تختلف عادات وتقاليد مراسم الزفاف في كل بلد عربي ويتغنى كل واحدٍ بالمميزات والتفاصيل الدقيقة التي تغلب على طابع العرس ليصبح هذا التنوع ارثاً لكل بلد.
لهذا السبب قررنا عرض طقوس العرس المغربي الغني بمراحله من الخطبة الى الفستان المميز، الحمام المغربي، الحنة، الأطباق المقدمة والصباحية.
تبدأ التحضيرات والأحتفال بالعروس والعريس قبل اسبوعٍ من موعد الزفاف وذلك بهدف تقريب العائلتان من بعضها وتوطيد العلاقات بين الأهل والأقارب. فتتباهى ام العروس بالأطباق التي قدمتها، الضيافات، ثياب بناتها واولادها…
كما يتخل الحفل جواً صاخباً من الموسيقى المغربية ورقصٌ تقليدي على انغامها الرنانة ليكون هذا العرس الأجمل والأبهى.
الخطوبة هي من الخطوة الأساسية في العرس المغربي، بدونها لا يمكن للثنائي ان يتزوجا، لأنه في هذا النهار يتعرف الاهل على بعضهما البعض و يتم تحديد الشروط الأساسية، تفاصيل مراسم الزواج، الشبكة، ملابس العروس،الهدايا…
قبل سنة من العرس ينظَم لقاءُ الخطبة بعد موافقة العروس على شريك حياتها. فيخبر احد الأقارب اهل العروس بقدوم اهل العريس لطلب يدها. تتحضر العائلتان للحفلة ويقدّم العريس حينئذٍ الهدايا لخطيبته في علبة فضية.
تشمل هذه الهدايا خاتم الخطوبة،جلسة الحنة، المياه، التمر، الكفتان، العطور،الأحذية…
المميز في العرس المغري هو السكر الذي يعتبر من التقاليد الأساسية واول هدية من العريس لعروسته ويجب الا يقل عن 64 كيلو سكر اضافةً الى قوالب الحلو.
يرمزالسكر الى الحياة السعيدة اما الحليب فيعبر عن النقاء والطهارة. في حال لم تقبل ام العروس بالعريس، يعاد اليهم السكر تعبيراً عن رفضهم لهذا الشخص.
ترتدي العروس الفستان التقليدي وهو عبارة عن كفتان بكمام طويلة مصنوعٌ من قماش الحرير، الشيفون، ومطرزٌ بالخرز اضافةً الى حزامٍ على الخصر يعكس العادات المغربية.
يطلق على الفستان اسم "المنصورية "ويلبس في "القعدة" اي عندما تجلس العروس بالقرب من العريس في يوم زفافهما.
كما تبدل العروس فساتين العرس الملونة عدة مرات في نهار عرسها.
يعتبر الحمام التركي من العادات الأساسية التي تقوم بها العروس المغربية. فتتجمع صديقاتها مع قريباتها كبنت العم، بنت الخالة، الجيران… ويذهبان سوياً لقضاء يومٍ في الحمام المغربي.
تخضع العروس لجلساتٍ من البخار والماسكات بهدف تنظيف البشرة واضفاء الحيوية واللمعان عليها.
تخضع العروس قبل موعد زفافها الى جلسة الحنة. فتتجمع الفتيات في بيتها وترسم اخصائية الحنة اشكال علي يد العروس ورجلها تعبيراً عن الحظ السعيد الذي تأمل ان تجده في حياتها الزوجية.
كما تزين يدي الأصحاب برسومات مميزة بواسطة الحنة، هذه النبتة الموجودة في الجبال والتي تفرز بودرة ملونة.
انها المرأة المسؤولة عن فساتين العروس وهي ضرورية جداً في يوم العرس.
تحضر النكافة اللباس الذي يعكس التقاليد المغربية، المجوهرات والزينة كما تحرص على اختيار مجموعة من الفساتين المغربية كالفاسي، الشمالي، الأمازيغي اضافةً الى الفستان الأخير وهو الأبيض الذي تنتظره كل فتاة.
ترافق النكافة العروس طيلة يوم الزفاف فتساعدها في ارتداء الفساتين وتغيير الأكسسوارات.
تتحضر العروس، العريس، الأهل والأقارب ليوم الزفاف. يزوّج الشيخ العروسان ثم يبدأ الرقص على انغام الأغاني المغربية والفرقة التي تزف العروسان التي تسمى الدقاقية.
ترتدي العروس فستانها الأبيض مع المجوهرات والحلي، وتُحمل علي العمارية وهي عبارة عن كرسي ملوكي عالٍ تتنقل به على اكتاف 4 شباب.
بعد هذه المرحلة يجلس العروسان وسط المعازيم فيتصورا ويتم تبادلوا التهاني.
يستلم طباخُ ماهر طاولة الأكل فيقدم اشهى الأطباق المغربية كالكوسكوس، الطاجن، المشوي اضافةً الى الدجاج او الحمام المحشي.
كما يشرب الضيوف النعناع او الشاي وتستمر الحفلة حتى ساعات الصباح الأولى.
بعد حفل الزفاف يتوجه العروسان في سيارة خاصة الى بيتهم المستقبلي.
في طريقهم الى المنزل يتوقف الزوجان قرب اماكن سياحية او في وسط الطريق لأخذ صور تذكارية.
تستقبل ام العريس هذا الثنائي عند وصولهم وتقدم للعروس الحليب والتمر ترحيباً بانضمامها الى العائلة وتعبيراً عن محبتها.
