بفهم الأساليب العقلية تفهم نفسك وتفهم الآخرين 2024.

إن امتلاك القدرة على تحليل السلوك وفلسفته بشكل منطقي وطريقة علمية تجعلك قادرا على معرفة دوافع تصرفاتك وتجعلك قادرا على توقع ردّات فعل الآخرين وأبعاد تصرفاتهم كما وأنك ستكون قادرا على التأثير والإقناع من خلال معرفتك لما يريده الآخرون دون أن يصرحوا بذلك .
في كل موقف نعتقد أن جميع المؤثرات الواضحة ولكن ما يدور في العقل أعمق من أن ندركه فهناك خبرات متراكمة قد لا نعي وجودها . ولكن أثرها لا بد من أن يرتسم في الموقف وهنا أساليب رسمت فلسفتنا في الحياة وكانت أشبه ما تكون باللوحات الإرشادية على الطرقات التي توجهنا رغم أننا لا نعبأ لوجودها كثيرا .
طبيعة الأيام تجبرنا على أن نسير في إطار قد لا يعجبنا ولكننا نتوقف لنراجع حساباتنا ونقلب صفحات حياتنا لاكتشاف ما وراء تصرفاتنا وسلوكياتنا .
لنتفق معا على اختيار مصطلح ( الأساليب العقلية )
وهي تعمل دون أن نعي بها أو ندرك وجودها
( بشكل لا واعي )
أساليب العقل .. لمن ؟
إنها لكل من يتعامل مع البشر ويعيش بينهم وليس هناك أسلوب أفضل من الآخر ولكن الموقف هو الذي يحدد أي الأساليب أنسب .
أولا .. لك أنت !
ثانيا .. لمن يهتم بالتربية
ثالثا .. في الحياة الزوجية
رابعا .. للدعاة
خامسا .. في مهارات التفاوض
سادسا .. في الإرشاد الطلابي
سابعا .. للمحققين والمحامين والقضاة
ثامنا .. في المقابلات الوظيفية
تاسعا .. في مجال التسويق والعلاقات العامة
وهنا نقطة البداية .. !

يتبع

من الأمور الهامة التي يمكننا أن نكتسبها من خلال التعرف على الأساليب العقلية

( تجنب سوء الظن ) بالآخرين فتلك المعرفة ستجعلك

أكثر قدرة على إصدار الحكم للآخرين بإتزان ومصداقية أكبر

نبدأ الآن بالتعرف على الأساليب العقلية ,

نتعرف على الأسلوب بشكل عام ثم نذكر تفرعاته ونقدم توضيحا لها

والآن إلى أول الأساليب العقلية ..

الأسلوب الأول : الاقتراب – الابتعاد

قد نجد بائع يصيح بأعلى صوته قائلا ( الحق وإلا ما تلحق )

أو تجد إعلانا يقول ( الكمية محدودة ) .. وتجد في الجهة المقابلة إعلانات تحمل عبارات

مثل ( عيش الإثارة , استمتع وامرح )

يعمل العقل على النظر للأمور من إحدى زاويتين فهو إما أن يهتم بما يحقق له المتعة فيرغب به ويتجه إليه ويعمل

من أجل الحصول عليها ولو قابل ذلك بعض الخسائر والألم فلا بأس

فهذا أسلوب الاقتراب ( الاقترابي )

ونوع آخر يهتم للألم ويحرص على تجنبه ويجتهد في الابتعاد عن الألم وما يمكن أن يسببه

ويتجاهل المتعة ويتجنبها إذا رافقها بعض الألم .. فهذا أسلوب الابتعاد ( الحذر )

مثال ذلك ..

الفتاة التي تكثر من الحديث عن الزواج وتعجلها لأمره .. لتسألها إحدى صديقاتها ولم كل هذه العجلة ؟

وما الذي يجعلك دائمة التفكير في موضوع الزواج ؟ لتجيب على الفور أخشى أن يفوتني القطار !

هي هنا تستخدم أسلوب الابتعاد حيث ترغب في الابتعاد عما تكرهه وهو فوات الزواج ,

بينما لو كانت تفكر بشكل اقترابي فإن الإجابة ستكون مختلفة , فقد تقول : أبحث عن السعادة مع رجل يحبني ,

لنجد أن كلا الإجابتين تحمل نفس الهدف ألا وهو الزواج ولكن .. طريقة التفكير تختلف ..

كيف يمكننا أن نستثمر هذا الأسلوب في الإقناع والتأثير ؟

رغم حجتك القوية ورجاحة وجهة نظرك لا يقتنع الشخص الذي أمامك بما تقوله

وذلك لأنك تستخدم الطريقة الخطأ في الحوار ولم تحفز أسلوبه العقلي المفضل

بل أنت من يحب هذه الصيغة في الحوار .. لهذا تزداد اقتناعا بما تقول وهو يزداد نفورا ..

وقد يحضر شخص آخر ويبدأ في إقناع من كنت تحاول إقناعه لتجده يقتنع بسرعة

رغم أن الآخر لم يأت بأي معلومة جديدة بل أعاد صياغة كلامك بطريقة يفهمها ذلك الشخص ,

لهذا اقتنع

مثال ذلك ..

إذا وجدت أحد أبنائك يفضل التفكير بأسلوب الاقتراب ,

فإذا رغبت في تحفيزه فركز دوما على ما يحب وما يرغب به ,

كأن تقول له : إن عملت هذا العمل ستكون لدي من المقربين وستجد مني ما يسرك ,

فأنت بهذا تتعامل بنفس طريقة تفكيره الاقترابية ..

ولن يجدي نفعا أن تحذره من عواقب عدم فعل ما قلته له , لأنه لا يفكر بهذه الطريقة

وعقله لا يتعامل مع هذا التحذير ..

أما إذا كان ابنك يفضل التفكير بأسلوب الابتعاد , فيجب عليك أن تحذره وتقول له :

إن لم تفعل ستجد مني ما يزعجك

فهذه هي الصيغة التي يفهمها عقله جيدا ويفضلها ..

( انتهى الأسلوب الأول ويتبع بالأسلوب الثاني )

أتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم ويعم النفع لكم

من خلال تعليقاتكم وآرائكم التي أنتظرها

الأسلوب الثاني : الإجمال – التفصيل

كانت (مها) تتحدث إلى زوجها عما حصل لها مع زميلتها في العمل صباحا , وقد بدأت قصتها منذ دخولها للمدرسة , وكيف كان اليوم مملا , ثم انتقلت للحديث عن بداية الدرس الأول , وهكذا تنتقل من حدث لآخر قبل أن تصل إلى الموقف الذي تريد الحديث عنه , وكان زوجها يحثها أن تختصر ؛
فهو يريد أن يعرف ما حصل لها تحديدا ولماذا اتصلت به وهي في قمة الغضب , واستمرت (مها) في سرد الحكاية بتفاصيلها غير مبالية بمطالبات زوجها وكان يسرح تارة ويعود إلى حديثها تارة أخرى !!
لاحظنا ..
كيف أن الزوجين يمثلان شخصيتين مختلفتين في اهتمامهما بالأحداث والتعبير عنها .

فأسلوب التفصيلي :
يعطي تفاصيل دقيقة ويحرص على أن يوصل الفكرة واضحة من جميع النواحي .
أسلوب الإجمالي :
يختصر ويركز على المهم والمؤثر ويأخذ الأمور بنتائجها النهائية بالإجمال .

هذا الأسلوب مؤثر في العلاقات الشخصية بين الأصدقاء أو الزوجين وقد يحدث اختلاف الأساليب فجوة في العلاقة لا ندرك سببها .

ولهذا عليك أن تراعي رغبة من حولك في الإجمال أو التفصيل حتى تصبح ذا حظوة لديهم . فإن الإجمالي يرى التفصيل ممل وغير مجدي بل قد يكون مضيعة للوقت , وصاحب التفصيل يرى بأن الإجمال قد يخفي معلومات وجوانب هامة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.