذب والنفاق. وقرر أن يهجر تلك المعشوقة الساحرة .. لا بد أن يكون قوي الإرادة .. شديد العزيمة فالأمر دين وليس لعبا . خاطبها وجها لوجه .. صارحها بأنه ينوي قطعها .. ولكنها لم ترد عليه .. كانت تصغي إليه دون أن تراجعه أو ترد عليه كلمة واحدة . وحصل الفراق .. وارتاحت نفسه حينا من الدهر .. واستمر صاحبنا على هذا الأمر حتى كان يوم المفاجأة !!! في يوم شتوي ماطر أراد أن يتجول في مكان خارج المدينة ليستمتع بالجو الندي الجميل. وأراد في أحد المنعطفات أن يرجع بسيارته للخلف فالتفت إلى الخلف وإذا بعشيقته خلفه على المقعد الخلفي للسيارة !!!!!!!!!! ألجمته المفاجأة .. سألها كيف دخلتي إلى سيارتي؟ ولكنها لم تجب على سؤاله. أصابه بعض الحنين إليها !! فأمسك بها وساعدها ليضعها على المقعد الأمامي بجانبه!! بدأ يختلس النظر إليها .. إلى سحرها .. إلى جاذبيتها .. وتصارع في قلبه داعي الشيطان والإيمان .. بدأ يداعبها !! امتدت يده إليها !! أراد أن يقربها إلى فمه !! ولكن داعي الإيمان أدركه فكان أقوى من داعي الشيطان الذي كان ضعيفا .. ففتح باب سيارته ،، وألقى بها خارجها ،، ثم رجع بسيارته إلى الخلف ودهسها بإطارها مرتين أو أكثر ,,, وهو يقول تبا لك أيتها السيجارة الحمقاء الحقيرة ،، إنني لن أعود إليك أبدا وأرجو الله أن يثبتني على ذلك إلى الممات. ………………………………………….. ……………
مع أرق وأجمل تحية من أخيكم
سعيد

ثبتنا الله واياه على الهدى والخير
وابعد عنا كل شيطان رجيم
آآآآآآآآمين
قصه مؤثره وجميله
تسلم الايادي
اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة r Ĕ Ĕ mقصه مؤثره وجميله
تسلم الايادي

تسلمين اختنا ريم
وتسلم يداك
ويسلم عمرك
أشكرك على المرور
سعيد

ثبتنا الله واياه على الهدى والخير
وابعد عنا كل شيطان رجيم
آآآآآآآآمين

اشتعال الفتنة بالإسكندرية وتحطيم محلات الأقباط 2024.

تحولت جنازة الشاب المسلم أحمد جمعة عبد الرازق الذى قتله ثلاثة أشقاء أقباط أمس إلى مظاهرة من أسرة القتيل المسلم، تطورت إلى عمليات تكسير وتخريب واجهات المحلات التجارية والممتلكات العامة التى يمتلكها الأقباط، مما دفع الأجهزة الأمنية إلى زيادة الحراسة الأمنية حول مسجد العمرى الذى أقيمت فيه الجنازة مساء اليوم الأحد، وتم استدعاء 7 سيارات أمن مركزى لمنع حدوث فتنة كبرى.

بسمة: الفتنة الطائفية متوقعة بعد الثورة 2024.

أشارت الفنانة الشابة بسمه إلى وجود علاقة واضحة بين ظهور كاميليا شحاتة على إحدى الفضائيات لتعلن تمسكها بديانتها المسيحية، مؤكدة أنها لم تدخل الإسلام، وبين أحداث الفتنة التي اشتعلت بمنطقة إمبابة المصرية مساء السبت الماضي.

وقالت الفنانة الشابة في تصريحات نقلها موقع ام بي سي إن كاميليا أو أي امرأة أخري لا تستحق أن تعرض مصر للفتنة، خاصة أن هذه الأفعال تتعارض مع سماحة الأديان السماوية.

وأضافت: "إن الفتنة الطائفية والتي كان آخرها أحداث إمبابة وعبد المنعم رياض عليها علامات استفهام كثيرة، وجزء من هذا السيناريو كان متوقعا عندما قامت الثورة، لكن هذا لا يمنع أن مصر مرت عليها كل الأديان السماوية الثلاثة.

يأتي ذلك في الوقت نفسه الذي أعربت فيه الممثلة المصرية عن استعدادها لقبول أي عرض سينمائي من شركة الإخوان المسلمين السينمائية المنتظر تأسيسها قريبا، شرط جودة هذا العمل.
في حفظ الله ورعايته

يسلموووووووووووووووو
الله يسلمك
وميرسي على المرور الجميل
في حفظ الله ورعايته

ابن تيمية : من أسباب الوقوع في الفتنة مع الحكام 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

ابن تيمية رحمه الله : من أسباب الوقوع في الفتنة مع الحكام

شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: مما ينبغي أن يُعلم أن أسباب هذه الفتن تكون مشتركة فَيَرِدُ على القلوب من الواردات ما يمنع القلوب عن معرفة الحق وقصده، ولهذا تكون بمنزلة الجاهلية، والجاهلية ليس فيها معرفة الحق ولا قصده، والإسلام جاء بالعلم النافع والعمل الصالح؛ بمعرفة الحق وقصده؛ فيتفق أن بعض الولاة يظلم باستئثار فلا تصبر النفوس على ظلمة، ولا يمكنها دفع ظلمة إلا بما هو أعظم فساداً منه، ولكن لأجل محبة الإنسان لأخذ حقه ودفع الظلم عنه لا ينظر في الفساد العام الذي يتولد عن فعله.

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً(1) فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ» . رواه البخاري

وكذلك ثبت عنه في الصحيح أنه قال: «على المرء المسلم السمع والطاعة في يسره وعسره، ومنشطه ومكرهه، وأثرة عليه» .

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم عن عبادة قال: «بَايَعْنَا رَسُول الله – صلى الله عليه وسلم – عَلَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ في العُسْرِ واليُسْرِ، والمَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ، وَعَلَى أثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَعَلَى أنْ لاَ نُنازِعَ الأمْرَ أهْلَهُ إلاَّ أنْ تَرَوْا كُفْراً بَوَاحاً عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ تَعَالَى فِيهِ بُرْهَانٌ، وَعَلَى أنْ نَقُولَ بالحَقِّ أيْنَمَا كُنَّا لاَ نَخَافُ في اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ» . متفق عليه.

فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بأن يصبروا (2) على الاستئثار عليهم، وأن يطيعوا ولاة أمورهم، وإن استأثروا عليهم، وأن لا ينازعوهم الأمر، وكثير ممن خرج على ولاة الأمور أو أكثرهم إنما خرج لينازعهم مع استئثارهم عليه، ولم يصبروا على الاستئثار ثم إنه يكون لولي الأمر ذنوب أخرى فيبقى بغضه لاستئثاره يعظم تلك السيئات، ويبقى المقاتل له ظانّاً أنه يقاتله لئلا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله، ومن أعظم ما حرّكه عليه طلب غرضه: إما ولاية، وإما مال.

كما قال تعالى: ﴿فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاثة لا يُكَلِّمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إِليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رَجُل على فَضْل ماء بِفَلاة يمنعه من ابن السبيل يقول الله له يوم القيامة: اليومَ أمْنَعُكَ فَضْلِي، كما مَنَعْتَ فضلَ ما لم تعمل يَدَاك، ورجل بايَعَ إِماما لا يبايِعُهُ إِلا للدنيا فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يُعْط منها سَخَطَ. ورجل حَلَف على سِلْعَة لقد أُعْطِي بِهَا أكثر مما أُعْطِيَ ، وهو كاذب».

فإذا اتفق من هذه الجهة شبهة وشهوة، ومن هذه الجهة شهوة وشبهة قامت الفتنة، والشارع أمر كل إنسان بما هو المصلحة له وللمسلمين؛ فأمر الولاة بالعدل والنصح لرعيتهم حتى قال: « مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرعِيهِ اللهُ رَعِيَّة، يَموتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللهُ عليه الجَنَّةَ».

وأمر الرعية بالطاعة والنصح كما ثبت في الحديث الصحيح: «إِنما الدين النصيحة» ثلاثاً. قالوا: لِمَنْ يا رسول الله؟ قال: «لِلَّهِ ولكتابه ولرسوله، ولأَئمة المسلمين وعامتهم».

وأمر بالصبر على استئثارهم، ونهى عن مقاتلتهم ومنازعتهم الأمر مع ظلمهم؛ لأن الفساد الناشيء من القتال في الفتنة أعظم من فساد ظلم ولاة الأمر فلا يُزال أخف الفسادين بأعظمهما. ومن تدبر الكتاب والسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتبر ذلك بما يجده في نفسه وفي الأفاق علم تحقيق قول الله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾، فإن الله تعالى يُري عباده آياته في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أن القرآن حق، فخبره صدق، وأمره عدل: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.

——————————-
(1) الأثرة والاستئثار: الانفراد بالشيء دون الآخرين.
(2) قال ابن القيم رحمه الله: الصبر حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما. [عدة الصابرين (1 / 7 )]

من كتاب منهاج السنة ( 4 / 538 – 543 ).

بارك الله فيك وجزاك كل خير اخي
جزاك الله خيرا
بارك الله فيكم
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

فضل العبادة زمن الفتنة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

فضل العبادة زمن الفتنة
الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله

تمُرُّ بالأمَّةِ الإسلاميَّةِ أحوالٌ عصيبة، وتعصِف بها رياحٌ عاتية، وتحيط بها فتنٌ مدْلهمَّة، في ظلِّ النِّظامِ العالميِّ الجديدِ والمكر اليهودي والصَّليبي الكُبَّار والهُتاف بالأَرْبِعة العربيَّة المُبتدَعة، والمقصودُ من ذلك كلِّه: زعزعةُ عقيدةِ الأمَّة وأخلاقِها وأمنها، وبثُّ الشُّبه حول كتاب ربِّها تعالى وسنةِ نبيِّها صلى الله عليه وسلم، وإحداثُ الصُّدوعِ في البلدِ الواحِدِ وتفتيتُ قوَّتِه وبثُّ عواملِ الفُرقة بين أبنائه، والدَّعوةُ إلى الخروجِ والعصيان والفوضى تحت غطاء المطالبة بالحقوق والحريَّات ومجابهةِ القمْع والباطل والاستبداد.

وهذا ما تدعو إليه وسائلُ الإعلامِ المختلفةُ من صُحُفٍ وقنوات ومواقعَ إلكترونيَّةٍ، وتحرص عليه وتسخِّر له الألسنةَ الفاجرةَ والأقلامَ الحاقدةَ والأبواقَ النَّاعقةَ.

وإنَّ المسلمَ العاقلَ الفطِنَ ليرفُضُ تلك النِّداءاتِ المشبوهةَ ولا تغرُّه تلك الهُتافاتُ المحمومة، ولا يكترث لفتاوى حُدثاءِ الأسنانِ وسفهاءِ الأحلامِ، وإنَّما يهرُب من الفتن ويفِرُّ إلى ربِّه ويعتصم بحبله ويستمسك بغرز علمائه، ويحرِص على استتبابِ أمْنِ بلدِه، حتَّى يسُدَّ الطَّريقَ أمامَ العابثين بدين الأمَّة ولغتِها وأصالتِها وثوابتِها، الَّذين يصطادون في المياه العَكِرة، ويفسَحون المجال للأعداء والمتربِّصين ليتمكَّنوا من رقاب أبنائها ويتدخَّلوا في شؤونهم، ويخرِّبوا ديارَهم ويستبيحوا حرماتِهم ويَنهَبوا خيراتِهم.

ومن أعظم الأسباب الَّتي تقِي شرَّ الفتنِ وتحفَظُ من سوءِ عاقبتِها البعدُ عنها والاعتصامُ بالله تعالى والفرارُ إليه بعبادته ودعائه واستغفاره، وهذا الَّذي رغَّب فيه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، ونوَّه بفضلِه وأشاد بحُسنِ عاقبتِه.

فعن مَعقِل بن يَسار رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «العِبَادَةُ في الهَرْجِ كهِجْرةٍ إليَّ» رواه مسلم (2948)، وأحمد (20311) ولفظه: «العبادةُ في الفتْنةِ كالهِجرةِ إليَّ»، وله كذلك (20298): «العَمَلُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ».

والعبادة: «هي اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّه اللهُ ويرضاه من الأقوالِ والأعمالِ الباطنة والظَّاهرة»(1)، منها إخلاصُ الدِّين لله ودعاؤه والاعتصامُ بحبله، وطلبُ العلمِ النَّافع وسؤالُ أهلِه والرُّجوعُ إليهم، ومنها الصَّلاةُ والصِّيامُ والذِّكرُ، ومنها الصِّدقُ والأمانةُ وفعلُ المعروف وأداءُ الحقوق، وطاعةُ الحاكم المسلم في غير معصية الله.

والهرْج: هو القتلُ والتَّناحر والفتنةُ واختلاطُ أمورِ النَّاس، وفُشُوُّ الفوضى بينهم، روى البخاري (6037) ومسلم (157) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيُقْبَضُ العِلْمُ وَتَظْهَرُ الفِتَنُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَيَكْثُرُ الهَرْجُ» قالوا: وما الهَرْجُ؟ قال: «القَتْلُ».

والهجرةُ: هي الانْتِقالُ مِن بلَدِ الشِّرْكِ إلى بلدِ الإِسلام، ومنها الهجرةُ من مكَّةَ ـ لمَّا كانت دارَ كفر ـ إلى المدينة، وهي من أجلِّ العبادات وأعظمِ القُربات، وبخاصة إليه صلى الله عليه وسلم في حياته.

«كهِجْرَةٍ إِلَيَّ»: قال ابن العربي رحمه الله في «عارِضة الأَحْوَذِيِّ» (9/53): «ووجهُ تمثيلِه بالهجرة أنَّ الزمانَ الأوَّلَ كان النَّاسُ يفِرُّون فيه من دار الكفر وأهلِه إلى دار الإيمان وأهلِه، فإذا وقعت الفتنُ تعيَّن على المرْءِ أن يفرَّ بدينه من الفتنةِ إلى العبادة، ويهْجُرَ أولئك القومَ وتلك الحالةَ، وهو أحدُ أقسامِ الهجرة».

وقد شبَّه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم العابدَ ربَّه وقتَ الهرْج والفتنة بالمهاجر إليه فرارًا بدينه، وسبب هذا التَّشبيه «أنَّ الناسَ في زمن الفتن يتَّبعون أهواءَهم ولا يرجعون إلى دين، فيكون حالُهم شبيهًا بحال الجاهليَّة، فإذا انفرد من بينهم مَن يتمسَّك بدينه ويعبد ربَّه ويتَّبِع مراضيَه ويجتنبُ مساخطَه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهليَّة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، متَّبعًا لأوامره مجتنِبًا لنواهيه»(2).

ولا يختصُّ هذا بآخِرِ الزَّمان، وإنَّما هو عامٌّ في سائر الأزمنة؛ لأنَّه مربوطٌ بسبب، وهو الفتنةُ والهرْجُ.

إنَّ هذا الحديثَ المبارَكَ يُرسي المنهجَ القويمَ الَّذي ينبغي أن يسلكَه طالبُ النَّجاةِ من شرِّ الفتن، وسأذكر ـ بتوفيق الله ـ أهمَّ فوائدِه، وأنبِّه كذلك على بعضِ مقاصد العبادة في زمن الفتنة، فمن ذلك:

1ـ فضلُ العبادة أيامَ الفتنةِ والهرج، وعِظَمُ ثوابِها ومضاعفةُ أجرِها، حيث إنَّه صلى الله عليه وسلم جعلها مثلَ درجةِ من هاجر إليه، ولا يخفى ما في الهجرة من الأجر والثَّواب، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ الله أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ الله وَالله غَفُورٌ رَّحِيم﴾[البقرة:218] وقال: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي الله مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون﴾[النحل:41] وقال:﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ الله يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى الله وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى الله وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا﴾[النساء:100].

وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا وَأَنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ» رواه مسلم (121).

هذا فضلُ الهجرةِ ـ عمومًا ـ الَّتي لا تنقطعُ إلى يومِ القيامة، فكيف بالهجرة إليه صلى الله عليه وسلم خصوصًا؟

وسببُ هذا الأجرِ الكبيرِ والفضلِ العظيمِ أنَّ الفتنَ إذا عمَّت اشتغل النَّاسُ بها وأثَّرت في قلوبهم، وألْهتهم عن عبادةِ ربِّهم، ولم يتفَرَّغْ للعبادة إلاَّ القليلُ، وهم الَّذين يفرُّون إلى الله عز وجل من الفتنِ وأهلِها.

والطَّاعة إذا عُمل بها وظَهرت سهُلت وخفَّت، وإذا تُرِكَت وغُفل عنها شقَّت وثقُلت إلاَّ على الخاشعين؛ لأنَّ النُّفوس تتأسَّى بما تشاهد من أحوال بني وقتِها وتتأثَّر به(3)، ولهذا المعنى قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بَدَأَ الإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى للغُرَبَاءِ»، رواه مسلم (145) من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه، وجاء تفسيرُ الغرباء عند أبي عمرو الدَّاني في «السُّنن الواردة في الفتن» رقم (288) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ»(4).

إنَّ الفتنةَ كالكِيرِ يمحِّصُ الجواهرَ ممَّا يشوبُها، وفيها يتبيَّن مَن يعبدُ اللهَ ممَّن يتبع هواه؟

2ـ إشارةٌ إلى فضيلةِ الانفراد بعبادة الله تعالى وذكرِه وقتَ غفلةِ النَّاس واشتغالِهم بالفتنِ والشَّهوات، روى التِّرمذيُّ (3579) والنَّسائي (572) وصحَّحه الألباني عن عمرِو بنِ عبَسَةَ رضي الله عنه أنَّه سمع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِن العَبْدِ في جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ في تلكَ السَّاعَةِ فَكُنْ»، واللَّيلُ ـ وبخاصَّةٍ آخرُه ـ وقتُ غفلةٍ وخلودٍ إلى النَّوْم.

3ـ أنَّ العبادة ـ التي تكون من الضُّعَفاء ـ نُصرةٌ للمظلومين وحمايةٌ للمؤمنين، وجلبٌ للأرزاق والنِّعم، ودفعٌ للفتن والنِّقم، قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُم»، رواه البخاري (2896) والنَّسائي (3178) ولفظه: «إِنَّما يَنْصُرُ اللهُ هذه الأمَّةَ بضَعِيفِهَا، بدَعْوَتِهم وصَلاَتِهم وإِخْلاَصِهم».

قال ابن تيمية رحمه الله كما في «جامع المسائل» (2/61): «فإنَّ الله ـ بعباداتِ عبادِه المؤمنين ودُعائِهم ـ يَجلِبُ للنَّاسِ المنافعَ ويَدْفَعُ عنهم المضارَّ… وانتفاعُ الخَلْقِ بدعاءِ المؤمنين وصلاتِهم كانتفاع الحيِّ والميِّتِ بدعاء المؤمنين واستغفارِهم، ونزولِ الغيثِ بدعاءِ المؤمنين واستغفارِهم، والنَّصْرِ على الأعداءِ بدعاء المؤمنين واستغفارهم، وأمثال ذلك ممَّا اتَّفق عليه المؤمنون».

4ـ أنَّ المنفردَ بالطَّاعة من بين أهل المعصية والغفلة قد يدفع الله عنهم بصلاته البلاءَ، وينجِّيهم بدعائه من الفتنة.

وقال غيرُ واحد من المفسِّرين في قوله تعالى: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ الله النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾[البقرة:251]، «لولا أن الله يدفع بمن يصلِّي عمَّن لا يُصلِّي، وبمن يتقِّي عمَّن لا يتقِّي لأهلك النَّاسَ بذنوبِهم»(5).

5ـ أنَّ في أيَّام الفتن تَهيجُ النُّفوسُ وتَنزعِجُ القلوبُ وتَطيشُ العُقولُ وتَضطَربُ الأمورُ وتفشو الفوضى ويذهبُ الأمنُ، فلا يصلُح حينئذ إلاَّ العبادةُ والذِّكرُ والاستغفارُ رجاءَ الحصولِ على الثَّباتِ والسَّكينة والطُّمأنينَة، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب﴾[الرعد:28]، روى الطَّبري في «تفسيره» (13/518) عن قتادة رحمه الله قال: «سكنت إلى ذكر الله واستأنست به»، وقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾[الأحزاب:41 – 43].

6ـ أنَّ العبادة شِفاء لما تدعو إليه الفتن من الأمراض، فتطهِّر النُّفوس من التَّهوُّر والاندفاع، وتزكِّيها من حبِّ الشُّهرةِ والظُّهور، وتَحميها من الطَّمع والحرصِ على المال والرِّئاسة والزَّعامة والمنافسةِ فيها.

روى مسلم (2965) أنَّ سعدَ بن أبي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال له ابنهُ عُمَرُ: «أَنَزَلْتَ في إبلِك وغَنَمِك وتركتَ النَّاسَ يتنازعون الملكَ بينَهم؟»، فضرب سعْدٌ في صدرِه، فقال: «اسْكُتْ، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقُول: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِىَّ الغَنِىَّ الخَفِيَّ»، والعبدُ الخفيُّ هو المنقطِعُ ـ زمنَ الفتنة ـ لعبادة ربِّه، المشتغلُ بما ينفعُه، الَّذي لا يريد علوًّا في الأرض ولا فسادًا ولا يبغي شُهرةً ولا منصِبًا.

قال ابن بطَّة رحمه الله في «الإبانة الكبرى» (2/600): «فرحم الله عبدًا آثرَ السَّلامةَ ولزِم الاستقامةَ، وسلك الجادَّةَ الواضحةَ والسَّوادَ الأعظمَ، ونَبذ الغلطَ والاستعلاءَ، وترَك الخوضَ والمراءَ والدُّخولَ فيما يضرُّ بدينِه والدُّنيا، ولعلَّه ـ أيضًا ـ مع هذا لا يسلَم من فتنة الشَّهوة والهوى».

7ـ أنَّ العبادة تُستَدْفَع بها المصائبُ والمضارُّ والفتن؛ لأنَّ سببَها الذُّنوبُ، فإذا تاب أصحابُها واستغفروا ربَّهم منها، وفرُّوا إليه بعبادته وذكره والتَّضرُّع إليه، نجَّاهم منها ووقاهم شرَّها، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُون* فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون﴾[الأنعام:42 – 43]، وعن أُمِّ سلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: استيقظ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلةً فزِعًا يقول: «سُبْحَانَ اللهِ! مَاذَا أَنْزَلَ الله من الخَزَائِنِ ومَاذَا أُنْزِلَ منَ الفِتَنِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ ـ يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ ـ لِكَيْ يُصَلِّينَ؟، رُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ» رواه البخاري (7069).

قال ابن حجر في «الفتح» (13/23): «وفي الحديث النَّدبُ إلى الدُّعاء والتَّضرعِ عند نزول الفتنة ولا سيَّما في اللَّيل لرجاء وقتِ الإجابةِ، لتُكشَف أو يَسلَمَ الدَّاعي ومَن دعا له، وبالله التَّوفيق».

وعن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرْبِ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأَرْضِ ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ» رواه البخاري (6346) ومسلم (2730) وله في رواية: «كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ قال…».

وروى أبو داود (1319) وحسَّنه الألباني عن حذيفة رضي الله عنه قَال: «كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا حزبهُ أمرٌ صلَّى».

فهديُه صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ ـ أي نابَه وألمَّ به واشتدَّ عليه ـ أن يستغيثَ بربِّه، ويفزَعَ إلى مناجاتِه ودعائِه والتَّضرُّعِ إليه، ليرفعَه عنه ويُبدِلَه مكانَه فرَجًا وطمأنينةً وأمْنًا، بخلاف ما عليه النَّاسُ اليومَ ـ مع كثرة الفتن والمصائب ـ من الغفلة عن كلِّ ذلك، واتِّباعِ الشَّهوات وإضاعةِ الصَّلوات، والسَّهَرِ على تتبُّع المواقع ومشاهدة القنوات، والمنافسة في المناصب والوِلايات، وحديثُ معقلٍ رضي الله عنه يتضمَّنُ تشبيهَ هؤلاء بالقاعدين عن الهِجرة التَّاركين لها.

8ـ أنَّ التَّفرُّغَ للعبادة انصرافٌ عن القيل والقال وكثرةِ السُّؤال وإضاعةِ الوقت، وتركٌ لما لا يعني الإنسانَ من الأخبار والعلاقات والمعاملات والمجالس، وإعراضٌ عمَّا لا يُحسِن وعمَّا ليس هو من أهله في دبيرٍ ولا قبيل، ولا له فيه ناقةٌ ولا فصيل.

ولا شكَّ أنَّ هذا أسلمُ للعبد وأحوطُ، وأبعدُ عن مشاركته في إحداثِ الفوضى والاضطرابِ وسفكِ الدِّماءِ ونشْرِ الأكاذيب وإعانة الظَّلَمَةِ وقذفِ الأبرياء.

إنَّ النَّاس أيَّامَ الفتنِ يخوضون فيما لا يُحسنون، ويتأثَّرون بما يشاهدون، ويحلِّلون الأقوال والآراء، وتُثيرهم التَّهيِيجاتُ والأهواء، فتمرضُ قلوبُهم ويفسُدُ تفكيرُهم، ويغفُلون عن عبادة ربِّهم، ويُهمِلون مصالحَهم وبيوتَهم ويفرِّطون في أماناتِهم، ومن اشتغلَ بما لا يَعنيه ضيَّع ما يَعنيه.

وخيرٌ لهم ـ لو كانوا يعقلون ـ الاشتغالُ بالعبادة والعلم والتَّعليم والفرارُ من جميعِ النِّداءات المحمومةِ والمؤثِّراتِ المهلكةِ والسُّيولِ الجارفة، فهذا هو الاشتغال بما ينفع ويعني، والحرصُ على ما يُثمِرُ ويَبْني، ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ الله وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَالله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين﴾[التوبة:109].

والله من وراء القصدِ وهو يهدي السَّبيل، وصلِّ اللَّهمَّ وسلِّمْ وباركْ على نبيِّنا محمَّدٍ الرَّحمةِ الُمهداةِ والمِنَّةِ المُسْداةِ، وعلى آلِه الأبرار وصحبِه الأخيار، وعلى التَّابعين لهم بإحسان إلى يوم القرار.

————————————-

(1)«مجموع الفتاوى» (10/149).

(2) قاله ابن رجب في «لطائف المعارف» (ص 132).

(3) انظر «لطائف المعارف» (ص 132).

(4) انظر «الصَّحيحة» للألباني (1273).

(5) انظر «المحرَّر الوجيز» (1/338).

رجب 1445 – ماي 2024

جزاك الله خيرا
تقبل مرورى
جزاك الله خيرا وبارك فيك

الابتلاء والفتنة 2024.

الابتلاء والفتنة
الابتلاء هو امتحان واختبار من الله تعالى لعبده الصادق ليعلم مدى صدقة وإخلاصه في محبته , والابتلاء إما أن يكون إمتحاناً من الله لعبده واختباراً له بالخير أو بالشر وإما أن يكون عقوبة له على ما اقترف من فعل المحرمات واجتراح السيئات ويكون عقابه بمده بالنعم أو أن يصب عليه النقم , والابتلاء الذي هو امتحان واختبار أنواع كثيره منها :
1ـ ابتلاء بتكليف عبده بأحكام أو برساله كما في قوله تعالى ((وَإِذِ ابْتَلَىَ إِبْرَاهِيمَ رَبّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهُنّ قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً ))البقرة124 وكذلك نحن المسلمون كلفنا الله بأحكام كثيرة إن التزمنا بها كنا من الفائزين وخاصة في زماننا هذا حيث المنكرات الكثيرة وظهور الفساد في الأرض وانتشار المحرمات والفرقة بين الناس
2ـ ابتلاء بالمحن والشدائد والمصائب ليظهر العبد المؤمن المتقي الصبر والرضا والتسليم , وإن من سنة الله في خلقه أن يختبر إيمان المؤمنين بان يصيبهم بما يكرهون فإن صبروا ورضوا بما قدر ربهم فقد صدقوا في إيمانهم, ومن الابتلاء بالمحن والشدائد ما تحفل به حياة الأنبياء والمرسلين وكذلك من انتهج نهجهم وحمل الدعوة مثلهم
3ـ تأخر النصر على الدعاة وعدم إستجابة الناس وكلما تاخر النصر ظن العوام أن هؤلاء الدعاة على ضلال أو على خطأ فازدادوا تصلباً وبعداً عن نصرة الإسلام القويم والدعاة المخلصين , ويكون هذا الابتلاء تمحيصاً لما في صدور هؤلاء الدعاة من إيمان واختباراً لمعنوياتهم واصطبارهم على الشدائد والمحن قال تعالى((وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدُورِ)) ال عمران154
وقال تعالى ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنّةَ وَلَمّا يَأْتِكُم مّثَلُ الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مّسّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضّرّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتّىَ يَقُولَ الرّسُولُ وَالّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىَ نَصْرُ اللّهِ أَلآ إِنّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ)) البقرة214
4ـ البلاء بالنعمة والمنة الإلهيه والعطايا الربانيه قال تعالى ((إِنّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً))الإنسان2 وقال تعالى ((فَأَمّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعّمَهُ فَيَقُولُ رَبّيَ أَكْرَمَنِ * وَأَمّآ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبّيَ أَهَانَنِ ))الفجر1516
5ـ الابتلاء بالأسقام والأمراض وهذا الابتلاء لا يكون عقوبة للعبد المتقي ربه في شؤونه كلها ولكن لحكمة بالغة منها رفع الدرجات وحط الخطايا فعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها )) متفق عليه
والابتلاء عادة يكون على قدر الإيمان فكلما قوي إيمان العبد اشتد ابتلاؤه فالأنبياء أقوى المؤمنين إيماناً فقد كان بلاؤهم شديداً, أخرج الترمذي عن سعد بن أبي وقاص قال (( قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً؟ قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى العبد على حسب دينه …))
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب
جزاك الله خيرا علي طرحك القييم^__________^
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحة
وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخير وعافيه

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحة
وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخير وعافيه

مشكورة جزاك الله الف خير على موضوعك المفيد
جعله الله في ميزان حسناتك
تقبلي مروري
تحيتي

كيف أصبحت يا حذيفة؟ فأجاب أصبحت أحب الفتنة 2024.


[IMG]http://1.bp.*************/-ZLQ7Hg02OJ0/TzEQxxi1bTI/AAAAAAAACYw/IMmnRpfDiSE/s1600/025.jpg[/IMG]
دخل حذيفة بن اليمان على عمر بن الخطاب فسأله: كيف أصبحت يا حذيفة؟ فأجاب حذيفة: أصبحت أحب الفتنة, وأكره الحق, وأصلي بغير وضوء, ولي في الأرض ما ليس لله في السماء


فغضب عمر غضباً شديداً, وولى وجهه عنه واتفق أن دخل على بن أبى طالب فرآه على تلك الحال, فسأله عن السببفذكر له ما قاله ابن اليمان


فقال علي: لقد صدقك فيما قال يا عمر, فقال عمر: وكيف ذلك؟ قال علي: إنه يحب الفتنة لقوله تعالى {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} فهو يحب أمواله وأولاده


ويكره الحق بمعنى الموت لقوله تعالى:
{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}



ويصلي بغير وضوء, يعني أنه يصلي على محمد صل الله عليه وسلم


ومعنى أن له في الأرض ما ليس لله في السماء يعنى أن له زوجة وأولاداًوالله تعالى هو الواحد الأحد, الفرد الصمد, الذي لم يلد ولم يولد


فقال عمر: أحسنت يا أبا الحسن..لقد أزلت ما في قلبي على حذيفة .


الدرجة : كذب موضوع، ليس له وجود في كتب الحديث وهو أشبه بالألغاز وعلامات الوضع

ظاهرة عليه


جزالك الله خيرا

والاغلب ان من وضعه هدفه ابراز افضلية سيدنا علي على سيدنا عمر وان فهمه اكبر من فهمه

جزاك الله الف خير
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد الهمامي
جزالك الله خيرا

والاغلب ان من وضعه هدفه ابراز افضلية سيدنا علي على سيدنا عمر وان فهمه اكبر من فهمه

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه

صدقت أخي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك كل خير

حفظ الله السنة وأهلها من كل دخيل يحاول العبث بها
وحفظ الله المسلمين وهداهم لطريق الحق

لولا الفتنة لخصّهم بها ! 2024.


بسم الله الرحمن الرحيم

—-

وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً

لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ

لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33)

وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34)

وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

وَالآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)

(سورة الزخرف 33-35)

أى و لولا أن يرغب الناس فى الكفر إذا رأوا الكافر فى سعة من الرزق ، و يصيروا أمة واحدة فى الكفر ، لخصصنا هذه الدنيا بالكفار ، و جعلنا لهم القصور الشاهقة المزخرفة بأنواع الزينة و النقوش ، سقفها من الفضة الخالصة ، و جعلنا لهم مصاعد عليها يرتقون و يصعدون

قال المفسرون : الآيات سيقت لبيان حقارة الدنيا و قلة شأنها ،

و إنها لمن الهوان بحيث لولا الفتنة لخص بها الكافرين ،

و لجعل بيوت الكفار و درجها و سقوفها من ذهب و فضة ، و أعطى الكافر كل ذلك النعيم فى الدنيا لعدم حظه فى الآخرة ، و لكنه تعالى رحيم بالعباد فلذلك أغنى بعض الكفار و أفقر بعضهم ، و أغنى بعض المؤمنين و أفقر بعضهم .

قال الزمخشري : إن قلت أن الله عز و جل لم يوسع على الكافرين للفتنة التى كان يؤدى إليها التوسعة عليهم ، من إطباق الناس على الكفر لحبهم الدنيا و تهالكهم عليها ، فهلا وسع على المسلمين ليطبق الناس على الإسلام ؟

لذا أقول أن التوسعة عليهم – من أجل الدين – مفسدة أيضاً لما تؤدى إليها من دخول الناس فى الإسلام لأجل الدنيا و ذلك من دين المنافقين ، فكانت الحكمة فيما دبر ، حيث جعل الفريقين أغنياء و فقراء ، و غلب الفقر على الغنى

المرجع : الكتاب الرائع " صفوة التفاسير" للشيخ محمد على الصابوني

جزاك الله خيرا
بارك الله فيك